أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: رغبات خافقة ..قراءة للناقد والشاعر السوري ادونيس حسن

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : May 2015
    المشاركات : 54
    المواضيع : 14
    الردود : 54
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي رغبات خافقة ..قراءة للناقد والشاعر السوري ادونيس حسن

    رغبات خافقة في مقهى عام !!!


    أيها السادة .. لاشك بأنكم قد ضجرتم تنهدي وتزمتي وتكتمي .. لا شيء يبقى مصانا" أبد الدهر , عدا أعراض النبلاء والشرفاء .. وربما تباح تلك الأعراض أذا انتهجت نفوس أهلها منهج التجديد وخرجت عن المقرر ؟
    واليوم وقد حظيت بجمعكم لأبوح لكم عن سر شقائي , وسقم حالي واكتئابي , ولأدلكم على مواطن ألمي .. ؟ ! فاسمعوا هذا السر الذي خلته بأنه سيبقى مصانا" في صدري أبد الدهر وأني سأقبره معي .
    لقد أقترن بشبح دميم الخلق والتكوين , يقض علي مضجعي ولم يترك لي حتى لحظة إغماضة طرف ,..؟
    لكل منكم يا سادتي خيارا في أول العمر فمنكم من يهتم بغرس أرض له , وأخر يسقم نفسه في مجاهدات أو في طلب علم , وذاك يحصي ويزيد من عقاراته التي اقتناه عن حصيلة تعب أو أستأثرها عن مال أبيه وجده , فكل تلك الاهتمامات تقود أصحابها لولوج أبواب الحياة السعيدة وليحيوها وهم يملكون كل جوانب الأهلية المطلقة للعيش في دنيانا هذه ..؟!
    لقد كانت انطلاقتي الأولى بدنيا الضياع بسبب عسر فهمي لمخلوقة تدعى ( رغبات ) ويا لتسميتها لأنها تنتمي لحواء ولا اكترث من ذكر أسمها وكم دفعت نفسي عن لقاءها وتنكرت للوائها وأيقنت بأن الارتماء بين كنف أحضانها مهزلة ومجزرة جسدية لكنها الدواء وبلسم المعلول المحروم من وصلها يقودني برغبة أبدية لأرثي الرجولي ..؟
    فاستفحل دائي باقتران روحي بروحها في لحظة أرضاء لأجري أخيراً ورائها واستنشق أنوثتها بطريقة بهيمية .
    تضاربت أنبائها بين وصف شديد الوطأة , وآخر رقيق ومهذب ومتعاطف ...
    أصحاب الرأي وكبار السن قالوا عنها أنها مشبعة بخبث أفاعي ألبرار , وأن غلبت عليها الرقة المصطنعة بطريقة مثالية جدا , أما الفريق الثاني فكان بين متريث وأخر مستغرب لعدم استطاعتهم الوصول لفحواتها ودرايتها ومكنونها الغامض , على الرغم من بيانها , وتبيانها , وجمالها , وذكائها , وورعها الحاد ...؟
    أما الحكماء فقد أكتفوا بالقول : بأنها شبقه ربما .. وتتسامى إلى الرغبة التي تنشدها من خلال قراءتها لقصائدها وأشعارها في المقهى العام , وتبغي الشعر كمادة للوصول إلى رغبتها المنشودة , فينتشي الرجال ويصفونها بالواهبة والمظلومة , والمانحة من هبات أنوثتها للرجال بطريقتها الخاصة .
    وكانت عندما تريد أن تفجر قصيدة مدوية داخل المقهى , تغيب يوما أو بعضه فتلقيها عمدا وسط حشود الرجال , فشاعت شائعتها .
    سمعت كثيرا" عنها وأستمكنت من مجمل الآراء الصادرة بحقها , فوجدت رواد المقهى وندمائه تشتمل ثقافتهم على الفهم الخاص والعام و فأعتملت بنفسي رغبة مشاهدتها والإستماع لقصائدها , على الرغم من تأخرها الليلي , ولا ادري لماذا هذا الوقت بالتحديد . في تلك الليلة قصدت المقهى , واعتنيت كثيرا بهندامي , وحضرت قبل ساعات من توافد المستمعين الهائمين بها .
