خذوني ،، فقد نعينا كل الرجال ،،


خذوني ،، طفلا رحلت عني ملامح الديار و تقاسيم الحدود ،،

خذوني ،، و قد أفلت عني شموس الربيع و نسيم البحار ،، و قد غابت عن طيفي كل الأطياف إلا رائحة البارود و فتيل من ملاحم الإنفجار ،، بتجاعيد التلال و زلزلة الجبال ،،

خذوني ،، متى طفوت على سطح السهول ،، وتجاذبتني حوافر البغال و نقع الخيول ،، متى جارت علي الشمس تلحفني بلهيب الشروق أو ذلا ساعة الأفول ،،

خذوني ،، أخذ اليتيم و قد جارت علي ثورة السيول *و زمهرير الوغى ،، رُعب النفير و رهبة الطبول ،،

خذوني متى لفظني *المهد و ووحشة اللحد ،، في سلات مهملاتكم و بين نجارة أقلامكم ،،

خذوني مَحملا لأعلامكم متى هوت للسقوط ،، و *تجاذبتها الرياح و سباب سفرائكم ،،

خذوني فلن تندموا ،،*

خذوني يتيما بين أبنائكم و خدم البيوت ،، أو أنظف عنكم مكبات نفاياتكم و زجاج النوافذ ،، هيكل العربات و أرضية المسبح ،،

خذوني أشذب عنكم عشب الملاعب متى احتظنتم بطولات العدو أو سباق الضباع ،،

خذوني الآن ،، و علي أكبر نسبة من الخصومات ،، أو تخذلوني فأباع في سوق نخاستكم بشربة ماء ،، أو أترك لأداس بفردي حذاء ،،
جربوا أن تبتلوا بنحسي ،، فأضمن أن أمنع عنكم الإثم و وزر خطاياكم ،،
وجودي بينكم ممحاة ذنوبكم و تسويف للعقاب ،،

خذوني ،، فلن تسمعوا ضجيجي و لا شغب الأولاد ،،
فكروا ،، * قد أمنع عنكم لسعات الباعوض و أزيز الحشرات ،، نعم قد أمنع عنكم اللصوص و المتربصين و كل منافسيكم ساعة الانتخاب ،،

خذوني فلدي معارف و أهل و خلان يُرجِّحون *كفة الأصوات و يصدحون بالأبواق و يجيدون لعبة الأوراق ،،

خذوني ربما تنصبون باسمي ،، تبيعون الوهم عني ،، و أوقع عنكم دفتر الشيكات و كل الأوراق ،،

خذوني فأنا آخر منظف ترك على الرف ،، أزيل كل البقع ،، كل التهم و اللعنات ،،
لدي مناعة ضد الجرذان و برودة السجن و صدأ القضبان ،،
ربما تأكلون الربى و الجياف بفمي أو تمنحون حفنة دولارات هبة و منحة التبني ،،

خذوني مرة و جربوا حظي لست واشيا ولا جلادا بل خبيرا في نظم الكلام و عزف الخطاب و تصدر كل الصحف و وسائل الإعلام ،، و كيف أقف امام الكاميرات و أغير نبرة الصوت و تعابير الوجه ،، و كيف أجعلهم يصدقون ،، و أكثر *كيف أجعلهم يصفقون ،،

خذوني لن يزعجكم آذان الفجر و لن تصوموا *في رمضان ،، لأني مستعد للعقاب بدلا عنكم ،، و حتى النوم أغفوا بدلا عنكم ،،

خذوني فكل شيء سليم في جسدي ،، وليست بي نذوب أو وشم و قد أصلح *قطع غيار لكم و لمومساتكم ،، أنوب عنكم في الحر و برد الشتاء ،، و أحفظ كل أسراركم عنكم و أسرار النساء ،، متى سافرتم أو هاجرتم برودة الفراش ،،

خذوني مخصيا حتى لا تشكون في نسب أبنائكم و عفة الحريم ،، نعم مخصيا فقد نعينا الرجال ،،

خذوني فقد أهبكم كل أعضائي ،، و شهادة الميلاد ،، *

خذوني آخر مرة ،، *ربما لن أكون عاقا مثل أبنائكم ،، أو جاحدا مثل أولادكم ،،*