تستيقظُ في ذاكرتي
تُعيدني إلى الأمسِ المنقضِي
وتسرِقُ منِّي يومِي وغَدِي
تأخذ بعضي بأطرافِ شعرِها
وقد نَصبتْ لي مشنقة مِن جدائِلها
لتعيدني إلى الموتِ مرتين ...
وبعضِي الآخر يتوسلُ البقاء
يخشى الرُّجوعَ إلى الفناء
يبحثُ عن ذاتهِ ... عنِ الحلمِ الذي بُعثَ منَ المقبرة ...
يفتشُ عن حياةٍ تسيرُ من النسيانِ إلى الخلود
وانشطرتُ إلى نصفينِ ، ما بينَ مقاومٍ ومستسلم
ما بينَ أرضٍ مستعمرة وأخرى تحاولُ الاستقلال
لتعيشَ وفق دستورِها الجدِيد والذي يعيدُ حقوقَها وكيانَها
لأبقى مذبذبًا ما بينَ ذاتِي التي أريدُ وذاتي التِي لا أريد
حتى أفقدُ وجهي واسمي وهوِّيتي ...
وتظَلّ نفس التساؤلات التي لا تنتهي ونفس الصراع ...
من أنا ؟
ومن أكون ؟
فأجيب بحيرةٍ تساوي حجم الشتات ، وبأسئلةٍ أكثرُ أيلامًا
رُبما أنا لستُ أنا
( ورُبما صِرتُ أشبهُ ما ليسَ يشبهني ) !!
فلستُ أعرِفُني ...!!
فمتى أجِدُني ؟!!
وحينَ أفقدُ قُدرتِي على التخمينِ تصفعُنِي ذاكرتِي البالية من جديد لتقولَ لي :
إلى متى ترفع يديكَ عن ملامسةِ الحقيقةِ وتهربُ من شمسٍ تُحرقكَ ولا تستطيعُ تعتِيمها ؟
لأقفَ كعادتِي في منتصفِ الطَّريق بعدمَا أستجمع كلَ الدُّموع المتأرجِحة على ضفافِ العين ..
لأسكبها دفعةً واحدة فوقَ أرضِي القاحلة و التي أرهقتْ خُطُواتي المتثاقِلة ..
وأنا أُتمتمُ بأغنيتي الأزلية التي لا أفقهُ غَيرهَا ..
أستمْطرُ الدَّمعَ منْ غيْماتِ أحداقِي حتَّى أعيدَ لجدْبِ الرُّوحِ أوراقِي لمَّا انشطرتُ إلى نصفينِ مِن وجعِي غدوتُ وحديْ أنَا الظمآن والسَّاقِي