    طالت ساعات الانتظار , والترقب لمجيئها , فجلست حبيس الانتظار و ومع مرور الوقت تسلل الحزن إلى نفسي , وأنا ملقى بين ركن من أركان المقهى على أريكة يتخذها أحيانا أحد سماسرة المقهى , والذي يقوم بدور الوسيط والعارف بمقدارات تلك الأنسانة (رغبات) والمهيمن على داخلها , والجاني مفاخرها بآلته الحاسبة للدخل المرتقب .
    بقيت أكابد من ساعات الانتظار الممل حتى الهزيع الأخير من الليل دون جدوى فادركني الكرى رحمة منه , فنمت في مكاني ... وإذا بي في وادٍ عميق أظلم ليس به من عند الطبيعة شيء غير امرأة عجوز ...؟!
    فاجأتني قائله :- أيها الفتى الأثير ... لقد أنتظرتك طويلا ... تعال واحملني على رقبتك فأني واهنة جدا ...! فأمتثلت لأمرها مخافة ومهابة , وسرت بها على غير هدى ... وفجاة ! أصبحت رجلي تلك العجوز كأنها قيود حديدية تطوق عنقي وتكتم أنفاسي , فتهاديت بحملها , فلكزتني وعنفتني قائله :- هيا أضرب قدميك في الطريق ... أنها موسيقى طربي لنصل أسرع من الزمن , حيث كوامن الأسرار , سرت كثيرا بعد انتظام وقع أقدامي على الطريق , وقالت :- أنك تضاهي اكبر عدائي عالمك الهاجع الراكد بآلاف المرات ؟ أن كنت لا تصدق فتطلع إلى الأشجار المارقة والتي تقدح وتنتهي إلى ما ورائك كشهب السماء البارقة , لتخر ذليلة تعبد لك الممر على قارعة الطريق ...؟! لقد حدثت قومي عنك كثيرا عن مزاياك وبإجلال وإكبار , وحال ما تصل سيخرجون جميعا لملاقاتك , كلهم توقا لرؤياك , ستكون سيدهم , وعالمهم , وأمرهم .
    بعد أن سكتت برهة , أمرتني أن أنزلها عند مصب أحد الأنهار لترتوي من ماءه , فأشفقت علي بقولها :- أن كانت روحك تنازعك على شرب الماء فهو دونك ...؟!
    لم تكن بي رغبة لشرب الماء , غير رغبة الإفلات والعودة , فتحينت فرصة للهرب منها فجاء صوتها المجلجل المدوي بدراية نواياي , إياك أن تفعلها سأوافيك على مدن الريح , لا أحتاج منك هذه المرة أن تحملني فقط سر بجانبي , لأننا على المشارف سندلف سويا لعالمي الذي وعدتك به .
    فحددت نقطة الانطلاق .. واندفعت اندفاع المحموم أخبط بقدمي الظلام غير أبه بصيحاتها وتوسلاتها , وأخر صيحة كانت لها عد ... عد ... أيها الفتى المحزون , وتلاشى صوتها .
    كاد لهاثي أن يخنق أنفاسي , ودقات قلبي الشاردة من حجر صدري وخوفي من العجوز و المصير المجهول , وتحينها فرصة الإمساك بي , وصوتها الذي وصلني عبر الظلام (سأوافيك على متن الريح) , كل ذلك أعتمل كثيرا في نفسي وأجج خوفي من تلفتاتي الهاربة الوجلة ... وماهي إلا (لحظات) حتى شعرت بها وكاد قلبي ان يتوقف رفيفه , وهي تمسك بي من مقدمة كتفي بلغتها الإمرة :- هيا أنهض فتيبست عروقي وافغر فاهي , فرفعت لها بصري المكدود التعب مسلما" مستسلما , واذا بها (رغبات) تدعوني لأستمع لقصيدتها الجديدة , حينها أدركت أن ذلك كان حلما .. وحسنا فعلت رغبات بايقاضي من الحلم , لقد أصابني فضلها الأول وهي تخرجني من خوفي , وتطيح بناقوس خطري , فجلست معتدلا , مواكبا وتفتحت لدي حاسة الاستماع لقصيدة رغبات الجديدة .
    بدأت رغبات تلقي قصيدتها , فقاطعتها .. وطلبت منها العنوان , فلم تعترض كثيرا ولكنها قالت :- لم يطلب مني قبل ذلك وأليك العنوان ( أطيافي المجهولة ) وراحت تقرأ :-

