الاستسلام للذبح

الاستسلام للذبح :

كل ما احله الله سبحانه وتعالى للبشرية من طير او حيوان جعل من شريعة ذلك الحيوان او الطير الاستسلام للذبح
لذلك فان ذبح تلك الكأئنات لا يعبر عن ظلم فى شىء لتلك الحيوانات او الطير فان قمة متعة تلك الطيور والحيوانات ان تكون فى موضع تحقيق شرع الله سبحانه وتعالى حتى موضع الذبح نفسه اذ ان الكمال المطلق هو محل تحقيق مراد الله سبحانه وتعالى
لذلك كان وصف تلك الكائنات
قال تعالى {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }الصف1
لذلك فان تلك الطيور والحيوانات لا تحزن قط
الا انها تشتكى حالها لربها سبحانه وتعالى اذا صدر ظلم عليها من البشرية
والذبح لا يعتبر ظلما لها بينما المشقة عليها فى العمل وقلة الطعام يعتبر ظلما لها مع انه عقلا اقل درجة من ازهاق الروح الا ان العقل ليس هو الحاكم على مراد الله سبحانه وتعالى
فقد اشتكى البعير لرسول الله صلى الله عليه وسلم من صاحبه الذى يتعبه فى العمل ولا يعطيه حقه من الطعام
وشكوى البعير ليست شكوى عبادة ولكن شكوى الى من ارسله الله رحمة للعالمين لرد الحقوق الى اهلها فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب ذلك البعير الا يكلف ذلك البعير من الاحمال الا قدر استطاعته وان يحسن اليه فى المأكل والمشرب
ومخالفة كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم هو مخالفة لمراد الله سبحانه وتعالى والصحابة جميعا قد صار ذلك الامر قاعدة ثابتة لديهم

ليكون هناك العبرة من ذلك الامر ان الاستسلام لله هو عين السعادة حتى لو صار الامر ان يكون الذبح هو الموصل لمرتبة التسبيح لله سبحانه وتعالى
وقد قدم الصحابة ذلك الامر جليا فى نصرهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهم قلة فى العدد والعتاد
ذلك ان صفتهم قال تعالى {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب23
لذلك مرتبة هؤلاء انهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه اى انهم صاروا بمنزلة التسبيح ورد الامانة كاملة
والصدق هنا ان قام بالدعوة الى الله سبحانه وتعالى وتحقيق تلك الدعوة حالا على نفسه حتى صار هناك منزلة كانت النفس فيها تدور بين اختيار الحياة بالهرب من الموقف او اختيار الموت تصديقا لامر الله ورسوله فاختارت النفس الموت تصديقا لخبر الله ورسوله
ليكون الموت فى سبيل تحقيق نصر الله سبحانه وتعالى هو تشريع تلك النفس الطيبة لتدور سعادتها مع مراد الله سبحانه وتعالى

أما ما نراه الان من استسلام اهل الاسلام لكل البشرية تفعل بهم ما يشاءون من قتل وذبح وتشريد
حتى صار من يراهم كأنه يرى ان العبادة لله سبحانه تعنى الذل والهوان والاستسلام للذبح ليس لنصر الله ولكن لنصر هؤلاء الكفار
فحمل ذلك الاستسلام الاتهام للاسلام ليكون السؤال اين الله؟
لتكون الاجابة
قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }محمد7
فاذا حققنا الشرط تحقق جواب الشرط

لتكون صفات اهل جواب الشرط
قال تعالى {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }يونس62
فلا خوف عليهم اثناء القيام بفعل الشرط الذى ظاهره المشقة والتعب والموت اذ بقدر المشقة فى الله سبحانه وتعالى يكون قرب الله سبحانه وتعالى وكنفه ومعيته سبحانه وتعالى ولزة الايمان حتى يكون ظاهر العذاب فى تحقيق مراد الله سبحانه وتعالى هو عين السعادة
ليكون ذلك فعل مخصوص من الله سبحانه وتعالى لعبده ذو الوصف المخصوص (عبد الله ) الذى صدق وعد الله سبحانه وتعالى
وحتى لا نبتلى بفسادنا فلا يرفع لنا دعاء لابد ان نقيم شرع من له الصفات العلى سبحانه وتعالى
بالتالى حققنا اقامة حال النفس ظاهرا على مراد الله سبحانه وتعالى وباطنا بتوحيده سبحانه وتعالى
حتى اذا صار الاسلام صبغتنا صار حفظ الله سبحانه للإسلام هو حفظ اهل الاسلام ذاته اذ صار اهل الاسلام هو الاسلام فى صورة مجسمة خرجت من صفة المكتوب الساكن الى صفة التحقيق قولا وفعلا ظاهرا وباطنا

أحسنتَ
لا فضّ فوك
راقني المرور من هنا
تقبل تحاياي

أحسنتَ
لا فضّ فوك
راقني المرور من هنا
تقبل تحاياي

ينقل لقسم الحوار الإسلامي


تحاياي