نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نظرات في مقال أمطار غريبة» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» عميل» بقلم إبراهيم ياسين » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» إلى إبنتي.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» مسـار» بقلم الفرحان بوعزة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الربيع» بقلم تفالي عبدالحي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أمّاه» بقلم محمد الهضيب » آخر مشاركة: شاهر حيدر الحربي »»»»» غزةً رمز العزة» بقلم هائل سعيد الصرمي » آخر مشاركة: شاهر حيدر الحربي »»»»» عتاب عاشق» بقلم أحمد مصطفى الأطرش » آخر مشاركة: شاهر حيدر الحربي »»»»» قصة أدبية مؤثرة» بقلم هائل سعيد الصرمي » آخر مشاركة: هائل سعيد الصرمي »»»»»
أخي الشاعر عبده فايز الزبيدي حفظك الله ورعاك.
لاتعلم كم أسعد عندما يقف شخص متأملاً حرفاً مما أكتب ويسأل عن أشياء شكلت عنده إبهاماً ، فهذا يعني أنه إنسان ذو بصيرة ويتدبر ما يقرأ ويحب أن يجلو ما أغلق عليه، والنبي عليه الصلاة والسلام يأمرنا بأن نجلو الوهم والشك بتحري الحقيقة واليقين.
ولكي يكون جوابك وافياً سأذكر هنا سبب هطول القصيدة وفكرتها العامة ، ثم سأشرحها كاملة بشكل متسلسل متتابع لعل في ذلك فائدة ولا يمل القارئ.
هطلت القصيدة بعد تدبر قول الله تعالى ( بَلْ جَاءهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ) ، وتداعى إلى ذهني كثرة ما يقال بأن الحقيقة مُرَّة. فانجلت بذهني الحقائق التالية :
الله تعالى هو الموجود الحق واسمه الحق سبحانه وتعالى فهو أصل الوجود والحقيقة ، وكل تصرف إلهي حق وحقيقة، وانتظام كونه بمخلوقاته وفق قوانين ثابتة حق ، ويقابل الحق الوهم والخيال وهو ما يتخيله عقل البشر المغمضي البصيرة. ولذلك يسعى المؤمن إلى تحري الحقيقة واتباعها لأنه يعلم ببصيرته المفتوجة بأنها من الله وفيها الخير لما يعلمه عن الله وأسمائه الحسنى ، وأما الكافر فيعيش وراء شهواته وما تخيله نفسه وتشتهيه وهذا ما يصطدم مع الحقيقة ولذلك يعتبرها مُرَّة وهو يجهل حكمتها فيتجنبها، فشتان بين الشخصين أحدهما يتحرى الحقيقة لأنه يعلم حكمتها وأن وراء كل حدث رب حق لا شريك له في التصرف، والآخر يتجنبها طلباً لمتابعة شهواته، ولعل في ذلك ميزان يعرف به الإنسان نفسه هل يحب الحقيقة ولو كانت مُرَّة ومغايرة لشهواته أم يكرهها ؟...
والقصيدة حول هذا الموضوع من قصائد الحكمة.
شكراً للمشاركة وأدعو لك بالتقوى والإحسان وحب الحقيقة وأهلها.
وسأبدأ بشرح القصيدة كما تداعت على ذهني وأسأل الله العون على قول الحقيقة آمين.
شرح موجز لإيضاح ما يمكن أن يكون قد استغلق على بعض الأخوة
في البيت الأول : يرى بعض الناس أن الحوادث التي قد تلم بهم ولا تأتي حسب مرادهم بأنها مُرَّة ومؤلمة كحرق النار بينما يدرك ذوو البصائر المفتوحة أن جميع ما يحل بهم إنما هو من قدر الله الرحمن الرحيم نور السموات والأرض ولذلك يرون خيره الحقيقي ولو كان ظاهره شراً.
ويصور البيت الثاني حقيقة قضاء الله تعالى ولو بلونه وطعمه الحريف بالدواء المرّ فالغاية منهما شفاء الإنسان من علله ورفع حالته الصحية درجات.
وفي البيت الثالث إبراز حقيقة الشفاء الروحي القلبي كهدف من القضاء والقدر الإلهي ولو كان مرّ الطعم، ومتى طهر القلب طهر اللسان واستقام منطقه لأن اللسان معبر عن ما في القلب من عوالج ودوافع وعواطف.
البيت الأول يبين أن للحدث الحقيقي صوراً مختلفة كأن يكون لاذع الطعم أو مُراً أو غير ذلك .. وقد يأتيك صريحاً أو مستوراً بطريقة تحتاج للتأمل لكشف هذا الستار.
كمثال : توقف القدرة على الكلام عند سيدنا زكريا حدث حقيقي يبدو ظاهره على الملاحظ كأنه مرض قاس أصيب به لكنه في حقيقته كان علامة البشرى بالمولود المطلوب. ولا يعرف هذه الحقيقة إلا سيدنا زكريا وقد كُشف له حقيقة الحدث وحياً ( قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سوياً). ثم تبين بالواقع صدق هذه الحقيقة بالحمل.
فإذا كان المصاب بالحدث صاحب بصيرة وكشف الستار عنه ( أي عرف المراد منه) سطع نور الحقيقة في قلبه وتبددت بذلك الظلمات التي كانت تلف بالموضوع.
ويبين البيت الثالث هنا هدفاً من أهداف الحقائق المرة أنها قد تكون لتطهير القلب والحث على الاستغفار.
فإياك يا أخي المؤمن أن تخشى من الحقائق بل اطلبها ليطمئن قلبك بأن وراءها رب حكيم يريد ابتلاءك وتمحيص ما بقلبك ( ليمحص مافي قلوبكم).
وافرح ضمناً لو ابتليت فالمصائب تطهر القلب وتجلوه ليصبح براقاً بنور الله عندما يرتقي بالذكر عالياً في السماء.
والله تعالى حق وجودي لا لبس فيه وهو الظاهر والباطن . وعندما يدخل نوره في قلبك الباطن فإنه سيهديك وينير بصيرتك فيهديك صراطه المستقيم.
القصيدة ومضة شعرية هطلت بسرعة خلال ساعات ولو أردنا الكلام عن تفاصيل الحقيقة لما كفتها مئات أو آلاف الأبيات ، ولو أطلت بالتفاصيل أكثر لمل القارئ إلا الباحث عن الحقيقة الصبور عليها.
ورد في الضعفاء (بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى إذا استقبله شاب من الأنصار فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كيف أصبحت يا حارثة فقال أصبحت مؤمنا حقا قال أنظر ما تقول فإنَّ لكل قول حقيقة ، قال يا رسول الله عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا وكأني أنظر إلى أهل الجنة في الجنة كيف يتزاورون فيها وكأني أنظر إلى أهل النار كيف يتعاوون فقال أبصرت فالزم عبد نور الله الإيمان في قلبه )
أخي الشاعر عبده فايز الزبيدي حفظك الله ورعاك.
أرحو أن تكون إجابتي على تساؤلاتك واضحة وإن لم تكن فأرجو بيان ما بقي خافياً
"اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه"
نصوص حكيمة مرتدية أثواب الجمال والسلاسة
وتأملات فكرية ساحرة يستنشق عبيرها المتلقي ساعة تأمل
ما اروع التحليق برفقة حرفك شاعرنا.