عودةُ الحجاب الشرعيّ
أختي الحبيبة،،
رفيقةَ الطريق على درب غربتنا الثانية،،
يا من تركْتِ الزينة البراقة و الألوان الراقية و المتاع الفاخر و المنظر الجذاب و العطر الفوّاح مما يستهوي أبناء الدنيا، و اتخذتِ من دونهم حجابا عباءةً لا يرَوْن فيها جمالا و لا جاذبية..
أتذكرين شعوركِ في أول يوم لبستِ فيه العباءة و النقاب؟
هل تذكرين كيف كنتِ يومئذ تسعين جاهدة في نفي كل نقص و منكر عن حجابك، و فعل كل ما علمتِ أن فيه كمالا له و رضى عند ربّ العالمين؟
فكيف أنتِ الآن يا أخيّة؟ ألا زلتِ على ذلك العهد أم أصابكِ شيء من زحف الجاهلية مرة أخرى على دنيا الحجاب الشرعي؟
تعالي نرجعْ إلى سالف عهدنا، فإنّ حسن العهد من الإيمان،
تعالي نصالحْ حجابنا و نضمد جراحه، و نداوِه من كل ما أصابه من جراحات العصر..
هيمن الثوب الرقيق على سوقنا -نحن المنتقبات- و غزت حِمَى التزامنا ألوانٌ جذابة و أخرى لامعةٌ هاتكةً ستر التقوى و معلنةً قيام فتنة جديدة على أسوار الإرث العريق،،
.
.
.
دعوةٌ إلى العودة إلى الشروط الحقّة للحجاب الشرعيّ:
إنّه الأمر الإلهي و السنة النبويّة و الامتثال الخالد الذي لن نكونَ امتدادا له إلا بتحقيق صورته الأولى:
أعلنيها أخيّة.. أعلنيها مدوّية:
لا للثوب الرقيق الخدّاع.. الذي يتهاوى سوادُه و اتساعُه مع أوّل هبّة ريحٍ على الجسد المخدوع..
ابحثي عن الثوب الصفيق الساتر حقّا و اجعلي نصَبَكِ و مشقّتكِ في سبيل ذلك قربة لكِ إلى الله عز و جل و مغنما من الحسنات، فإن لم تستطيعي فاجعلي تحت ثوبك ثوبا آخر مثله يقوّيه و يشدّ من أزره.. !
لا للثوب البرّاق الذي يحطّم دعوى الستر و يهدّ أركان الاحتشام،،
لا للألوان الجذابة اللافتة للأنظار في ثوب الحجاب، فإنها زينةٌ للثوب في نفسه مستميلةٌ لقلوب الناظرين يصدق على صاحبتها قولُ الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم: "مائلاتٌ مميلات" كيفما تبتغي الستر العفّة في طيّات الفتنة و الغرور،،
اجعلي حجابكِ دعوة لكل من وقعت عينها عليه حتى يذكّرها بأمهات المؤمنين و بنساء الأنصار رضي الله عنهنّ و بالجيل الأوّل الفريد، و تكونَ لها وقفةً مع نفسها و سببا لتصحيح مسارها،،
لا لكل شكل مستحدَث و تقطيعٍ منكرٍ دخيلٍ على حجاب المرأة المؤمنة -المعروفِ و المستقر في ضمير كل ملتزمة- يأتي بألوان الشرّ و فنون المروق عن الأمر الربّاني و اللباس الأوّل الذي تركه لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم و أزواجه الطاهرات و نساء الأنصار رضي الله عنهنّ،،
ليكن حجابي و حجابكِ غرّة في جبين الأمّة و عَلَما على عصر السلف الأوّل،، فتالله ما كان حجابهم كحجاب أيّامنا، عسى الله أن يتوبَ علينا و يهديَ بنا، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين،،
.
.
.
أمّ عبد الله الحوينيّة
الأربعاء، الثاني من شهر شعبان عام ألف و أربعمائة و ستّ و ثلاثين للهجرة،،
،،