السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكبرنا في الواحة
كانوا صغارا يقبلون على شباك التسجيل أعلى شاشة الواحة ليقرأوا أدبا وعلما للعمالقة والأساتذة وليعلقوا بكلمة : رائع يا أستاذ فلان!! ..وكان يكفيهم ذلك يومها حيث التواصل مع الكبار
ربما لم يكن يعرف أحدهم حتى مكان وضع رده على فلان !!
سجَّلوا ..دخلوا ...كتبوا ..,,,تعثروا بعض الشيء ........استندوا على أكتاف الكبار ,,,,,,,,,وقفوا,,,,,,,,,ساروا ............جروا ............كبروا .....شبَّ عودهم ولا يزال يشب ..ولا يزال ...
صار الوافدون يسألونهم أيضا كيف كتبتم أشعاركم المتينة وكنتم قليلي الخبرة فكيف في عامين تبدل الحال هكذا ؟!
فأجابوهم : (كنا صغارا وكبرنا في الواحة )
فسأل الوافدون والجدد : وهل الواحة تنظم برامجا للتعليم وامتحانات مثلا وتعطي إجازة بذلك؟!
فأجابوا : ربما ومن يدري ؟! ولكن يكفي أن تكون في الواحة عاما واحدا لتكبر .......يكفي أن تستند على قاماتها عاما لتكبر وتعرف ويشب عودك ولكن عليك ألا تكون مشاهدا فقط وإلا ستظل مشاهدا ...عليك بالتجديف في البحر العالي الأمواج ,, والسير هنا وهناك وألا تخاف من قول طالما ترى فيه الخير والصواب ولا تتحرج أبدا من سؤال ...اسأل .....حاور,,علق,,,,اكتب ..اجعل من حولك إخوة لك دائما يشتاقون لك وتشتاق لهم تسألهم ويسألونك وتعلمهم ويعلمونك .........سر وقف مرة وتعثر مرة لا يهمك شيء .......ستقف في النهاية ...وستكبر في النهاية ويقرأ شعرك الوافدون ويتمنون الرد عليك يوما !!
فطن الوافدون إلى المعنى وهرولوا إلى شباك التسجيل ليكبروا ويشب عودهم في واحة الأدب والشعر والعلم كما شب غيرهم وغيرهم ......
محمد