السلام عليكم
لي صديق اسمه مصطفى كان يحفظ القرآن عندي وهو لا يزال بعد طالبا في طب الأسنان،
ولما أصابني التسوس منذ شهر كتبت له مداعبا وراغبا في زيارة عيادته
ضاعت ضروسي وأخشى فَقْدَ أسناني
هل من دواءٍ سريع للفتى العاني
فابدأ بحشوٍ وتنظيفٍ وطربشةٍ
وارفقْ بجيبي أنا والفقرُ خلانِ
يا درشُ كان لنا في حقِّكمْ مننٌ
كم قد تلوتَ علينا آي قرآنِ
واستملحت الأبيات فأرسلتها تندرًا في مجموعتي على الواتس
فقرأ تلك الأبيات أحد مشايخي ويدعى "الشيخ المحجوب" ردَّ عليها بقوله
بي مثل ما بك إلا أنني الجاني
من اللحومِ بأشكالٍ وألوانِ
ولا دواءَ يُرجَّى إن أردتُ لها
لا حشوَ ينفع، والتنظيفُ أعياني
ولستُ تاليَ قرآنٍ فيشفعُ لي
وليس عندي طبيبٌ بين خلاني
فلم أجدْ غيرَ بابِ اللهِ أطرقُه
عسى يخففُ من وَجْدِي وأحزاني
هذا التسوسُ يا رباهُ أهلكني
ضاعتْ ضروسي وأخشى فَقْدَ أسنانِي
فإن يكنْ درشُكمْ هذا سيرفقُ بي
فيما سيأخُذُ فاحجزْ لي أنا "التاني"
فلما قرأتُ رده أجبته سريعًا فقلت
عافاك ربي وعافى كلَّ إخواني
وأذهبَ الضرَّ عنا خيرُ منانِ
غدًا سأذهبُ لكن بعد تجربةٍ
سأخبرُ الشيخَ عن علمٍ وبرهانِ
فإن يكنْ حَسَنًا ما سوفَ يصنعُه
درشٌ... فحجزي ضروريٌّ ومجاني
ما للتسوسِ فيما كان منفعةٌ
إلا التغني بأشعارٍ وأوزانِ
سالتْ قرائِحُنا من بعد أن جَمُدَتْ
فأخرجَتْ دررًا من خيرِ أذهانِ
أحلى القصائدِ ما كانتْ مباغتةً
وقربتْ بين أرواحٍ وأبدانِ
وبعد زيارة صديقي الطبيب بشرت شيخي ووفيت بوعدي له فقلت
يا شيخنا المحجوبُ
قد فُرِّجَتْ كروبُ
ذهبتُ للطبيبِ
فجاءَني بطيبي
ونظَّفَ الأسنانَ
فأسعَدَ الجنانَ
وبعد ذا حشاها
حشوًا لمنتهاها
وأحسَنَ الوفادةْ
ربِّ اعطهِ مرادَهْ
وذهبتْ آلامي
فالحمدُ للعلامِ
وأنا أسوقها إليكم لرسم البسمة على شفاهكم في أيام نكداتٍ
فرج الله عنا وعنكم
كل عام أنتم بخير