الربيع» بقلم تفالي عبدالحي » آخر مشاركة: تفالي عبدالحي »»»»» إلى ابنتي» بقلم آمال المصري » آخر مشاركة: آمال المصري »»»»» نظرات فى بحث النسبية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» مضرب الأمثال» بقلم احمد خلف » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» مختارات من الشعر العامي» بقلم نادية بوغرارة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» القطار .. وحقائب السفر!!» بقلم محمد نديم » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» بين السطور» بقلم عدنان عبد النبي البلداوي » آخر مشاركة: تفالي عبدالحي »»»»» من أوراق الولد الطائش» بقلم محمد نديم » آخر مشاركة: تفالي عبدالحي »»»»» غار النصر في غزة» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: تفالي عبدالحي »»»»» دعاء ... متجدد» بقلم نادية بوغرارة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»
هنا الأمير كان مختلفاً جداً فلقد كان حرفه نضَّاخاً بالرقة نضَّاحاً بالسهل الممتنع الجميل ولهو تنوعٌ يزيد إلى ياقوت تاجه جواهر أخر
لله درك ولا فض فوك
أنا صخرة الوادي إذا ما زوحمت
وإذا نطقتُ فإنني الجوزاءُ
الصمت في حرم الجمال جمال...خريدة فارهة .. لا فض فوك شاعرنا الكبير.
نظم الشاعر الدكتور الكبير سمير العمري قصيدته هذه على بحر الوافر وعلى حرف الحاء، والحاء من الحروف المهموسة. والهمس من صفات الضعف كما أن لحرف الحاء بحّة توحي بالحالة النفسية للشاعر من شوق وحنين. وأما بحر الوافر فهو يصلح لكل الأعراض وقد استطاع الشاعر أن يركبه وأن يطوعه لغرضه، وحتى يزيد الشاعر من التأثير أكثر على القارئ، أتى بالجناس وهو من المحسنات الشعرية ليحدث نغما موسيقيا تطرب إليه الأذن وتصغى إليه الأفئدة في قوله ( المساء- السماء )- (روحي- جروحي) وهذا كثير في شعر د.سمير العمري مما يدل على أن الشاعر يمتلك كل أدواته.المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سمير العمري
تبقى الإشارة إلى أن الشاعر ذكر الحبيبة بالمساء ولم يذكرها بالصباح، ذلك لأن الشاعر يمضي نهاره في العمل والجد( أو لنقل السياسة وهموم الأمة ) حتى إذا عاد مساءا إلى بيته آوى إلى حبيبته وهذه من أخلاق الرجال العظام، ومن أخلاق الإسلام، فهو ليس شهوانيا يلهث وراء نزواته. أما البسملة فهي كناية عن الرحمة التي يطلبها الشاعر بعد يوم عصيب يتلقى صدره سهام الغدر والضربات، فينسيه حديث الحبيبة ما يعانيه، لما يجده فيها من عون ومواساة.
فالناظر إلى البيت بعمق يرى أن الشاعر يصور حبيبته على أنها عون وسند له في أداء رسالته فالصورة تتجاوز الحنين والشوق كما هو عند عامة الناس، فالشاعر يسمو بنفسه وبحبيبته إلى مصاف الكرام، وهذا مطلوب في العظام.
يحز في نفسي أن أقف عند البيت الأول، وأرجو أن تكون لي وقفة أخرى استكشف دررها. أرجو أن تقبل اعتذاري، دام لك العز والسؤددز
تحاياي وبالغ تقديري ومودتي.
فاتني شيء لعله ما قصده الشاعر في بيته الأول وغفلتُ عنه، استهل الشاعر قصيدته بذكر حديث حبيبته ولم يشر إلى وجهها أو جسدها كما هو متعارف ومتوارث في ذكر الحبيبة، فلم يجعلها صورة نمطية للمرأة\الشيء التي تصلح للزينة فقط، وإنما جعلها حية ناطقة وفاعلة في المجتمع.
انظر إلى شاعر المرأة نزار قباني حيث يقول في قصيدته رسالة تحت الماء:
ما دمت يا عصفورتي الخضراء
حبيبتي
إذن .. فإن الله في السماء
تسألني حبيبتي :
ما الفرق ما بيني وما بين السما ؟
الفرق ما بينكما
أنك إن ضحكت يا حبيبتي
أنسى السما
.................