    أسمع صوتا من المجهول يأتيني
    يخافر نومي , يؤرقني ويضنيني
    أخاله حلم باسق الطول شامخ
    يحبس أنفاسي يقطع أوصالي
    يدجج خوفي وهمتي ..؟!
    فتصبغ ألوانه العتماء سحنتي ..؟!
    أهم لمضارعته , فيذبحني !
    فأنثني مفقودة العفاف كأنني
    زانية باعت حلاوة الطهر بقراطِ
    أسائله عن أي المصير يرد بي
    فيغتالني علنا , ويضاجع أنتي
    ويمزج أهاتي ويمسخ قبلتي
    وتدوسني عرباته الراغبات بلوعتي
    إلى حد الهشيم ويتركني
    أجترُ لهاثي , وامنائي وتزحمي
    فيبصق بجبهتي ويزدريني .



    وبعد أفراغها من قراءة قصيدتها ، غادرت المقهى بموكب حاشد من الضجيج والزحام ، لكنها أستطاعت في خضم ذلك أن تودعني بنظرة خاصة لي وحدي ،ورفعت أوراقها عند رأسها وأبتسمت لي ، ثم غادرت المقهى على عجل .
    بعد مغادرتها ، غادر ندماء المقهى مقاعدهم ، وأنتهت في تلك الليلة حفلة الأحتفاء بها ، ودمدم بعض الرجال بكلام الطعن والتنكيل بشخصها ، والقسم الأعظم أرسلوا سيلاً من عبارات الأشادة والمديح ، وعلى أختلاف فهمهم ومشاربهم ، وبعض من الشلة المراهقة كانوا يتمنون اللحاق بها ، لتبيان وجهات النظر ، والأستزادة منها شخصياً ، ألا أنها لم تأبه بكل هذا الأكتظاظ ، حتى أبتعدت ودلفها الظلام .
    أما أنا ، فلا أزال حبيس مكاني ، غارقاً في أفكاري ، مستنفراً كل أعضائي ، متجشماً محناً صعبة ، وسور الأيهام بادية علي ، وكم حاولت الربط بين طيف العجوز ، وصحوة رغبات فلم أستطع . . ؟ وأي ربط كاف بدرء السور المشوشة لعالمين متناقضين الحلم ، والحقيقة .
    بقيت وحيداً تائهاً وسط المقهى بعد أقفاره تماماً ، وعجزت عن نخل دقيق الموقف ، حتى بانت تباريح الصباح . . ، وبعد أن كد فكري تماماً ، جاءني مدد الأمل . . فتذكرت أنها أبتسمت لي عند مغادرتها المقهى ، وهذا شكل لي العون والدعم المعنوي وحرك مشاعري تجاهها ، فأبتسمت أنا أيضاً ، ونهضت من مجلسي .
    مع تعاقب الأيام والشهور وجفاء رغبات لأسابيع وشهور عدة ، وعزوفها عن المقهى بدون سبب ، انقلبت مفاعيلي وأطلقت لحيتي ، واستبدلت لباسي الأسمال البالية ، ليمسخ أسمي ، وينتكس علمي ، فلم أحسن تقليب أفكاري ، ولا تسلسلها ، وإيضاح خطوط بياني ، فلم أجد بد غير الانقياد والانصياع لرغبات التي أسرتني هذه المخلوقة العجيبة ، وبت أبحث عنها في كل الدروب والأزقة المظلمة فتاهت عناوينها واستحال علي الاهتداء أليها لأن طوفانها قد انهمرت قطارة في أول غيثة ليكتسح جل قلبي ويستكين في كياني وجوارحي .
    لقد أصبحت شاغلي الأعظم ، فتركت أعمالي ، وشلت صنعتي ، ونشجت أدمعي ، وأنبرت أنتي ، وأصبحت معتوهاً ، والوهم زاد الموهوم ، والخبل ألبسني لباسه . ألا قريحة شعري ، فكم كتبت لها القصائد ، علني أتسامى لها أو لطيفها ، وأخذت تقرأ على السنة عواد المقهى ووصفوني بمجنون رغبات ..؟! بعد جفاء رغبات وعزوفها عن المجيء للمقهى ، أخبرت صاحبه بأنني سآخذ محلها ومكانها ، فسر بذلك كثيراً ، وعلق الإعلانات ، وأشاع بين الأهالي بأن مجنون رغبات قد حل بينكم ، ليحل طلسمها ، وليدلكم على مفاتيح أفكارها . . .
    في ذلك اليوم وبالتحديد الفترة التي كانت ترتادها رغبات في منتصف الليل تقريباً ، شغلت جميع مقاعد المقهى ، وأستأجر صاحب المقهى مقاعداً أضافية لتستوعب الكم الغفير من المستمعين لأمسيتي . وبدأت الحفلة . . .
    فأعتليت منصة رغبات ، وعيناي ترقب الحضور علني أشاهدها بين الحضور ، ذكرت عنوان قصيدتي ، وكأنها جالسة قبالتي . . ؟

