العيد في عين الأدباء

يقول عدنان الشبول ( 1975 م / ؟ ) :
جالسٌ بين الأماني
يرْقُبُ الحلمَ البعيدْ
ويدورُ الشّوقُ فيهِ
راسِمًا أيّامَ عيدْ
تهنئاتٍ من قريبٍ
منْ حبيبٍ ... من صديقٍ .. من بعيدٍ ... من غريبْ:
يا هلاً... يا مرْحبا.. شرّفْتمونا
كلُّ عامٍ .. أنتمُ الأحبابُ دوما
يا بنيّ اسْكُبْ لنا فنجانَ قهوةْ
كيفَ حالُ القومِ والبيتُ الجديدْ
ويدورُ الشّوقُ فيهِ
زائِراً كلّ المدينةْ
هائمًا في الذّكرياتْ
طائِرًا فوق السّحابْ

يقول خميس لطفي * ( 1948 - 2010 م ) رحمه الله تعالى :
آسِــــفٌ ! ، إنْ طــرقــتَ يــــا عــيــدُ بــابـــي
آيـــبــــاً ، بـــعــــد فـــتــــرةٍ مــــــــن غــــيــــابِ .
فــتــعــجَّــبــتَ مــــــــــن ســـلـــوكــــي كـــثـــيــــراً
وتساءلـتَ : مــا جــرى لــي ؟ ومــا بــي .؟
ولـــــمــــــاذا أبــــــــــــدو حــــزيــــنــــاً كـــئـــيـــبـــاً
غــــيــــر مـســتــبــشــرٍ بــــهـــــذا الإيـــــــــابِ .
لــــــم أقــابــلْـــكَ مـثــلــمــا كـــنــــتَ تـــرجــــو
بــــكــــمـــــانٍ ، وطــــبــــلـــــةٍ ، وربـــــــــــــابِ .
مـــــــا تـبــسَّــمــتُ ، أو دعـــــــوتُ لــحـــفـــلٍ
أو عَـــشـــاءٍ ، أو ســـهــــرةٍ ، أصــحــابـــي .
كـلـمــا رنَّ هـاتــفــي ، قــلـــتُ لـلـطـالــبِ :
" عــــــيـــــــدٌ مــــــبـــــــاركٌ " بـــاقـــتـــضــــابِ .
لــيـــس مـــــن زيـــنـــةٍ عـــلـــى بــــــاب بــيــتــي
أو عـــطــــورٍ ، تــــفــــوح مــــــــن أعــتـــابـــي .
لـيـس عـنـدي ، يـــا عـيــدُ ، مَـــنٌّ وسـلــوى
وطـعــامــي ، لـــــم يـخـتـلــفْ ، وشــرابـــي .
قــهــوتــي " ســــــادةٌ " ، كـــكــــل صـــبــــاحٍ
ومــــســــاءٍ ، والــــمــــاءُ فــــــــي أكــــوابــــي .
ومـــــن الــســـوق مـــــا اشــتــريــتُ جـــديـــداً
ولـــبـــســـتُ الـــقـــديـــمَ مـــــــــن أثــــوابـــــي .
وكـــأنِّــــي لـــــــم أحـــسِــــب الــــيــــوم هــــــــذا
يــــومَ عــيــدٍ ، لــمَّــا حـسَــبــتُ حـســابــي .
فـلْــتــعــاتِــبــنــي .. ولْــتـــلُـــمـــنـــي فـــــــإنـــــــي
مـــســـتـــعـــدٌ ، لــــــلـــــــوْمِ أو لـــلـــعـــتــــابِ .
وإذا مــــــــــــــــا وجـــــدتـــــنــــــي مـــكـــتـــئــــبــــاً
ولــمــســـتَ الـــبــــرودَ فــــــــي أعــصـــابـــي .
لا تـسـلـنــي ..مـــــا الــســـر فـــــي لامـــبـــالا
تـــــــــيَ أو فـــــــــي تــعــاســتـــي واكــتــئــابـــي.
وتـــأكَّــــدْ .. بـــــــأنَّ لـــــــي ألــــــــفَ عــــــــذرٍ
وتـــــأكَّـــــدْ .. بــــــــــأنَّ لــــــــــي أســـبـــابــــي .
وبـــــــأنـــــــي واعٍ ، بــــكـــــامـــــل وعـــــــيــــــــي
جـئـتَـنـي أنـــــت كـــــي تُـطِــيــر صــوابـــي .!
فلـتـحـاولْ .. يـــا عـيــدُ ، فـهـمـي وحـــاولْ
مـــــــرةً ، فـــــــي حــيــاتـــكَ ، اسـتـيـعــابــي .
أي دربٍ ، ســلــكــتَـــه أيــــهـــــا الـــعـــيـــدُ ،
وهــــــل زرتَ ، يــــــا تــــــرى ، أحــبــابــي ..
فــي فلسطـيـنَ ، ؟هـــل نـزلــتَ إلـــى الـــود
يـــان فـيـهـا ، وهـــل صـعــدتَ الـروابــي .؟
هــــــل رأيــــــتَ الــخــيــامَ تـقـذفــهــا الــــــري
حُ بــعــيـــداً ، فـــــــي جــيـــئـــةٍ وذهــــــــابِ ؟
هــل رأيـــتَ الـبـيـوتَ تُـهــدمُ ؟ قـــلْ لـــي :
هــــل تـوقـعــتَ حــجــم ذاك الــخـــرابِ .؟
هــل رأيــتَ الـدمـوعَ فـــي أعـيــن الـنــاسِ ،
وأدركــــــتَ مــــــا بـــهـــم مــــــن عــــــذابِ .؟
هـل رأيــتَ الأطـفـالَ ، يقـضـون أيـامـكَ ،
يـــــــــا عـــــيـــــدُ ، دون مــــــــــا ألـــــعـــــابِ .؟
أو مــــراجــــيـــــحَ او مـــــــــــــلاهٍ ، ولـــــــمَّـــــــا
جــئــتَــهـــم ، قـــابـــلـــوكَ بــاســتـــغـــرابِ . ؟
هل سمعتَ الأقصى ينادي : " هلمُّوا .!
أنقِذونـي .. مــن اليـهـود الـكـلابِ " . ؟!
هـــل رأيـــتَ الـجــوابَ ؟! وهـــو دمـــاءٌ ..
حــــــول أســـــــواره ، لــخــيـــر الــشــبـــابِ .
نـحــنُ بـيــن الـشـعــوب مـعـجــزة الـعـصــر،
غــــــدونـــــــا ومــــبــــعـــــث الإعـــــــجـــــــابِ .
فـــــي الأعــالـــي نــحــيــا ، إذا مــــــا أردنــــــا
وطــنــاً ، كــــي نـعـيــشَ فــــوق الــتــرابِ .!
أي عـــيـــدٍ ؟ ولــــــم نـــــــزل فـــــــي لـــجــــوءٍ
ونــــــــــزوحٍ ، وغـــــربــــــةٍ ، واغـــــتــــــرابِ .؟
أي عـــيـــدٍ ؟ بـــــــدون أهـــلــــي وصــحــبـــي
وجــبــالـــي ، وأبــــحــــري ، وهــضـــابـــي .؟
وانـسـحـابِ الـمـحـتـلِّ مــــن كــــل أرضــــي
أي عــيــدٍ هــــذا ؟ بــــدون انـسـحــابِ .؟!
أيـهــا الـعـيـدُ ، كـــنْ سـعـيـداً ، وعُــــدْ لــــي
حـــيـــنــــهــــا ، ألـــتـــقــــيــــك بـــالـــتــــرحــــابِ

