أحدث المشاركات

نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»»

النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: عفاف

  1. #1
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2015
    المشاركات : 257
    المواضيع : 33
    الردود : 257
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي عفاف





    أتت إلى هذه الدنيا قبل الأوان،فكانت الفرحة فرحتين، أزاحت عنهم هما توالى لسنين عديدةفاستقبلوها كالاميرة
    وهكذا صممت أن تبقى ،كانت كبرى إخوتها لكن لاأحد يتنازل عن حب الأميرة الكل يهتف قلبه بحبها ويتوددون إليها كل علىقدر رحابة صدره، كانت تبادلهم الاحساس نفسه فحبهم لها ما زادها إلا تواضعا ورقة. كانت تخاف على نفسها من أجلهم ،لاتريد أن تخيب رجاءهم بأي حال من الأحوال.
    مرت سنون طفولتها أكثر من رائعة لم تعرف للحرمان طعما قط، مرت السنون والاعوام ،شاءت الاقدار أن تعصف بقلبها الصغيرريح قوية ،انحنت لتمر العاصفة بسلام لكنها أبت إلا أن تعمر وأبت هي إلا أن تسير عكس التيار،فعاشت أجمل أيام عمرها بين شد و جدب بين نحيب وأنين ،كانت غريرة حيية ،استطاعت هذه العاصفة أن تنضج قلبها قبل الاوان،فترعرع بين جنبات روحها حلم جميل بحجم الزمان لم تلجأإلى تفسيره خوفا من أن يفقد بعض طلاسمه التي تدغدغ مشاعرها كلما هربت من رتابة الحياة،كلما أغلقت عينيها لتفتحهما على عالم ساحر لتستيقظ في النهاية على حزن أبى إلا أن يعشوشب بين أحضان الشوق،انتبذت بحلمها مكانا قصيا،أخفت ضفائرها،واعتلت برج الصمت وتقلدت بلاءاتها،مزقت كل الشهادات إلا شهادة مزقت فيها الانحناء فأينع الاباء،لم تنسب الذي أصابها إلى قبيلة عذرة ولاإلى أي قبيلة أخرى،بل نسبته إلى رب السماء،وحده قادرأن يرفع عنها البلاء.بكت واحترقت ،كتمت وعفت،وانتظرت الموت ماكانت محظوظة،ضعف الطالب وعز المطلوب،أصدر القدرأمره أن تعيش بين دياميس الموت البطيء،لم يعد يغريها من متاهات الدنيا شيء،منذ أن ذبح هذا القلب على أعتاب العفة والكتمان،ومنذ أن صلب هذه الروح ثالوث الشوق والصبابة والحرمان،لم يبق منها إلا كتلة لحم ومجموعةعظام،لكم تمنت أن تهديها للديدان حبذا قبل الأوان،لم تعد تطيق الموت البطيء وفي نفس الوقت لم ترغب في إجهاض هذا الحلم الجميل الذي يضيء حناياها،فالذي بين حناياها روح والروح إذا شفت خفت وإذافاحت فاضت وألقت ما فيها وتخلت عن جسد أشبه ما يكون بالقبر إما تعود إليه بالضياء أو تكمل رحلتها فيلفه الفناء وتحتضن هي الضياء،ألا يقولون إن الارواح جنود مجندة لكَم تمنت أن تستغفل هؤلاء الجنود لتحظى بسر لطالما ارتقت إليه، وظلت تنتظر هفوة من هفوات الزمن تعترف لها بالذي بين حناياها،طال الزمن واختفت هفواته،أرادوا لها أن تتكاثر،احتجت ورفضت وتذرعت لم تغرها أشكالهم ولا مناصبهم،فحلمها كان الاجمل،كانت حلم الكثيرين لكن حلمها الوحيد كانه،وأصرت على الرفض،وعندما انقضت الحجج والذرائع ،قبلت على مضض،فألقى بها الزمن في نار أخرى...تكاثرت ولم يلهها التكاثر حتى تزور حلما يسكنها وتسكنه يحفر لها مكانا في كل ذرة من كيانها،استمرت رحلة الموت البطيء وتوالت السنون ومازال الجرح لم يندمل،ومازالت صورته محفورة في ذاكرة قلبها وقلب ذاكرتها،لم تستطع رياح الزمن أن تذروها ولا اسطاع غبار النسيان أن يعلوها.
    هاهي تبلغ سن الرسالة ،هاهي تنزل من برجها لتبحث لحلمها عن هوية ،تخاف أن يواريها التراب ولما تعلم هل الذي بين حناياها كان حلما أم وهما،فإذا كان حلما فما أقصر الاحلام الجميلة وإن طالت ،وإن كان وهما فليكن من أصدق الاوهام،ها هي تجهر بالذي أسرته ربع قرن من الزمن،أنطقها الذي أسكتها أول مرة وهو على القلوب ذو سلطان عظيم.
    أتت به قومها تحمله ويحملها يشكوان زمنا تحامل عليهما ورمى بهما في غياهب الصمت،حتى طاغور انتفض لبكائها ولم ينزع عنها قدسية الحلم،فصمتها فاق المدى وصرخة صمتها اخترقت الصدى،هاهي تستعد أن تلفظ أنفاسها الأخيرة وهالة الرهبة تحفها وموكب الحمام الزاجل يخبرها أنها لم تغادر ذاكرته طيلة هذه السنين،ما كانت تطمع في أكثر من ذلك ،ابتسمت وأشرق محياها وأخذت تردد ألحانا شجية:
    يدق قلبي من الفرحْ ///////والعين تبكي حنينا
    داوى الزمن ما جرحْ////////زاد الروح يقينا
    ماتت مطمئنة على حلم توعد الزمن بكفالته واحتضنتها نُسيمات الشوق...