ذات العينين السوداوين
ذات العينين الصاحيتين الممطرتين
لا أطلب أبدا من ربي
إلا شيئين
أن يحفظ هاتين العينين
ويزيد بأيامي يومين
كي أكتب شعرا
في هاتين الؤلؤتين
ثم انظر إلى أمير الشعراء أحمد شوقي حين يقول:
لم أدر ما طيب العناق على الهوى = حتى ترفق ساعدي فطواك
ودخلت في ليلين فرعك والدجى = ولثمت كالصبح المنور فاك
وتعطلت لغة الكلام وخاطبت = عيني في لغة الهوى عيناك
لا أمس من عمر الزمان ولا غد = جمع الزمان فكان يوم رضاك
هذا في الشعر الحديث، ثم إليك ما قال سلطان الشعر العربي المتنبي:
أغَرّكِ مني أنّ حُبّكِ قاتِلي .. وأنكِ مهما تأمري القلب يفعل
ومن الشعر الجاهلي قول الأعشى:
غَرّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقُولٌ عَوَارِضُها، * تَمشِي الـهُوَينا كما يَمشِي الوَجي الوَحِلُ
يتضح من خلال ما سطرناه آنفا الخط الذي يسير عليه أمير البيان د.سمير العمري في ذكر الحبيبة والمقام الذي يضع فيه المرأة، فمنهم من جعلها عصفورا لايؤمن بالرب إلا إذا رأه، ومنهم من أخرسها، ومنهم من يأتمر بأمرها وينتهي بنهيها ومنهم من جعلها كالغصن المياد. لكن الشاعر هنا أنطقها وجعلها شريكة له في الحياة تعينه وتشير إليه برأيها وتواسيه في محنه، فشتان بين هذا وذاك فالحمد لله على ذلك.
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالإله الزّاكي ; 21-09-2015 الساعة 11:50 AM سبب آخر: تتمة
رغم كل ما يزخر به البيت الأول من صور فنية وبلاغية وما تحمل الكلمات من معنى ودلالات عميقة، لو كان لي من الأمر شيء لقلتُ:
حَدِيثُـكِ فِـي المَسَـاءِ شفاء رُوحِـي عوضا عن علاج
ذلك أن العلاج قد ينفع وقد لا ينفع بعكس الشفاء.
كما لا بفوتني أن أضيف أن العنوان خدم قضية الشاعر إذ اعتبر حبيبته متكأ وليس متاعا.
مرة أخرى أجدد تقديري وإعجابي بأستاذي وصاحب الفضل علي.
تحاياي.
بعد أن استهل الشاعر قصيدته في البيت الأول ذكر حبيبته بحديثها ليجعل منها مشاركة له في القرار وعونا له على الزمان، ثم التفت في البيت الثاني إلى رقة المرأة وأنوثها التي هي طبيعتها في المقام الثاني عندما استعمل الهمس والنسيم للدلالة على ذلك وإيضاحه، فالهمس ما كان خفيا وهوالأقرب في وصف الرقة، والنسيم ما كان ضعيفا وهو الأقرب إلى الحنان وألطفه ما كان على سفوح الجبال يداعب السنابل، ثم جعل من هذا الكائن الرقيق نديمه في المجالس وعلى الموائد، وبهذا فقد وضع الشاعر حبيبته في أبهى حلة،حيث جعلها كاملة عقلا وتفيض رقة وأطيب أنسا. كما لا يفوتنا أن نشير إلى علو النفس والهمة عند الشاعر حين وصف نفسه ضمنيا بالجبل الراسخ التي لاتحركه الرياح العاتية ( سهام الغدر) عندما ذكر السفح، في حين أنه رهيف الإحساس يشعر بأضعف النسائم إذا كانت صادقة.المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سمير العمري
وقد جمع الشاعر بين معنيين مضادين في هذا البيت وهو ما يسمى بالطباق ، ثم أتى بالجناس في مطلع كل شطر بيت وهمستك\وبسمتك من غير تكلف وهذه من المحسنات الشعرية التي تزيد البيت جمالا وطربا. فالشاعر هنا مستكمل لآلته الشعرية، ينسج متى وكيف شاء.
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالإله الزّاكي ; 22-09-2015 الساعة 02:12 PM سبب آخر: تعديل
الأستاذ الأديب عبد الإله الزاكي
تحليل لأبيات أميرنا قمة في الروعة والجمال
( شكرا لكم ، فقد استمتعت واستفدت كثيرا )
أستأذن الأحبة في تقديم الرد على الحبيب عبد الإله لأشكره وأقدر هذا التناول النقدي الرائع الذي يعيد للنفس الأمل وللأدب الألق وللشاعر الحث وللمتلقي الرؤية الأعمق. بمثل هذا النقد يرتقي الأدب أيها المبدع فشكرا لك تليق.
ثم إني أحببت أن أعلق سريعا على ردك المقتبس وأوضح أنني وظفت لفظة علاج للحيثيات التالية:
1- جانب المعنى المقصود فإني رأيت في افظة الشفاء ما يحمل الاشتراط ويفترض طلب الكمال وهذا مما لم أجده منصفا من باب ولائقا بمقام الحبيبة عندي من باب آخر. بل والعلاج يعني أنه المراد أصفا أم شفى أم وفى أم نفى.
2- جانب البناء الفني والمتعلق بالجناس النادر في قولي "علاج روحي" و "على جروحي" وهو جناس ناقص بين مفردتين معا لا يختلف فيهما إلا حركة العين بين فتح وكسر.
أدامك الله كريما ودام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري