تعالوا نحيا ما بعد الموت

تعالوا نحيا ما بعد الموت :
الموت حقيقة ثابته ليس للبشرية اختيار فيها
طالما ان تلك حقيقة لماذا ننتظرها ونخشاها ونحاول الفرار منها
ما رأيكم ان ذهبنا الى تلك الحقيقة بإختيارنا ونظرا لأنكم تريدون الحياة فانا سأجعل وصولكم لها هو الحفاظ على حياتكم
لكن هناك شرط ان حققتموه معى سأجعلكم تعبرون الى الزمن الاخر وانتم بتلك الحياة الدنيا حتى ان انتقلتم الى الزمن الاخر لم تكن هناك غربة لكم فيها وكنتم على بينة من دياركم هناك بالتالى فلا انقطاع للحياة مطلقا وفترة انتقالكم كأنكم نمتم واستيقظتم او مجرد طرفة عين وفق ما قدمتموه لتجدوا انفسكم فى دياركم الاخرى
والشرط هو ان نسير مع قانون الكون فى كل شىء
وقانون الكون هو
قال تعالى {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }الصف1
فإن سرنا معه الطبيعى ان الكون لا يتغير مع الزمن ولكن الزمن هو الذى يتغير عددا
ومعنى ان الكون لا يتغير مع الزمن ان كل على حالته كأفراد والتغير ربما فى ان لغة الجماعة الكونية هى التى ستتغير فى الزمن القادم
لذلك فحياة الجماعة الان هى الموصلة للسعادة الفردية فى المستقبل
ليبقى السؤال كيف نحيا حياة الجماعة مع الكون او ما هو قانون الحياة بالكون
قانون الحياة للامم بالكون هو التسبيح لله سبحانه وتعالى
والتسبيح لله سبحانه وتعالى هو تنزيه الله سبحانه وتعالى عن كل نقص لا يليق به
وهذا ليس تعريفا اذ يبقى السؤال كيف انزه الله سبحانه وتعالى او كيف اسبحه سبحانه وتعالى
معنى ان الكون يسبح الله سبحانه وتعالى هذا يعنى ان الكون وصل الى ان يكون على علم بالله سبحانه وتعالى فى اسمائه و صفاته ومراده منه ان ينفى عن الكون الخطأ فى امر ما يتعلق بالعلم بالله سبحانه وتعالى والقيام بمراده سبحانه وتعالى مع الحب والتعظيم له سبحانه وتعالى
بالتالى فان الكون قد حقق العلم بالله والعلم بمراده سبحانه وتعالى مع تنفيذ مراده مع المحبة والتعظيم له سبحانه وتعالى
وهذا هو القانون الكونى المطالبين بتحقيقه بالتالى هناك من سيوافقنى اذ ان الامر فى اعلى درجات الاستنتاج العقلى بلا زيغ فى شىء فانا اخاطب العقلاء
بالتالى المطلوب هو العلم بالله سبحانه وتعالى والعلم بمراده وسبيل العلم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فى كيفية بيان تحقيق ذلك العلم
والله سبحانه وتعالى له الصفات العلى بالتالى كلما حققت مراده كلما نفى عنى تأثير الحوادث لى وكنت انا فاعلا فى الحوادث اذ كما قلت لكم اننا سنحيا الزمن الاخر وليس زمن الحوادث بتلك الدنيا
وتحقيق ذلك يتبعه ان احيا فى اثر صفات رضى الله سبحانه وتعالى

قال تعالى {أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ }الجاثية21

فالحوادث تقع فقط على اهل الدنيا بينما نحن سنكون للحوادث فاعلين وليس مفعول بنا وحوادثنا هى اثار الاسلام متعدية علينا بالحسنى وعلى عدونا بالسوء
وصارت الدنيا بالنسبة لنا مجرد شريط احداث نراه بينما نحن نسكن الزمن الاخر الذى اعد لنا
اذ انتقالى زمنا ومكان سيكون مغلفا بصفات تشريع من له الصفات العلى سبحانه وتعالى والاسلام هو السبيل الوحيد الموصل لكسب صفات رضى الله سبحانه وتعالى ليكون هناك المعية التى تجعنا نرى الحوادث الدنيوية دون ان تكون لها اثرا علينا
بالتالى صار مراد غيرنا بنا من سوء هو مجرد امنية لا يملك تحقيقها وصرنا نحن الفعالين الوحيدين فى الكون
فمن يريد سوءا من قطع مياه او أخذ دولة منا او الاستيلاء على اموال او ان نكون فى سلطانه مجرد امنية فقط
فهو يتمنى ثم يريد ان ينفذ امنيته طمعا ليجد اننا قد اخذنا ما تحت قدميه لنديره لخير اهله وخيرنا اذ اننا من زمان اخر هو يرانا لكن لا يملك السلطان علينا

