على جسرِ الجمرات

على جسرِ الجمرات

تنهنهتُ من حزنٍ ومن عبَراتِ على مَن قضى في سِكةِ الجمراتِ إذا جفَّ دمعٌ من أوائلِ نكبةٍ فقد جَدَّ لي من آخرِ النكباتِ تقولُ مِنى للضيفِ فيمَ تُطيلُ بي وحسبُك عفوُ اللهِ في عرفاتِ تزاحمَ في أركانِها كلُّ سابقٍ إلى جنةِ الفردوسِ والغرُفاتِ تبعثرَ في الساحاتِ سقطُ متاعِهم كعصفٍ نثيرٍ والرياحُ شَواتِ فمن ذاهلٍ مستقرئٍ وجهَ أُمِّهِ لذاهلةٍ تسعى بلا خطواتِ صفوفًا إلى الرحمنِ مثلَ صلاتِهم تساوَوا رفاتًا في جوارِ رفاتِ كما وُلدوا عادوا بفطرةِ بارئٍ ورغمَ رجيمٍ عابسِ القسماتِ فإن فاتَهم رجمُ اللعينِ فحسبُه من الغيظِ ما نِلتُم من الدرجاتِ فلا تبعدوا يا مَن ثَويتُم بمشعرٍ حرامٍ ويومٍ وافرِ الحرماتِ وفي ذمةِ الرحمنِ نُودِعُ ثُلةً برحْمِ ترابٍ عابقِ الرحماتِ

رحم الله من قضى نحبه من الحجاج وتقبل الله منهم وتقبلهم في عباده الصالحين وبعثهم على حالتهم ملبين مكبرين مهللين اللهم امين ورزقنا جميعا حسن الخاتمة والشهادة في سبيله بعد عمر طويل في سبيله

قصيدة جميلة حزينة معبرة في سرعة بديهة للحدث وتأثر وشعور صادق نظم في وقته وهو اصدق الوقت للنظم..فجزاك الله خيرا عنهم استاذ عمر ونعم الشعر والمقصد ونعم الشاعر استاذنا الحبيب وشاعرنا الكبير

نعم أمتعة كسرت و ملابس مزقت هذه ( سقط متاع) يعني أشياء تافهة لأن السَّقط هو رديء المتاع ، و ( عصف نثير) شيء تافه ، فأين الإضافة الجديدة التي تتوق لها نفس الأديب من جمع المتماثلين قيمة ؟،
مثلا انظر:
فتاة كالدُّر ( الإضافة الخروج مع أن طرفي التشبيه من الأشياء الحسية إلى غير المألوف).
قتلى كنثر الدنانير ( تحسين صورة المشبه في نفس السامع بمدحها بالقيمة و اللمعان و محبة النفس لها مع أن حقيقة القتلى جثث هامدة و قد يكون فيها من التشوه ما تتقزز منه نفوس الضعفاء.)

لكن لو قلنا : جوهرة كالدر ( لا إضافة)
و هو شبيه بقولك ( سقط المتاع) ( كعصف مأكول)

و يسعدني تعليقك

المشبه به وجملة حالِه (والرياح شواتِ) أضافت الكثير لصورة العصف النثير(وليس الماكول-فرق كبير بينهما لو تنبهت- وليس هذا مقام وصف بعصف مأكول فأرجوك لا تحوّر مفرداتي كما قلت قبل في دمع وعبرات) إذ جاءت بعنصر الحركة من رياح عاصفة،ولولا ذلك لتصور الذهن أن الأمتعة ملقاة هنا وهناك ساكنة في أماكنها
وليست متطايرة قطعًا ومزقًا.القارئ بهذا التشبيه سيتخيل مشهدًا حركيًا قاتما
من ملابس ممزقة وأغراض شخصية مكسرة تتطاير في الهواء والعواصف تتلاعب ولكل ذلك وقعه في النفس من كآبة وقتامة.
وانظر قوله تعالى: "خُلق الإنسان من صلصال كالفخار"
واسأل سؤالك نفسه :"فأين الإضافة الجديدة التي تتوق لها نفس الأديب من جمع المتماثلين قيمة ؟"
فهذا طين يابس من الشمس وذلك طين يابس من الشي؟!
والجواب إن الإضافة هنا صوتية كما كانت حركية في البيت لأن هذا الصلصال يصدر صوتًا كالفخار عند نقره.

