الجولة الأولى ...
في الصباح الباكر ...
من أيلول ...
في مدينة نهضت من سباتها ...
أو كادت تقريبا ...
وبينما كنت في المقهى المهجور ...
وحدي ...
أشتم رائحة اليأس في فنجان قهوتي ...
والزمن يصفعني من كل حدب وصوب ...
والظلام ينتشر في الأفق ...
ولا أبصر سوى الفراغ ...
وكعادتي ...
عندما أغضب ...
أنفث لهيبا من دناءة اليأس ...
فآفة اليأس العصيان ...
فاستبدلت عقيدتي ...
وسقف غريزتي بأشواك من الندم ...
وآثار العمر الذابل قد بانت على ملامحي ...
وتسللت إلى أضلاعي الخاوية ...
شتاءا رماديا أوشك على البكاء ...
من فرط الألم ...
الرعد أجهض أحلامه الباردة ...
بهدوء وسكينة ...
وأعلن الحداد ...
استجمعت بعضا من شتات نفسي ...
وخزنت في اللاوعي بعضا من ذكرياتي المهترئة ...
ومفتاح بيتي القديم ...
ورحلت ...
*****
بيتي القديم ...
كما هو لم يتغير ...
ما زالت المرآة مكسورة هناك ...
والجريدة الصباحية على المنضدة ...
أخبارها غامضة ...
والصورة المعلقة على حائط الغرفة ...
غضبها مخنوق ...
والزهرة الذابلة في تلك المزهرية ...
حبها مكبوت ...
والأريكة قلقة بعض الشيء ...
من أفكار السراب ...
أما الغبار فأكل النصف الثاني ...
من أثاثي المترف ...
لا بأس ...
سأرتاح ريثما تهدأ النفس قليلا
حتى المساء ...
امتدت أصابع الصمت إلى سكون الليل ...
لتقتل زواياه المعتمة ...
وهمس في أذنه ...
أنا لن أنكسر ...
دعنا نتبارز ...
والغلبة للأقوى ...
فغدا كيمامة مذبوحة ...
متدلية من سقف السماء ...
كالثريات المنيرة ...
على أنغام الفجر الأول ...
لأستيقظ في الصباح الباكر ...
على أفكار مشوشة ...
مستوحاة من قصة خرقاء ...
لواقع أحمق ...
ليهمس في أذني من جديد ...
لقد ربحت الجولة الأولى ...
وما زال لدي المزيد ...
أنا على عتبة بابك ...
وسأنتظر الجولة الثانية ...
وما زلت أنتظر ...