قَدْ كانَ لا نَاقَةٌ فيها ولا جَمَلُ
حتى رمتْ بي على أهدابِها مقلُ
لا بِتُّ ذاكَ الّذِي يَحيا صَبابَتَهُ
ولا أَنا بالّذي يَسلُو ويرتَحلُ
هُم أَوردُوني إِلى أَحضانِ مُورِدهمْ
وهمْ لِقلبِي ظَماً بِالكأْسِ قَدْ بَخلو
كمْ ليلَةٍ أَثمَلَ الرّيحَانُ أَنجُمَهَا
وكمْ ليالٍ بها يستوطنُ المَللُ
عوّذتُ نفسي من الأشواقِ فانتفضتْ
صبابَتي واشْتكى تَعويذتي الغزلُ
يا ظالمي ما التقتْ أسبابُنا عبثاً
ولا انْتقى حظّنا من نجْمها الهزَلُ
هذا الهوى نعمةٌ في القلب قد زرعتْ
أغْصانها هُدِّلَت .. أثمارها القُبَلُ
هذا الهوَى جنّةٌ نحيا بساحتها
نذُوبُ في ظلّها والعطْرُ يشْتعلُ
خذنيْ بعينيكَ لا تجرحْ براءَتها
واهربْ إلى المشْتهى .. في كفّكَ الأمل
يا ظالمي ليس للعذّالِ من أربٍ
إلا انتزاع الشّذَى وَدربُهمْ زللُ
عبد القادر النهاري
29-9-2015