أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: من حكايات جدتي ،، رثاء الزمن الباسم ،،

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jul 2015
    المشاركات : 15
    المواضيع : 11
    الردود : 15
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي من حكايات جدتي ،، رثاء الزمن الباسم ،،



    من حكايات جدتي ،،*


    كسر قلمك ،، حرر لسانك ،، إن تهتٓ بين الألقاب ،، *

    *طوِّع حلمك ،، كسر خوفك ،، إن تاهت عنك الأسماء و دساتير الأديان ،، *

    اكتب اسمك على همك ،،

    *اسمو بنورك على غمك ،.

    ارمي طوبك ،، ارجم طيفك إن سار بك في الظلام ،، *

    كسر جدارك ،. سمع صوتك ،، **

    مدد ظهرك ،، شحمك من لحمك ،،*

    سمك من دمك ،،*

    خلي الناس ،، تحبك ،، خليها تعزك ،، *

    إن رُمْت صدق الكلام ،،*


    حلق أكثر ،، أكثر ،، انثر مدادك*

    ارهب أوثارك دعها ،، تغازل آمالك عذب الألحان *،،
    احضن أولادك *بشموخ ،، علمهم معنى السلام ،،*

    علمهم نحث أبطالك ،. أسماء رجالك ،، *

    كفف دمعك ،، ودع أشجانك ،،*

    اكتب اسمك على همك ،،

    اسمو بنورك على غمك ،،

    رددها وغنيها ،، جلجل أرضي و أرضك ،،*

    زلزل ضعفي و غبنك ،،*

    دس عليها ،، و لا يهمك ،،*

    علمها إيمانك ،، لا خوفك ،،*

    متى خفنا الفتيل ،،

    ولا بعنا إسم الشهيد على القتيل ،،*

    فجروها ،، قالوا خفنا ،،*

    ضربونا ،، قلنا فثنة ،،*

    من حرف الآذان ،، و اغتال الآمان،،*

    من توج إبليس و وضع العمامة على رأس عتريس *،،
    و قال بايعنا الأمير ،،

    هل اختل فينا المسير ،، و ضاق فينا الضمير ،،*

    علموهم ،، تاريخ الحب و أساطير العشاق ،،

    علموهم ،، كيف نقاوم بسلاح ،،

    *يفجر فينا الشوق و العناق ،،


    علموهم ،، كيف كنا صغارا ،، و نخرب ألعاب الجيران ،،*

    كيف كانت بيوتنا مفتوحة ،، بالأفراح ،. و مشرعة للعزاء ،،*

    و كل أبوابنا بلا أقفال ،،*

    كيف لي إخوة و كم أرضعت أمي ،، و تناثر الحليب لآخر الزقاق ،، كيف كنت أتوه بين كثرة إخوتي و كم كان عندنا من الرفاق ،،*

    أتذكر كيف تذوقتُ كل الأطعمة في ساعة الغداء ،،*

    و كيف كان دخان الشواء يجمع كل الجيران ،،*

    كم حملت من أطباق و أصناف ،، لجارتنا ،، و تلك العجوز من كانت تسكن وحيدة في آخر الطباق ،،*

    هناك في السطح ،. تحرس الغسيل و تطعم الحمام و أبناء الحي ،، و تبكي حين الفراق ،،*

    كم حملت صينية الفطور لتجار الحي و من مرّ جنب الزقاق ،،*

    كم كنا نمر على الجيران صباح العيد ببعض الحلوى ،، و أطباق الفطائر و نجمع العيدية و بعض الألعاب هدية من كل بيت و دار ،، ورائحة الحناء و نقوشها تتشابه علينا كما رائحة الطعام ،، حتى ضيوف الدور المقابلة لبيتنا كانوا يسألون عنا و يشتاقون لبهارات أمي و ابتسامتها ،، و يحملون لها حبات القرنفل و عطر باريسي ،، و يعتذرون في خجل على شقائهم لها و عن تعب الضيافة ،، و حين رحيلهم كنا ندون عناوينهم و أرقام هاتفهم الأرضي ،، نجمع بعض الفكة و نحن صغار ،، نقايضها بطوابع بريدية من كل الفئات حتى نبعث لهم سلامنا ،، أخبار الجيران *و كل الأشواق ،، و بعدها ننتظر ساعي البريد و قد غدا واحدا من الزوار ،، كم بكينا حين تقاعد ،، حين أحيل على المعاش ذلك الساعي القديم ،، الذي افتقدنا جرس دراجته التي لم تغادر الحارة ،، كما غادرتها اليوم *رزم البريد ،، *

