مضى سبعة عشر يوما على شهر العسل.. والسعادة تهطل على روحي كلمات..
والكلمات سنابل لأجنحة ترفرف عن بعد حتى لا تسقط في دوائر غير نقية، النقاء يغلف الأجواء بعد أن تناولنا وجبة العشاء في أحد المطاعم الراقية..
تركت زوجي يتابع الأخبار بعد عودتنا إلى المنزل.. وذهبت لغرفتي ثم إلى المطبخ لأعد قليلا من الشاي الأخضر ..
أفكر بالسعادة كغيمة شاردة.. ترفض الألفة مع لحظة محتلة، كنت متوجهة بصينية الشاي إلى الصالة حين ارتطمت قدمي بطاولة جانبية ..
سقطت صينية الشاي على الأرض..
بعد دقائق.. نهضت مسرعة للمطبخ فوجدت على الطاولة قطعة للتنظيف! لم أفكر وقتها إلا بالشاي المنسكب وقطع السكر المتناثرة..
بعد الانتهاء من التنظيف جلست انتظر زوجي الذي يبدو أنه لم يشعر وهو تحت الماء بكل ما حدث!..
كنت أفكر بشرود في قطعة التنظيف وانظر للتلفاز عندما خرج من الشاشة البرواز الذي فوق سرير غرفة نومي والذي يضم صورة رومانسية لي أنا وزوجي !
طار البرواز ثم توقف فوق باب الحمام المقابل للباب الخارجي.. ثم بعد برهة عاد ليدخل من شاشة التلفاز ويختفي!
أخذت طرف قميصي وجريت إلى غرفة النوم .. كان زوجي مازال في الحمام فاستندت إلى الباب المغلق، بحالة صدمة!
أحاول استعادة هدوئي، دقائق وجلست لكنني شعرت بقرصة في طرف قدمي .. فنهضت لحظة خروجه من الحمام..
لم أعرف ماذا قلت له بصوت متقطع الأنفاس لكنني توقفت عن الكلام عندما نظر لي باستنكار!
استلقيت على السرير وأنا مستاءة منه .. أغمضت قليلا .. الأجوبة قد تجعل من علاقاتنا مع الآخر اختبارا صعبا لقوة ومتانة وصلابة تحملنا للسؤال..
حين استرخى زوجي على السرير فتحت عيني لأرى اثنان يمران من أمام السرير أيديهما تشتبك مع بعض توقفا وسط الغرفة ونظرا إلي.. ثم أكملا السير من جديد.. صرخت.. فقفز زوجي منتصبا .. ماذا حدث؟ كان أصبعي متجمدا يشير إلى حيث كان المشهد.. زوجي يضمني ويقرأ وينفث..
هدأت روحي حين غمرني.. وبعد ساعة كان يغط في نوم عميق..
عند منتصف الليل بدأ صوت صراخ في الصالة واستمر حتى الصباح.. لم يتوقف إلا بعد أن نهض زوجي ..
كان يبحث عن حبة مسكن لصداع وعندما لم يجد ، قال أنه سيذهب لأقرب صيدليه، نهضت وفتحت التلاوة بغرفتي..
كنت أنفض الفراش عندما خرج من دورة المياه ولد صغير وأغلق التلاوة! .. اختفى الولد.. ركضت للباب الخارجي..
إلا أنني وجدت كل ما في المطبخ من صحون وشوك وملاعق كلها ملقاة على الأرض والدواليب مفتوحة على مصرعيها!..
توقفت مكاني حتى عاد زوجي ونظر مرتبكا إلي وللفوضى .. صرخ بي ! لم فعلت هذا! ما بك! هل جننت! وبدأ يرتب المطبخ ، مندهشا تركته..
مرهقة دخلت غرفتي و فتحت القرآن .. وما أن جلست على طرف السرير حتى جاء رجل عجوز وأمسك بي: اسمي (شونش) وهنا تسكن عائلتي ..
أغلقي التلاوة .. وخرج !..
مسكت المصحف وجريت أغلق باب غرفتي بالمفتاح .. ففتح الباب! عدت وأغلقته! أغمضت عيني وأسندت ظهري عليه ..
شعرت بدفع له من الخارج وأنا خلف الباب احتضن المصحف.. كأني وسط أمواج تتلاطم، والبحر يحتفل بجزر الهدير..
سمعت صوت زوجي يقول لم الباب مغلق! .. فتحت عيني فرأيت زوجي داخل الغرفة يقول لي أنا أحبك..
فتحت الباب هاربة فإذا بزوجي أمامي!
التفت خلفي أجد زوجي يهمس أحبك!
التفت أمامي أجد زوجي يصرخ ما بك!
صحت به : بهذا القران سأحرقك..
اختفى الذي من خلفي ..
لكن الذي أمامي صرخ بي أنت ..طالق، طالق، طالق