كل عام وأنت بألف خير
رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته
شكراً لك على هذه الكلمات

أختي الفاضلة سلوى

بارك الله فيك جزاء دعائك الصادق ومرورك الكريم
وكل عام وأنت بخير

رحم الله من قضى نحبه من الحجاج وتقبل الله منهم وتقبلهم في عباده الصالحين وبعثهم على حالتهم ملبين مكبرين مهللين اللهم امين ورزقنا جميعا حسن الخاتمة والشهادة في سبيله بعد عمر طويل في سبيله

قصيدة جميلة حزينة معبرة في سرعة بديهة للحدث وتأثر وشعور صادق نظم في وقته وهو اصدق الوقت للنظم..فجزاك الله خيرا عنهم استاذ عمر ونعم الشعر والمقصد ونعم الشاعر استاذنا الحبيب وشاعرنا الكبير

كل عام وأنت بخير
أخي الحبيب أبا الحسين
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء على دعائك الصادق لأخواننا الذين قضوا
نحبهم بمنى ونسأل الله لهم الرحمة ولنا حسن الخاتمة

محبتي وسلامي

شاعر كبير محلق في فضاء الإبداع بروعة الأداء وحسن شحن النص بالحس وشاعرية التعبير ودقة التصوير

تنهنهتُ من حزنٍ ومن عبَراتِ=على مَن قضى في سِكةِ الجمراتِ
مطلع جميل يحكي حال الشاعر تمثيلا عن حال الأمة جمعاء لما كان من مصيبة في أعظم مواسم الخير
وكلنا تنهنهنا روحا وقلبا من حزن ومن قلق ومن دمع أبى رغم تكبيرات العيد أن ينقطع
ولا يعيب المفردة بزعمي شيوعها في المحكية ما دام أصلها في الفصحى صحيحا

إذا جفَّ دمعٌ من أوائلِ نكبةٍ=فقد جَدَّ لي من آخرِ النكباتِ
وما أصدقه قولا وأدقه وصفا في حزن يستمطر العيون دما لتوالي النكبات والويلات، فما أن يجف دمع حتى يجدّ دمع، والأمة بين فقد وفقد وجراح لا تنتهي فمن ضحايا الرافعة في الحرم لضحايا التدافع في الشارع المؤدي إلى جسر الجمرات بمشعر "مِنى" ومن ذبيح سلطان مارق لذبيح تنظيم وحشي ، ومن مشرد لغريق
أي حزن هدنا بدمع لا يكفّ!!

تزاحمَ في أركانِها كلُّ سابقٍ=إلى جنةِ الفردوسِ والغرُفاتِ
تبعثرَ في الساحاتِ سقطُ متاعِهم=كعصفٍ نثيرٍ والرياحُ شَواتِ
تصوير للمشهد موفق برغم المباشرة -الظاهرة- لمناسبة وصف الحدث الجلل فهو تسابق للجنة وليس للرجم الذي كان هدفهم، وقد عرّج فيه الشاعر بذكاء على الدافع الداخلي للمتدافعين -قبل الحدث- يتسابقون لرضى المولى وأجر الطاعة والواقع الخارجي من تسابق تناثروا فيه وتناثر متاعهم تعصف به الريح كورق الشجر الجاف وتناثره يمينا وشمالا،فتحولوا للسباق إلى الجنة والغرفات، زقد وهب الصورة حركة وحياة في ذهن المتلقي .. قبل أن يعود به على حالهم وقد شل هول الموقف عقل من نجا وارتمت جسوم من ارتقت ارواحهم جثثا هامدة
فمن ذاهلٍ مستقرئٍ وجهَ أُمِّهِ=لذاهلةٍ تسعى بلا خطواتِ
صفوفًا إلى الرحمنِ مثلَ صلاتِهم=تساوَوا رفاتًا في جوارِ رفاتِ

وبتخلص ناجح ينتقل لهدهدة الأرواح الكليمة بالفاجعة مطمئنا لمآل الضحايا في رحمة المولى، وارتقائهم مطهرين مبرئين -إن شاء الله- من ذنوبهم أنقياء كما ولدتهم أمهاتهم
كما وُلدوا عادوا بفطرةِ بارئٍ=ورغمَ رجيمٍ عابسِ القسماتِ


رحمهم الله جميعا وتقبلهم عنده في الصالحين المطهرين المخلصين

دام لحرفك الإبداع ولروحك البهاء شاعرنا
تحاياي

أرض الحرمين ، أرض مباركة وتحتاج منّا جهدا أكبر وتخطيطا أوعى واستغلالاً للعقول المفكرة وتطبيق أفكارهم عمليا بعد دراسات ومراجعات .