    أتذكر كم وصفنا في رسائلنا سُورَ المدينة القديمة و مداخلها المتعددة ،، وكيف كان يرفع الآذان ،، و جمال مدافع البرتغال التي قاومت كل تلك الأعوام ،، وهي تنظر إلى المحيط كأنها تترقب عقبة أو خطبة ابن نصير ،، لا زلت أتذكر أن إمام مسجد الحي كان الوحيد الذي يفتي فينا و يصلح البين بين السكان حين الخصام ،، و لم يغير في السنن و لم يزد في الصلاة ،، كم كنا لطفاء حين كنا ثقاة حين لم نزايد في الدين *و لم نُجامل في العبادات ،،*

    نعم صحيح أن اقرأ أول ما تعلمنا من القرآن و آخر قناة الآن توسرنا هي اقرأ ،، كانت خطاباتنا *طويلة و ركيكة و كم جُرْنا فيها على قواعد الإعراب ،، و كم تجاوزنا النحو و الصرف و كنا نواصل السؤال عن الأهل و الأحباب ،، و كم كنا نتفنن في كتابة البسملة في أول الخطاب ،، نلونها بما عندنا من الألوان ،،*

    هكذا كانت أيامنا ،، مدارسنا و كتاتيبنا و كيف كنا نخاف المدرس و نهاب الفقيه ومن يُحَفِّظنا *القرآن ،، و كيف كنا نتسابق لنُقَبِّل أياديهم عرفانا *و حمدا أننا وجدنا من يعلمنا حرفا و كل الإيمان ،، شكرًا أننا ولجنا العلم من أول الأبواب و حفظنا الرحمن و عٓظّمْنا لقمان ،، عرفنا السر في خلق الكون و اختلاف طباع الإنسان *و ما نُزِّل من الحق في الكتاب ،، *

    هكذا سهلة الحياة كانت ،، و هكذا كنا ،،*

    نقرأ في الألواح و حتى الأخطاء كانت لينة تطاع *في المسح و الحذف ،، دون بقع دون صباغ ،، *وتعابيرنا المصورة كانت تجسد في السبورة و على الأوراق و نتابعها ترديدا جماعيا حتى لا ننام ،، وكل أدواتنا المدرسية لوح و طبشور و ممحاة ،، و كيس صغير نحمل فيه ما تبقى من الفطور أو ما يشبه الغداء ،، هناك كان الكُتَّاب و مدرستنا القرآنية جنب فران الحي و تحت درج الدار ،، حيث كانت رائحة الخبز تزكم أنوفنا الصغيرة و تغازل الجوع فينا ،،*

    زمان ،، كان أبهى ،، كأنه رسم بريشة فنان ،، كل الدروب و الأزقة تؤدي إلى بعضها و تلتقي في ساحة سحرها الأمان ،، هناك حيث الساقية و السوق و حمَّام و كتاتيب القرآن ،، ولا تنقطع منها التحية و السلام ،، كانت أسمائها مألوفة و تدل على الطيبة و بساطة أهلها ،، و كانت كل الدور تلحفها أشعة الشمس و لا تغرب إلا في المساء ،،*

    زمان كنت تشاهد الطيور تحلق قريبة لأنها كانت بيننا تشعر بالآمان ،، كانت تحط في كل مكان و كانت تتأمل وجوهنا و ملابسنا و نقاب النساء ،، لم تكن تغادر الأشجار ،، لأن الأمس كنا نسميه زمان ،، *

    حيث أخلاقنا كانت مَنَاعَة و أنجع مضاد ضد الأمراض ،، كانت مياهنا عذبة و كان الحيض يجفف في حياء و لم تكن البكارة تباع أو تخاط في الخفاء ،، حتى الأعشاب لم تكن تداري جثت الأطفال أشلاء مبثورة هناك متركة في الخلاء ،،

    كان العزف ينطق أوثار العود و يُدَوِّي الكمان ،، كانت كل الأغاني تُدَرَّس ،، تطرب بل تدغدغ مشاعر الإنسان ،، كانت كل الألحان تنتهي *بالبكاء ،، آه عليك يا زمان ،، كيف طاوعت الرحيل ،، و فاضلت الغياب ،،*

    نسينا الحلقة و رقص القرود ،، كيف كنا طيبين ،، يجمعنا الزمر على إيقاع الطبل و شطحات الثعابين ،، كيف صدقنا الخوف و كيف كانت دباغة الجلود ،، *هناك كان الراوي و هُناك الحاوي كيف كانوا حولنا مجتمعين ،،*

    كيف نسينا البحور و عِلمَ *العروض ،، حين صرنا وقحين لا نحفظ السر و العهود ،، حين غابت عنا *ملامحنا و اختلت فينا الموازين و حمرة الخدود ،، *

