|
في ليلةِ العيدِ عُمْري غادرَ البِشْرا |
يَخشى على القلبِ يمضي يمقُتُ الصَّبْرا |
يا مُعْصراتِ همومي ، صوتَ مَن زفروا |
هَـــلاّ تركـــتِ لباقــــي مُهجتـــي قَطْـــرا ؟ |
يا ليلةَ العيدِ عُودي دمعَ أجنحتي |
أو فاتركـــي للفتــــى بينَ الهَنـا شِـبْرا |
مُري صَداكِ يُداوي قيْحَ حَشْرجتي |
عسى الأمانــــي تُهادي أيكتــي جِسْرا |
عسى الشَّواطِىءُ تنعى قيظَ أوْردتي |
ولا تَـؤوبُ عيونُ الملتقــى حسْـــــــرى |
أترعتُ منكِ دُخانًا ، وانحنى حَدَسي |
لأنّـه مُـنْــذ ألفٍ بايـعَ القَهْــرا |
المفرداتُ عصيّاتٌ مصادرُها |
والحالمونَ علــى إسْقاطـــها أسْرى |
والطيّباتُ نسى الوجدانُ حائطَها |
بحالها قلقــي – يا موطنـــي – أدرى |
فلو ترَقْرَقَ بؤسٌ شفّ ساريتي |
سفائنـــي عنـدهُ طولَ المدى حَيْرى |
هي الحياةُ هزيلٌ بَوْح منطقِها |
تغفو فتســلبــَـــنا الأحـلامَ والشِّعْرا |
ترجرجُ الزيفَ من أضغاث بُهرجها |
وَعَلَّــهُ يمتطـــي إيهامُها الشِّـــعْرى |
هو الفراتُ حزينٌ نخْلُ أذرعهِ |
في ضفّتيـــهِ جراحاتُ المَها تـتـرى |
فارجعْ إلى برزخي يا عيد منتظرًا |
ركائبَ الجاهِ ، واسْتوْصِ السَّما خيرا ! |
ولا تلُمْ عاشقًا تستافُ لوعتُهُ |
من كلِّ بِئرٍ سَـــــــــــــرابًــا في الدُّجـــى يُشرى |
عذرًا لمن هنّئوني لستُ مُدّكرًا |
رسائِـــــلاً ، كي أُمَنّـــــي شوقَهــــم سطْرا |
فإنّهم خيرُ مَن صانوا شواردَنا |
وخيــرُ مَن قَـدَروا للمبتلــــى عُـذرا |
ما كنت أعلمُ – والرَّمْضا لها غُصَصٌ – |
بأنّنـــــي بالغٌ فــي ظِـــــلِّــهــــا الفِطْـرا |
إليك عنّي أخا الأعياد ، تعرفني |
أنا الشَّجــــيُّ ، وذي فلّوجَــــتـــــي المَسْرى |
أنأى وتسْحَرُني ، أدنو وتحْمِلُني |
ملءَ الحنايـــا شعـــورًا يَسْحـــرُ الذكرى |
ناجيتُها فتزاهى شوطُ قافيتي |
وراح مِن حِكمــةٍ يسْــــتـنطـقُ السِّــــــحْرا |
إيهٍ حبيبةَ أسفاري ستذكرنا |
طيوبُ ريّـــاكِ يومًا ، فاحملي البُشرى |
وعانقي حينَ يحنو الصَّبرُ عافيتي |
قد كِدتُ أفنــــى متى أهْـدَيْـــتِـــنـــي عِطرا |
وحينها تنشر الآفاقُ قِصَّـــــــتَــــــنـــــا |
والعيدُ ينسُــــجُ مِن أوراقِـنـــا عُـمْـرا |