قال تعالى {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ }الأنفال44

بالتالى فالافعال التى تقع على عدونا ونحن فى حالة التسبيح لها صفات اخرى خارجة عن تلك الحسابات الدنيوية ليرجع الامر الى الله سبحانه وتعالى وامره سبحانه هو جعل العلو لمن حقق التسبيح له سبحانه وتعالى
نحن رايناهم قليلا لايماننا وهم راونا قليلا لعددهم
واهل التسبيح هم اهل الخير المطلق ولا مثيل لهم فى الخيرية فى البشرية جميعا
بالتالى وحتى لا ننتقل الى الزمن الاخر ونحن يقع علينا مراد اعدائنا لابد ان نفر ونسرع الى اقامة ما يجعلنا نحيا البعد الاخر من الزمن
قال تعالى {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }آل عمران133
بالتالى صارت المغفرة كأنها مكان بتلك الدنيا نسارع اليه ان دخلنا ه كنا فى المغفرة التى تجعل هناك سترا لنا ووقاية
ولا تكون المغفرة الا بتحقيق توحيد العبادة وهو الا يصرف قول او فعل الا لله سبحانه وتعالى مع تحقيق اقامة تشريعه سبحانه وتعالى فى علاقتنا
عندها نكون قد دخلنا الى حيث مغفرته سبحانه وتعالى فكيف لمن اساء ان يصل الينا بسوء
وكان انتقالنا من مكان الى اخر هو انتقال ونحن داخل تلك المغفرة ولا ينالنا سوء الا بسوء اقمناه جعل هناك ثغرة فى تلك المغفرة
لذلك فان التشريع الاسلامى يجعل اهل الاسلام فى ترابط كالجسد الواحد يستحيل عندها ان يقوم احد بترك ثغر نقع منه من تلك المغفرة اذ ان الكل يحيا صفات الاسلام ولا يعلو احد على احد اخر بشىء فى دولة الاسلام
وصارت ثروات دولة الاسلام تمر على افراد دولة الاسلام كمرور الدماء على خلايا الجسد لتنتج وتعمل بها ثم تردها الى البنك الاسلامى مرة اخرى الا وهو القلب بالجسد
وكل خلية تنتمى الى مؤسسة من مؤسسات الدولة تشارك فى تلك المؤسسة بالوظيفة المكلفة بها لتقوم كل مؤسسة بوظيفتها فى اعلى درجات الكمال

ليبقى السؤال هل تريدون تلك الحياة ؟
ام تريدون ان تتلاعب بكم الحوادث كأنكم هواء ليس له ارض ولا وطن ينتمى اليه
فتجرى عليه الحوادث منعزلا لا يشعر به احد ثم يموت وينتقل الى الزمن الاخر مجبرا الا ان مكانه يختلف عن مكان من حقق الحسنى ابتداءا مكانا يليق بما قدم من قول وعمل

موضوع جميل فيه تذكير بالأخرة ومافيها نعيم ينتظر
تحياتي وتقديري

(اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً) .مع ان الحديث ضعيف لكنني أجده قاعدة هامة لو تم تطبيقها كما يجب
التسبيح بتأمل وتدبر و الوصول الى حالة الخشوع إحدى الطرق التي تأخذك الى عالم آخر بعيدا عن الدنيا
ومما يجعل فكرة الموت صعبة هي مفارقة من نحب وليس مفارقة الدنيا وكما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لو كان الموت رجلا لقتلته
وهو سيدنا عمر المبشر باللجنة
لقد قال شاعرنا الكبير الجواهري فيه :

أنا أُبْغِضُ الموتَ اللئيمَ وطيفَهُ
بُغضي طُيوفَ مخاتلً نصّاب
ذئبٌ ترصَّدَني وفوقَ نُيوبهِ
دَمُ إخوتي وأقاربي وصِحابي
نص بفلسفة عميقة فيه الكثير من الموعظة والتذكير بحرف جميل وأسلوب راق
بارك الله بك وجزاك كل الخير
بوركت