    كنا بسطاء ،، نُجامل بعضنا في الأعياد و نجتمع على الذبيحة في الأفراح ،، هكذا سهلة الحياة كانت و هكذا كنا بلا ديون قبل أن تفلسنا القروض *،،*

    كم كنت لطيفا كالحمَل وديعا يا زمن وفيا بالعهود ،. دون الفولاذ و سياج الحدود كل الربوع أرضي و كل العرب إخواني ،، كان الحلم جميلا و كان الوجه صبوحا ،، و كل البلاد أوطاني ،، * *

    كيف كانت مسارحنا بلا ستار *دون شجار ،، وكم من حكايات سردت على ناصية الزقاق ،، عرفنا سَمْعا شهريار و كيف ماتت شهرزاد ،، تناولنا العقد الفريد و كم تهكمنا على شخصيات ابن المقفع ،، و تابعنا القصص هناك و كم كانت كليلة و دمنة تسلينا رغم أننا لم نفقه أنهم كتبوها ثورة ،، نظمت بالحرف على قافية الفساد ،، *

    هكذا كنا و كانت أيامنا و هكذا كان جحا بيننا ،، *حين تناول الحياة و كشف العجب *،، و سخر من الحكام و ولاة العرب ،، حين باع الحمار مرتين ،، *
    و كتب التاريخ هزلا على أوراق العنب ،،

    هكذا كنا و لم نكن نسمع عن الجهاد إلا في أفلام رمضان و قصص الأنبياء ،، كان محمدا (ص) و الرسالة خير الأعمال و ما أبدعه الإخراج *،،
    هناك عرفنا الروم و الفرس ،، و في رحلاتنا شدتنا الآثار و الأطلال ،،
    و لم يجرؤ كل الحكام و لا مفتي الديار أن مسها بمعول أو بفتوى ،، أو قالوا أنها رجس من الشيطان أو تركة كفار ،، أو مايقال الآن أنها حرام ،،
    رأينا أنهم رمموا القبب و الأسوار و أعادوا رونق الأحجار و سجلوها في سجل عرفنا فيما بعد أنها تاريخ ،،
    و مجد لا يعاد ،،*

    و أنها بريق و أقدم حضارة في الكون ،، صنعناها حين كنا نؤمن و نحترم الإنسان و حرمة الديار ،،*

    ولم نكن نتشدق في الدين و نغتاله بين التكفير و التهجير ،، أو نقزمه بين البدع و فتن و تسفيه ،،

    بالمرة لم نكن نسمع إلا عن المهدي و المسيح الدجال ،، و كنا متفقين أننا في الإسلام نجتهد بين السنة و الكتاب ،، *

    و لا نختلف في المذاهب و النحل ،، مادام ليس بيننا من يعبد الأوثان فكلنا أمة الإسلام ،،*

    متى احتجنا من يعلمنا الركوع أو من فينا احتاج معرفة مكان الكعبة و اتجاه القبلة ،،
    متى احتجنا البوصلة أو منظار الربان ،، ألم نصلي على سبع و صمنا مرات قبل البلوغ ،،
    لأننا قبل الفطام رضعنا التقوى و أعظم الإيمان ،، و شنفت آذاننا آيات الذكر وقصص القرآن ،، قبل أن نفقه التفسير و دروب الفقه و التشريع ،،

    و تعلمنا السر في خلق الإنسان و كيف بدأت الخطيئة و كيف كان العقاب ،،

    ألم يعلمنا الدفن طائر ،، ألم نعي أن الكل إلى زوال و أن آدم من تراب و أن الكل إلى اللحد سائر ،، و أن هابيل و قابيل إخوان ،،*


    هذا ما *قالت لي جدتي ،، في حكاياتها عن زمان *،، نعم كانت تحكي و تحكي كل ليلة *قبل المنام ،، لقد ماتت جدتي ،، حرام *ينعى معها الأمان ،،


  2. #2

المواضيع المتشابهه

  1. "مَن كذَبَ عليَّ مُتعمِّداً، فليَتَبوّأْ مقعدَهُ منَ النّـار "
    بواسطة أسماء حرمة الله في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 25-03-2008, 01:17 AM
  2. {حكايات جدتي محفوظة } 2 ـ قسمة الغرماااء 00 !!
    بواسطة الشربينى خطاب في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 22-08-2007, 11:55 PM
  3. مَن قتل مَن ؟
    بواسطة سعيد أبو نعسة في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 01-12-2006, 09:20 PM
  4. الباسم احط رحاله بواحتنا - حيو معى الباسم
    بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 05-01-2006, 11:59 PM