__________________
* انظر ترجمته في مرآة العصر لعبده فايز الزبيدي.

بسم الله الرحمن الرحيم

عيدكم مبارك
د.ضياء الدين الجماس
طاقة وردٍ تملأ كاسي = كلَّلَها عطرُ الإحساس
أهديها بوميض حروفي = شعراً زخرفه قرطاسي
تكبـير العيـد أزاهيرٌ=فاحت في الروح بإينـاس
تهنئتي هبَّت بعطور =عبقت في القلب الحساس
عيدٌ يَـمْحـو كلَّ ذنُـوبٍ = بَعْدَ طهور عـنْ أرجاسٍ
بشرى بشرى بَـعْـدَ صلاةٍ = فـي عيد الرحـمة بالـناس
طهر قلبك من وسوسة = وبذاك صفاءٌ للراس
فرِّحْ أطفالاً واسعدهم = وأعذهم شرَّ الخناس
لا تنس وصالاً في رحمٍ = واطردْ خناس الوسواس
وابسط كفك كن معطاء = لا تخش سهاد الإفلاس
فالبخل كداءٍ فاجعة = يرديك بحال الإبلاس
لا تنسَ فقيراً مقطوعاً = فالرحمة تذهب بالباس
أنفقْ غدقاً واروِ عطاشاً = حرك ماضغة الأضراس
ادعُ صديقاً كبِّرْ هلِّلْ = في ذاك جمالُ الأعراس
ربي يغمركم في سَعدٍ = يسعدكم ربُّ الإيناس

د. ضياء
تأريخ الميلاد لو تكرمت
حتى إذا نقلت هذا الشعر الجميل معي حيث أتمشى في خمائل الأدب
عرف الناس عصرك.

د. ضياء
تأريخ الميلاد لو تكرمت
حتى إذا نقلت هذا الشعر الجميل معي حيث أتمشى في خمائل الأدب
عرف الناس عصرك.

شكراً لكم ميلادي عام 1950 م

يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله عن العيد :
( يأتي العيدُ فتراهُ يوماً ليس كالأيام ،و ترى نهاره أجمل ، و تُحس به المتعة أطول ، و تبصرُ شمسَهُ أضوأ ، و تجدُ ليله أهْنَأ )

و يقولُ الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى:
( العيدُ في حقيقته عيدُ القلب ، فإن لم تملأ القلوب المسرةُ و لم يترعها الرضا و لم تعمها المسرة و لم تعمه الفرحةُ ، كان العيدُ مجرد رقم على التقويم )