رضع المجدً من رباك بلادي *** فتسامى على السماك ظهورا
كل ماضٍ من الحضارات سفرٌ *** يزدهي فيك أحرفا وسطورا
يا بلادي .. فثار نبضً بلادي *** في فؤادي تدفقاً مسجورا
من عيونٍ من الحنين و شوقٍ *** أغدق الكون فاستحال بحورا
أنت روحي وأنت قلبي وحبي *** كيف بالله لا أكون غيورا
كل يومٍ يمر عنك بلادي *** لن أوفيه ما حييت دهورا
كلما لاح في سمائك نجمٌ *** في مساء يكلل الأرض نورا
كيف يرتدُ أو يزعزعُ حبٌ *** كان في القلبِ راسخا محفورا
لا لليلى ولا للبنى أغني *** في قصيدي ولا أغني لحورا
كل عشقٍ يصير دونك وهما *** ونسيجا من الخيال وزورا
إنما العشق لا يكون بريئا *** إن يملْ عنك أو يكون طهورا
فاعذريني إذا تململت يوما *** في غرامي هواجسا وشعورا
أكتم الآهَ في الفؤاد لأني *** قد تعلمتُ أن أكونَ صبورا
يا بلادي ومنك كيف أواري *** ثورةَ الشوقِ والهوى المقصورا
كفر البعضُ بالوفاءِ وإني *** عُذتُ بالله أن أكون كفورا
يا بلادي وقد عرفتك فخرا *** عشت فيه و لا أزالُ فخورا
لن تُسامي على الإباء وفينا *** أمةُ الغيثِ هبةً و حضورا
لن ينالوك قيدَ شبرٍ وأدنى *** منه قدرا ولن ينالوك ضيرا
أنت بالله صخرةٌ سوف يهوي *** تحتها البغيُ خاسئا مدحورا
أنت أقوى من الخياناتِ بأسا *** ومن العصفِ والعواصف سورا
كنتِ للحقِ رايةً ومنارا *** وستبقينَ ناصرا و ظهيرا
قل لمن عاثَ في البلادِ فسادا *** سوف تبقى مشردا موتورا
قد جعلناك آمناً مطئمنا *** ومنيعاً معززاً موفورا
فأبي الشرُ و البطانةُ إلا *** هتكَ ما كنت تحته مستورا
ولمِنْ ظن بالغرورِ سبيلا *** للمعالي لقد سقطتَ غرورا
قد تعدّيتَ في العداواتِ حداً *** وتماديتَ خسةً و فجورا
إنه الحقُ من تعالى عليه *** نالَ سُخطاً وذلةً و ثبورا
يا بلادي وللمساء شجونٌ *** كنتِ فيه حديثهَ المأثورا
بلغي اليوم كلَّ حرٍ أبيٍ *** حمل الحقَ رايةً و ضميرا
وغريرٍ مغيبٍ صيروه *** بالضلالات قاتلا مأجورا
بلغيهم تحية و سلاما *** وسؤالا محددا محصورا
معولُ الهدمِ حين يُرفع يوما *** هل سيبني من الرمال قصورا ؟
سوف تنمو مع الجراحِ جراحٌ *** وستزدادُ بالحماقاتِ غورا
فاتقوا الله بالبلادِ و يوماً *** عابسَ الوجهِ موحشا قمطريرا
يُذهل الهولُ عنده كلَّ عقلٍ *** وتمورُ السماوات والأرضُ مورا
يومَ لا بابَ للمعاذير فيه *** ويسيراً حسابُهُ أو عسيرا