    "[COLOR="Orange"] أبكي من حبيس أحمق . . "
    تشبثت بعروتك زمناً
    وتغنيت بقصائد مدحك ردحاً
    يامن أقبل عليك في أصبحي ومساءاتي
    وأذرف في طريق الوداع شلال أدمعي
    تنساح مع هدير البحر
    المستبد . . الطويل
    القوي الصامد
    المعشعش في ظلمات عقلي
    الثاقب مهجتي
    القابض فؤادي
    اللاهف جسدي
    كنسيمات القيظ
    بك يزداد وجعي
    عن قمتي العليا ، وينحدر
    أني مقدم عليك
    ياأيها الألم
    فكلما عبثت بكياني الضعيف المضني
    وأججت ذلك المارد ، الناشر مفسداته
    الذي يمدً بجسده المترهل فوق مفرداتي
    المتهرء المتحامل على شخصي
    أناديك أيها المختل النافج القلب والطباع
    لنزال تتبرأ منه ، لذنوب ألصقتها بك ربما
    نازليني ، وتنازل عن مجدك
    أيها اللصيق المعافى
    ياغريبا في روحي
    ياهاجعاً في ظلمات
    تبصر ، أن النور وحي يعمد وجدانك
    ويمحي خطوبك ، ويرمم صدعك
    . .
    كنت أشعر بها ، وأحملق بشكلها الذي لا أنساه ، أرنو أليها في كل لحظات وجودي ، وفجأة لمحتها في آخر الصفوف ، تنفث دخان سكارتها ، وكعادتها تبتسم لي ، ولكن بزهو المنتصر ، وسرعان ما يتبخر وجودها ، مع دخان سكارتها ، وشيئاً فشيئاً تتلاشى خارج فضاء المقهى الى الأفق الطليق الواسع .


    رغبات خافقة في مقهى عام
    الكاتب والأديب
    عبد الكريم لطيف المحترم
    قصة عميقة الفكرة إلى درجة جريان السرد السلس والمنطقي في جدول المباشرة , مما جعل تناولها سهلا من قبل طيف واسع من الثقافات والخبرات الحياتية المعاشة ,
    هناك أمر أراه جديدا ,أضفى على القصة أبعادا أدبية من جنس آخر , وهو إدخال الشعر في متن السرد , حيث قمت بفصل اللغة الشعرية والأدبية عن النص السردي , وهذا يحسب في خانة التميز التي وضعت المتلقي في أكثر من فضاء ,,,,
    الفكرة التي ناقشها النص وأسلوب الطرح ,,,,
    ينم عن ثقافة واسعة تحاول من خلالها معالجة موضوع في غاية الحيوية , وهو طريقة توليد الرغبة من أكثر من جهة ,

