السلام عليكم
مثلي ككل شاعر أحلم باليوم الذي يكون لي فيه ديوان وحتى يحين ذلك اليوم بمشيئة الله لن أحرم نفسي من مقدمة للديوان :---
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وأصحابه أجمعين,,
أما بعد :
فهذه مقدمة ديواني ,, والذي تنوعت قصائده ما بين الحماسية والغزلية والوصفية..
فطورًا أصف البحر والنهر والتل والسهل وطورًا أكتب عن الهيجاء وأحمل السيف على الأعداء..وأكرُّ وأفرُّ وأصولُ وأجولُ في الفيافي والقوافي ..
وتارة أخرى أحمل زهرة نديَّة ,,تجري على أوراقها حبَّات النَّدى وأتغزل في أطيار الصباح وأنسام الرياح..
فكنت كلما غازلني بيت كتبته سائرا كنت أو جالسًا وأجعله في مسودة أو على كفِّ يدي حتى لا أنساه ,,
فيكون غالبا نواة القصيدة وبيتها الركن الركين وجذرها العميق الذي منه تولد القصيدة ويشتد عودها فتنمو وتخرج للنور بعد جهد صاحبها وركوبه البحار وجوْبه القفار ..
فكان شعري متنوعا حرصت فيه على متانة الحرْفِ ودقَّةِ الوصفِ,, وحلاوة القطْفِ وطهارةِ الطرْفِ ,,وجودة الصرْفِ ,, ونبلِ المقصدِ والغاية,,
وعلوِّ الهمَّة وخلوِّ الذمَّة
فلم أكن متبجحًا ,,ولم أكن متربحًا ,
وإنما كانت الأبيات صادقة الحسِّ ناعمة الهمسِ واضحة الجرس..
وغلب علي فيها انشغالي بقضايا الأمة والبلدان والسير والتاريخ
فكان لذلك الجانب في شعري نصيب الأسد
.
وكنت فيها نفسي رغم حرصي على متابعة القدماء ,والسَّير على نهج البلغاء,
فلم أخرج عنهم إلا في القليل من شعر تفعيلي جديد لم أحبه يوما..!
ولم أستحسن نمطًا من الشعر قدر استحساني لنمط الخليل,
فالشعر في نظري هو الشعر القديم الخليلي العمودي ,
فاستحسنت بحاره, واستملحت أطياره, وسبرت أغواره,
فطاب لي فيه المقام,, واستأنست هناك بأشعار الكرام ,, ناظرا للخلف وللأمام
في نفس الوقت فأخذت من القديم فخامته ومتانته فصغتها بطريقة معبرة عن زمانها لا زمانهم وإن تشابهت الأحوال وتقاربت الأشكال
وركبت البحار ما بين طويل فخم الأمواج,, وما بين كامل عالي الأبراج, وغيرهما من البحار الشعرية المعروفة.
وحرصت في أشعاري ألا تكون سردا مسجَّعًا,, ولا دقَّا مرصَّعاً فقط ,, بل كانت متلونةً بألوان البلاغة المتنوعة ما بين بيانٍ وبديعٍ وكلام .
فألبستُ كلماتي حللَ التصوير ,,وأردفت ذلك بالبديع ,والتزيين ,والتجميل ,والتلوين...
فشبَّهتُ واستعرْت,,, وجنَّستُ ورصَّعت ,,ووضعت الحرف تلو الحرف والكلمة تلو الكلمة منتقيا إياها شارحا معناها
في عمق وتناغم وانسجام كما فعل القدماءالأجداد ووضعت بعد كل ذلك لمسة التطوير ..
وكان في خاطري دوما حسن الشعر وبعده عن الكذب والخمر والمفاتن والمحرمات
فلا تجد في شعري خمرًا ولا سكْرا ولا شرًا... وإنما تجد فيه نصرا وفجرا وخيرا والحمد لله الذي هدانا لهذا ..
فكنت أراجع الكلمات وأحذف ما في نفسي منه ريبةٌ وأدعُ ما يريبني إلى ما لا يريبني ..
وكنت دائمًا أعمل بهذه المقولة : في الطيب مندوحة ..
وأهدي مقدمة الديوان إلى كل من علمني وتابعني ووجَّهني ولعله ينال استحسان القاريء ويسعد به القاصي والداني فيتذكرني الناس بعد عهد بعيد ويأخذون من شعري كما أخذوا من غيري
هذا وأسأل الله أن يغفر لي عثرات اللسان والسهو والخطأ والزلل وأسأل الله السداد
وصلى الله وسلم على نبينا المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
الفقير إلى الله
أبو الحسين,, محمد بن أبي كشك..
مصر الكنانة..
الأحد ,,الرابع من شهر رمضان 1437من الهجرة النبوية الشريفة