مِن أُسْــــرةٍ بَــرَتِ الٍردى إِقــــداما
وَبَـنَـتْ لِأرواحِ الفِـــــدا أجســــاما
مِن أُسْــــرةٍ بِرجـــــالِها ونســـائِها
مُنـذُ الـبـــدايةِ تخــــــدمُ الإسلاما
عاشتْ مُغَامَـرَةَ الفدى وَاسْتَبْسَلَتْ
حتَّــى النهــايةِ للهـــدى أرحــــاما
كالطِّفلِ في أحضانِهم وبِجُــودِهم
نَمَتِ الرســـــالةُ واليقـــينُ تنـــامى
تدرون مــــــن آوى المُحــمَّدَ حينما
أضـــحى رســولاً ينبذُ الأصـــناما
حتَّــى قبيــلـتُـهُ تخـــــلّتْ عـــنهُ بل
كانتْ تَبــــــرُّ الظُّـــلمَ والظُّــــــلّاما
من كــان ينصـــرُهُ وكان لهُ مِن الـ
أعداءِ أعظــــمَ حـــائلٍ وحـــــزاما؟
في الغــــارِ وحدهُـما يُفتِّشُ عنهما
حــــزبُ الجهالةِ ضــارياً هجَّــــاما
وَدَنا يُخفِّفُ حُزنَ صــاحِبِهِ رسُــــو
لُ اللهِ واسْتــــلْـــــقى إليهِ ونـــــاما
لَدَغَتْهُ لكِــــنْ لم يُحـــــرِّكْ ســــاكناً
كي لا يقضَّ على الرســــولِ مناما
هذا أبـــوها , أُخْــتُــها بِنْتُ الغِنا
تحــت الهجـــيرِ تُســـــرِّحُ الأغناما
تمحو الخُطا وتقصُّ نصف نطاقِها
لِتـــلُـــفَّ للهـــادي عليه طعـــــــاما
مِــن أُســــــــرةٍ عنها التَّعقُّلُ جازمٌ
لو لم تكُــــنْ لم نعـــــرفِ الإسلاما
هاتلك أسرتهُا,, فَمَــــنْ هو بعــلُها؟
أوَلــــمْ يَزلْ للمُــــرســـلين ختـــاما؟
طه البشيرُ الحــاشرُ الأُمِّيُّ مَـــن
تَخِذَ الفطــــانةَ مُنْــذُ كـــان غُلاما
ذاك الذي نزلَ الوجُـــــودَ مُطــهِّراً
فَأنارَ مــا بِالأمسِ كـــان ظـــلاما
ملأَ الحيـــاةَ حضــارةً ساوى بها
بين الورى وتـــلا الكتــــابَ نظاما
هـــو بعلُـــــها فمنِ التي بمقامِها؟
لن تستطيــــــعَ لهـا النساءُ مقاما
واختـــــارها لنـبـيِّـــهِ باريـــــــهما
أَوَليس خِيْــــــرَةُ ربِّـــــــنا إِعـظاما؟!
بيتُ الـنُّــــبُــوَّةِ كـــان مدرسـةً لها
ومُــربِّــيــاً كـــــان الهُِـدى وإِماما
كانت هيَ التلميـــذةَ النَّـبَــوِيَّةَ الـ
أُولـى فكــانتْ لِلْبــــلاغِ خِــــــتاما
لمَّــــــا أتَـــــوْا بالإفـكِ برَّأها الذي
بَــــرَأَ الحيـــــاةَ وأَبْـــرأَ الأسقاما
كــــم أحْــزَنَتْ دُنيــا النُّـبُـوَّةِ تُهمةٌ
مِــن جـــاهِلٍ أبلى بهـــا الأفهاما
هَـــبَّ النَّبِـيُّ لكي يُــبَـرِّئــــــها بآ
يَـــةِ ربِّـــــهِ مُـسْـتَـبْـشِـراً بسَّــاما
قالوا : اُشْكُري طٰهٰ فَجَاوبَ دَمْعُها
بلْ أشْــكُــــرُ اللهَ العظــــيمَ دواما
كانت وما زالت وسوف تظــلُّ في
دربِ العقيدةِ نَجْمَـــــةً ومـــــــراما
في حِجرِها مات الرسولُ وكانَ
... آخِـــرُ زادِهِ مِن ريقِـــها استرهاما
لتضُمَّ حُجْـرَتُها عظــــامَ مُحَــمَّــدٍ
فَاشْهدْ بِفَضْـــلِ الأُمِّ تلك علاما...
هـــاتلكَ أُمُّ المؤمنـــــين ومـــــا أنا
في بحـــــرِها إلَّا هــــــزارٌ عــاما
لاقــــى لهــا في كُــلِّ مَكْــرُمةٍ يداً
تعــلو وفي الأثَرِ الشريفِ سنـاما
لَهِيَ الأديـــبــةُ والمُــؤدِّبـــةُ
المُحــدِّثــةُ
المُــفـقِّـــهـــةُ الأجــــلُّ مــقـاما
وعلى النســاءِ ألمْ يَقُلْ عن فضلِها
فضلُ الثريدِ على الطعام تسامى
يا خيـــرَ أُمٍّ أمَّــــتِ الدُّنــــيا هدىً
عنـــــكِ الكــــــلامُ يَجُرُّ فيكِ كلاما
إنَّ الكـــلامَ يطـــــولُ يا أُمَّـــاً لـها
في كُـــلِّ حقـــــلٍ للحلومِ خـزامى
ستظــــلُّ عائشــةٌ وقد يفـنى الفنا
وسلامُــــها يروي المدى إســـلاما
سامي أحمد الأشول
٢٠١١م