أستاذي العاني
صلى الله على أول الإثنين ورضي عن ثانيهما وبارك الله فيك على مرورك المثري دائمًا.
أحسب أن الأخوة الشعراء قد تفضلوا مشكورين مأجورين بالجواب عن سؤالك الأول وليس لمثلي أن يزيد عليهم
ولكن من قبيل شرح مرادهم ،يقول ابن القيم "فمن رضي عن ربه رضي الله عنه، بل رضا العبد عن الله من نتائج رضا الله عنه ، فهو محفوف بنوعين من رضاه عن عبده: رضا قبله أوجب له أن يرضى عنه، ورضا بعده هو ثمرة رضاه عنه؛ ولذلك كان الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العارفين، وحياة المحبين، ونعيم العابدين، وقرة عيون المشتاقين" كتاب مدارج السالكين (2/174).
والبيت ترجمة لحديث ضعيف الإسناد (أما المعنى فلا غضاضة فيه كما رأينا من قول ابن القيم وما ذكره اخوتنا الافاضل):
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير سورة الحديد
وقد قال أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي عند تفسير هذه الآية
أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي أخبرنا عبد الله بن حامد بن محمد أخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيوب أخبرنا محمد بن يونس حدثنا العلاء بن عمرو الشيباني حدثنا أبو إسحاق الفزاري حدثنا سفيان بن سعيد عن آدم بن علي عن بن عمر قال كنت عند النبي وعنده أبو بكر الصديق وعليه عباءة قد خلها في صدره بخلال فنزل جبريل فقال مالي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلها في صدره بخلال فقال أنفق ماله علي قبل الفتح قال فإن الله يقول إقرأ عليه السلام وقل له أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط فقال رسول الله يا أبا بكر إن الله يقرأ عليك السلام ويقول لك أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط فقال أبو بكر رضي الله عنه أسخط على ربي عز وجل إني عن ربي راض.
هذا الحديث ضعيف الإسناد من هذا الوجه.
أما سؤالك الثاني عن خطاب المثنى بلغة الجمع فنظيره قوله تعالى: {فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون} (الشعراء:15)، فقال: {معكم}، مع أن المخاطب اثنان، قيل: هذا من وضع الجمع موضع المثنى، أي: معكما. والخطاب لموسى وهارون فحسب. وعلى أنه أريد بالجمع التثنية، حمله سيبويه رحمه الله، وكأنهما لشرفهما عند الله، عاملهما في الخطاب معاملة الجمع؛ إذ كان ذلك جائزاً أن يعامل به الواحد لشرفه وعظمته.
ويا لشرف هذين الإثنين في الغار عند ربهما.
محبتي وتقديري