    من جهة الرغبة الكامنة المستترة التي توجه السلوك العام ,والذي لا نستطيع أحيانا إيجاد تفسير لتناقض مساراته,,,,
    ومن جهة أخرى معالجة إسلوب تعرية الرغبة من كل الأوراق التي تختفي وراءها,,,,
    ثم حقيقية الرغبة عندما تحدثت عن رؤيتها بعين العقل الباطن \الحلم\,,,,
    وهذه الجهات جميعا لا تنفصل عن البيئة والواقع الذي تجري به الأحداث

    تزداد الرغبات عمقا وعددا بالقدر نفسه الذي يتجذر فيه عنصر القسرية,والذي تنمو شجرته وتكبر بقدر ما تسقى من ماء قوائم الممنوعات في واقع معين , الأمر الذي يضفي على هذا الواقع غياب وجهه الواضح والجلي , وغياب تحديد نقاط البداية ونقاط النهاية لمختلف مواضيعه, وعدم الفهم الصحيح لمختلف وجوه الممارسة لكثير من السلوكيات ,,,
    كنت موفقا جدا باختيار عنصر جمالي وهو الشعر للتعبير عن الفكرة , ,,,

    كأني أسمعك تقول :

    إن الواقع عندما يُطرح ضمن سيطرة مظهر الكبت والحرمان لن يستطيع أن يتعاطى أرقى القيم إلا من المنظور الذي يلبي تلك الرغبات المكبوتة وإفراغ طاقتها,, أو الكامنة تحت غطاء سميك من القسرية,
    على اعتبار أن القيم الجمالية والفنية يبدأ تعاطيها الراقي واللائق بها في مرحلة من مراحل تطور المجتمع الإنساني يكون قد تخطى بها مرحلة تلبية الحاجات الضرورية وحتى الرفاهية ,
    وفي حال طرح أي قيمة من مرحلة لم تتشكل حسب السيرورة المنطقية لتتالي المراحل , سيكون مصيرها التشويه لعدم توفر القالب المناسب لتلقيها ,
    هنا أحاول أن أضع الأجوبة على التساؤل الذي قد يدور بخلد المتلقي عن تمظهر الرغبات في القصة بصورة فنية وجمالية هي الشعر ,,
    سواء من صورة مواقع الرغبة والتي هي الشاعرة , ومن صورة المتلقي وهو مجتمع المقهى العام الذي يعيش حالة كبت لم يستطع أن يتعاطى القيمة الجمالية في الفن الشعري إلا من خلال حرمانه من الأنثى تحديدا ,
    مما وضع الشعر ضمن مسار التفريغ فقط للعناصر المكبوتة بعيدا عن الإمتلاء والإرتقاء بجماليات الفن الشعري وما يحتوي من طاقة إرتقائية بالتذوق الجمالي ,,,,,,,

    ومن جهة تعرية الرغبة من كل الأوراق التي تختفي وراءها

    عندما ننظر إلى الطبيعة ونحاول أن نقرأ الأسلوب والطريقة التي تقدم بها العري \الحقيقة \ ,
    إنها تبدأ بدورة قسمت في أوقات أو فصول ,,,,,,,,,,
    فصل الشتاء الذي يلقي غموضه وغيومه وضبابه الكثير من الأسئلة ,,,
    ثم الربيع الذي يقدم الخط واللون والرائحة لصور الأجوبة ,,,,
    الصيف الذي تتحول به مقدمات الأجوبة إلى طعم ومذاق في ثمره وفاكهته ,,,,
    بعد الإجابة على أسئلة الشتاء بالخط واللون والرائحة والطعم ,,
    وبعد توفر الحاجات الأساسية من مراحل الجواب ,,
    تأتي المرحلة الأخيرة منه ,,وهي الخريف الذي يؤسس إتيانه على إشباع المراحل السابقة في أوقات متساوية المدة ,,,,
    فيه تتعرى الأشجار \الحقيقية \ وتظهر الأشياء بصورة هياكلها الأساسية ,,,
    عندها يكتمل الجواب ويُقبَل بسلاسة ويسر ,,
    إنه أتى بتدرج إشباعي جعل قبول البرد والريح يستمد طاقته من وقود المراحل السابقة ,,,,,,,,,
    وهنا نستطيع أن نعي مدى التدمير عند إتيان العري \الحقيقة المجردة \ قبل إشباع المراحل التأسيسية له ,,
    سيكون مدى التدمير بالقدر الذي يعتري درجات الإشباع نقصا ,,,,