قصيدة جميلة أتى الشاعر ليعبر عن حزنه لما حدث من فاجعة تتكرر ومآسي تكبر ، وهو شعور كل مسلم وإنسان ، ولكن عسى الله أن يتقبلهم في جنات الفردوس ويكونوا شفعاء لنا ولأهلهم .


حفظ الله أوطاننا وأهلنا في كل مكان

أخي الحبيب الشاعر ــ عبده فايز الزبيدي ،
لعلك تجهل قدر من تخاطب ..
ما هكذا يُخاطب الكبار يا صديقي العزيز .
وما منا إلا له مقام معلوم حفظك الله .
شكرًا لسعة صدرك ..
محبك ــ الحميري .

أخي الحبيب الشاعر ــ عبده فايز الزبيدي ،
لعلك تجهل قدر من تخاطب ..
ما هكذا يُخاطب الكبار يا صديقي العزيز .
وما منا إلا له مقام معلوم حفظك الله .
شكرًا لسعة صدرك ..
محبك ــ الحميري .

هذا عند الله (وما منا إلا له مقام معلوم )
و هذا شعر نختلف عليه و نتفق عليه
و يبقى له تقدير الأخ
و الكبير هو الله يا حميري.

المشبه به وجملة حالِه (والرياح شواتِ) أضافت الكثير لصورة العصف النثير(وليس الماكول-فرق كبير بينهما لو تنبهت- وليس هذا مقام وصف بعصف مأكول فأرجوك لا تحوّر مفرداتي كما قلت قبل في دمع وعبرات) إذ جاءت بعنصر الحركة من رياح عاصفة،ولولا ذلك لتصور الذهن أن الأمتعة ملقاة هنا وهناك ساكنة في أماكنها
وليست متطايرة قطعًا ومزقًا.القارئ بهذا التشبيه سيتخيل مشهدًا حركيًا قاتما
من ملابس ممزقة وأغراض شخصية مكسرة تتطاير في الهواء والعواصف تتلاعب ولكل ذلك وقعه في النفس من كآبة وقتامة.
وانظر قوله تعالى: "خُلق الإنسان من صلصال كالفخار"
واسأل سؤالك نفسه :"فأين الإضافة الجديدة التي تتوق لها نفس الأديب من جمع المتماثلين قيمة ؟"
فهذا طين يابس من الشمس وذلك طين يابس من الشي؟!
والجواب إن الإضافة هنا صوتية كما كانت حركية في البيت لأن هذا الصلصال يصدر صوتًا كالفخار عند نقره.

الأخت ربيحة
و الأخ الحميري
فضلا لا أمرا نريد علمكم لا تحزبكم
سألني الرجل حول قوله تعالى ( خلق الإنسان من صلصال كالفخار ) ؟
و جوابي أنه قوله تعالى: ( كالفخار ) أفادت زيادة الوصف لـ (صلصال) .
و سؤالي للثلاثة: الحميري و الرفاعي و أبي غريبة:
ماذا أفاد التشبيه الذي نتحدث حوله؟

و حول جملة الحال التي تحدث عنها الأخ عمر أقول:
لا شأن لها بالتشبيه فالتشبيه له أركان معلومة هي :
طرفا التشبيه - أداة التشبيه - وجه الشبه - العلاقة ( وظيفة و قيمة التشبيه)

ثم سؤال حول الجملة الحالية ( و الرياح شوات) و ودي يجيب الثلاثة _و خاصة ربيحة و الحميري من قالا لي ما معناه ( تعلم كيف تخاطب الكبار) _عن هذا السؤال:
الحادثة حدثت في حرَّ الصيف فكيف يقول الشاعر(والرياح شوات)؟

هذا عند الله (وما منا إلا له مقام معلوم )
و هذا شعر نختلف عليه و نتفق عليه
و يبقى له تقدير الأخ
و الكبير هو الله يا حميري.

لكن توقير أهل العلماء جزء من الإيمان ..
يجب احترام أولي العلم مع التسليم بأنهم يصيبون ويخطئون ..

قال عليه الصلاة والسلام -: ( فضلُ العَالِمِ على العَابِدِ كَفَضْلِي على أَدْنَاكُمْ )
وقال (ص) ( ليس منّا من لم يوقّر الكبير، ويرحم الصغير، ويعرف لعالمنا حقّه )
لا أظنني أعلم منك بهذا ، ولكن الشيطان حريص على أن يوقع بيننا البغضاء والواجب علينا ألا نصغي إليه .
تقديري لك أيها الكبير الكريم .