يراعي
شعر : ندى يوسف الرفاعي
لأنّ الشِعرَ نبضي واقتناعي
فقد أطلقتُ للدنيا شِـراعي
لتأخذني البحارُ إلى مداها
يؤرجحُني هُبوطي وارتفاعي
ففي عُمقِ السكونِ ليَ ارتياحٌ
وفي جوفِ الظلامِ مع الرِقاعِ
فأحببتُ الحقيقةَ في سناها
وعانقَ خافقي بيدي يراعي
يرافقني إلى أقصى جِهاتٍ
وكم في الكونِ آفاقُ اطِّلاعِ
إذا أُشجيتُ ألقَى بالْمعاني
وراح مِدادُهُ يشكو التياعي
أُسافرُ في رحاب الأرضِ ضرباً
تُقابلُني صُنوفٌ من طبـاعِ
وفي صَخَبِ الحياةِ لنا دروسٌ
وفي صمت الصحارى والبقاعِ
أُواجـهُ كلَّ رأيٍ واتِّجاهٍ
بصدقٍ في الكلامِ بلا قِناعِ
فذا ودٌّ وذا نـدٌّ عنـيدٌ
ولكن ليس للبغضاءِ داعِ
ولا أهوى فُتوراً أو جُموداً
ويُعجبني التجوّلَ في انتفاعِ
أرى في الاختلافِ عظيمَ آيٍ
وليس رضى الجميعِ بِمُستطاعِ
هو الْمولى الكريمُ أحاطَ عِلماً
بِما حوت العوالمُ من طِلاعِ
فقد خلق الإلهُ الكونَ طُرّاً
بتدبيرٍ وعلمٍ واتساعِ
وقال اللهُ (نونٌ) في بيـانٍ
ليعـلمَ قـارئٌ ما لليراعِ
فلا يبقى صوابٌ دون قيدٍ
ولا قولٌ بديعٌ للضياعِ
أُصوِّرُ ما تراهُ عيونُ قلبي
يعجِّلُني بدقّاتٍ سِراعِ
يموت الجسمُ يوماً ثم تبقى
هي الكلماتُ لا تُرثى بناعِ
**********************
وصلى اللهُ في الأكوانِ دَوماً
على نور المَسيرةِ والْمساعي
أبي الأيتامِ مَن فقدوا الهنا والـ
ـمساكينِ الأُلى من دون راعِ