    ومن جهة حقيقة الرغبة عندما تتحدث عن رؤيتها بعين العقل الباطن \الحلم\

    العقل الباطن هو تلك الطاقة التي لا تقبل ترتيب أوراق الوعي داخل خزائنها كيفما اتفق ,,
    وعند محاولة العقل الواعي أن يضع ورقة في غير مكانها ينتفض العقل الباطن معلنا رفضه لهذه الفوضى عن طريق الرؤية والحلم ,,
    ويتناسب إعلان شدة الرفض وثقله في وجه العقل الواعي بقدر تقصير الواعي بتأمين درجات الإشباع اللازمة أو تسلسل الترتيب للأوراق التي تسبق الورقة التي تحاول أيدي العقل الواعي وضعها في خزانة العقل الحقيقي أو الباطن ,,,,,,,,,
    هنا في قصتك أخي كنت بغاية الإبداع عندما وضعت صورة الرؤية \الحلم\ وما احتوت هذه الصورة من عناصر رفض ,,
    حيث ظهرت الرغبة على شكل العجوز الشمطاء المرعبة ,,,
    العقل الباطن \الحقيقي\ يصرخ بقوة تتناسب مع تدني درجة الإشباع التي يجب توفرها ,,,
    في محاولة للتنبيه عن تأمين المراحل السابقة قبل مباشرة المرحلة الحالية التي ينوي إنشاءها العقل الواعي ,,,
    ثم وببراعة متناهية ترسم على لوحة النص النتائج الواقعية للتحطيم الذي عانى منه الوعي تحت مطرقة حقيقة الباطن \ أبدعتَ ... أبدعتَ .. أبدعتْ هنا بعمق مذهل \

    أخي الكاتب والأديب
    عبد الكريم لطيف

    عندما نتعاطى نصوصا تضم بين دفتيها كل هذا المدى الثقافي والمعرفي ,,
    لابد أننا أمام كاتب جاد يعلم ما يريد لأنه يدرك ما ينقص الواقع الذي يعالجه من عناصر زمنية ومكانية تنسكب في أطر تحوي التكامل في اللوحة المراد رسمها والوصول إلى استقرار الجمال فيها .


    لك تقديري ومحبتي
    [/ ][/ [ /INDENT]

  2. #2
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.68

    افتراضي

    يا للــ "رغبات" وما تفعله بنا صحوًا ونومًا !

    بعيدًا عن هناتٍ اقترفها الكيبورد.......... فقد استمتعتُ هنا حقًا


    تحياتي وتقديري لكما
    الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!

المواضيع المتشابهه

  1. رغبات خافقة في مقهى عام !!؟
    بواسطة عبد الكريم لطيف الحمداني في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 06-06-2015, 09:48 PM
  2. شراء جارية - قصة - نزار ب. الزين - مع دراسة للناقد المغربي محمد داني
    بواسطة نزار ب. الزين في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 02-06-2013, 01:27 PM
  3. "حسن البنا" قصيده بالعاميه ممزوجه بالفصحى للشاعر / أكرم حسن
    بواسطة اكرم حسن احمد في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 24-07-2012, 10:12 AM
  4. قراءة نقدية في رواية قلاع ضامرة للأديب السوري عبد الرحمن حلاق
    بواسطة د.مصطفى عطية جمعة في المنتدى قِرَاءَةٌ فِي كِتَابٍ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-03-2007, 09:09 PM
  5. أهلا حسن- قصيدة ترحيب بالشيخ حسن يوسف
    بواسطة فارس عودة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 09-01-2005, 04:50 PM