  2. #2
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.86

    افتراضي

    سرد رائع لمشاعر مرهفة تحوم حول هالة حبّ وإخلاص بلغة تفيض جمالا
    ونهاية محزنة تثير الشّجن
    بوركت عزيزتي
    تقديري وتحيّتي

  3. #3
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2015
    المشاركات : 257
    المواضيع : 33
    الردود : 257
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاملة بدارنه مشاهدة المشاركة
    سرد رائع لمشاعر مرهفة تحوم حول هالة حبّ وإخلاص بلغة تفيض جمالا
    ونهاية محزنة تثير الشّجن
    بوركت عزيزتي
    تقديري وتحيّتي
    الاديبة البهية كاملة بدارنة
    شكرا عزيزتي على التفاعل الجميل واتاسف كثيرا
    اذا اثارت فيك النهاية الحزن والشجن
    شكرا مرة اخرى على القراءة
    أطيب المنى

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.74

    افتراضي

    سرد قصّي بلغة شاعرية، وحكاية هوى غلفتها الكاتبة بشطحات التعبير الأدبي المحلق

    دمت بألق أديبتنا
    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  5. #5
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2015
    المشاركات : 257
    المواضيع : 33
    الردود : 257
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    سرد قصّي بلغة شاعرية، وحكاية هوى غلفتها الكاتبة بشطحات التعبير الأدبي المحلق

    دمت بألق أديبتنا
    تحاياي
    الاديبة الرائعة ربيحة الرفاعي
    شكرا على القراءة العميقة والبصمة الطيبة
    شلال عطر
    دام لك البهاء والالق
    احتراماتي

  6. #6
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.15

    افتراضي

    وكان لها من اسمها نصيب كبير ...
    بلغة شاعرية وسرد ماتع وتعابير أنيقة نجحت أديبتنا الرائعة في أن تأخذنا معها في رحلة عفاف لنعيش معها حلمها وصمتها وما تحمله في حنايا قلبها من حب وتتركنا ونتركها لنهاية حزينة
    تمتلكين أدوات قوية أجدت توظيفها هنا فشكرا لك
    ومرحبا بك في واحتك
    تحية وتقدير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2015
    المشاركات : 257
    المواضيع : 33
    الردود : 257
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمال المصري مشاهدة المشاركة
    وكان لها من اسمها نصيب كبير ...
    بلغة شاعرية وسرد ماتع وتعابير أنيقة نجحت أديبتنا الرائعة في أن تأخذنا معها في رحلة عفاف لنعيش معها حلمها وصمتها وما تحمله في حنايا قلبها من حب وتتركنا ونتركها لنهاية حزينة
    تمتلكين أدوات قوية أجدت توظيفها هنا فشكرا لك
    ومرحبا بك في واحتك
    تحية وتقدير
    الاديبة البهية امال المصري
    شكرا لقراءتك العميقة واطلالتك الجميلة
    اجمل التحايا

  8. #8
    الصورة الرمزية مصطفى الصالح أديب
    تاريخ التسجيل : May 2014
    الدولة : شرق الحلم
    المشاركات : 1,031
    المواضيع : 44
    الردود : 1031
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    أظنك كنت على نية رواية فاختصرت الطريق إلى قصيرة
    جميلة ورومانسية معبرة، دراما مؤثرة
    نص سلس سريع فيه من الجمال ما فيه
    لكني كنت أتمنى شيئا من الحوار،
    دمت مبدعة
    تقديري
    اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

  9. #9
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,064
    المواضيع : 312
    الردود : 21064
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    سرد قصي بحس شاعري حملنا على جناح الجمال
    في دوحة نثرية من نبض يتألق بحروفه ولغته القوية وروعة صوره ولوحاته
    نص فارها فخما ـ شكرا لهذا الجمال.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. عفاف
    بواسطة عبد المجيد برزاني في المنتدى أَدَبُ الطِّفْلِ (لأطفالنا نحكي)
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 22-08-2020, 11:42 PM
  2. عفاف)الطفلة التي ماتت أمامنا
    بواسطة نورة العتيبي في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 24-02-2012, 09:07 PM
  3. عَفاف حُرَّة
    بواسطة محمد العلوان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 24-02-2011, 04:22 PM