صَحْوةُ المِقْدامِ

تُخدِّرُنا بِشعرِ المُبدِعينا فزِدْنا ,لا تَخفْ ممّا سُقينا فزدْ , واملأْ كؤوسَ الشِّعرِ حبّاً فإنّا كأسَ شعرِكَ شارِبونا أيا مقدامُ لا تبخلْ عَلينا و خدِّرنا بشعرِ المُبدِعينا وخدِّرْ ما تشاءُ, ومنْ تُباري لأنّا قدْ وَهبناكَ الثَّمينا حكيمٌ إذْ تُداوي النّاسَ شعراً تظنُّ الشِّعرَ داءً يَبتلينا فما أنتَ الّذي تُلقي بِسُمٍّ وما أنتَ الّذي تُعمي العُيونا تُلوِّحُ بالسِّيوفِ, وأنتَ أدرَى بأنَّ الحَرفَ أمضى الذّابِحينا فمهلاً يا رَفيقي, لا تسابقْ فقدْ كُسرتْ سيوفُ الخاسِرينا وإنّي ما سَللتُ السَّيفَ يوماً فلا سيفٌ يبارزُ مَقعَدينا وإنْ شَهروا السيوفَ بقصدِ غدرٍ تراهمْ منْ صَداها صاغِرينا وأشهدُ أنَّ شعري لا يُباري "نِزارا" أو "جَميلاً" أو "أَمينا" ولستُ بشاعرٍ, لكنْ حُروفي سهامٌ في صُدور الحاقِدينا وإنّي ما كرهتُ الشِّعرَ يوماً ولكنّي كَرهتُ العابِثينا ونازلتُ الفُحولَ ببوحِ قَلبي فَكانَ الحرفُ أصدقَ مُرسَلينا وإنّي ما كرهتُ الشِّعرَ إلاّ لأنَّ العرشَ تحتَ المارِقينا فما صَعبَتْ عليَّ سَما القَوافي ولا كانتْ حروفُ المُخطئينا وأقسمُ أنَّ شعري سوفَ يبقى سلاحاً ضدَّ كلِّ الطّامِعينا وإنّي ما كتبتُ الشِّعرَ إلاّ لأوصلَ جَذوةً للثّائِرينا وصَيحةُ ثائرٍ أنْ تُطلقوها فَتوقِظُ مِنْ سُباتٍ نائِمينا فأمَّتُنا أضاعتْ دربَ عزٍّ بصمتٍ كانَ صمتَ الخائِفينا وعاثَ الطّامِعونَ بأرضِ مجدٍ وأوطانٍ وعُربٍ غافِلينا فلا التّاريخُ يَرحمُ خائنيناً ولا الرَّحمنُ يَرحمُ كافِرينا وإنْ باعوا مَبادِئنا بِجبنٍ سنثأرُ منْ شَراذمِ بائِعينا وما خَرسَ اللِّسانُ , ولا يراعٌ وكنّا بالسِّيوف مُجاهِدينا تمهَّل يا رَفيقي عندَ ساحي سأملأُها رؤوسَ الخائِنينا وأنتَ لَنا ظَهيرٌ, هبَّ طَوعاً فَما أحلى صَنيعَ المُقبِلينا وآمنْ أنَّ جندَ اللهِ جَيشٌ سَيُرسلُهمْ إلهُ العالَمينا ونَصرٌ منْ إلهِ الكونِ يأتي فصبراً يا سَليلَ الفاتِحينا فنصرُ اللهِ قدْ أضحى قَريباً ويَبقى اللهُ خيرَ النّاصِرينا أتَدري أنَّ لوعَتنا بِعربٍ أضاعوا الحَقَّ حيناً, ثمَّ دينا ؟ فهاتِ سِلاحَكَ البتَّارَ عوناً وهاتِ كتائبَ الأنصارِ حِينا ولو بغدادُ منْ ألمٍ تداعتْ ستسمعُ منْ دمشقَ لَها الأنينا أقاموا بيننا جُدرانَ حقدٍ بأسوارٍ أحاطوا المُؤمِنينا فلا النُّعمانُ يفصلُنا بحدٍّ ولا يَرضى إمامُ الكاظِمينا وها نحنُ العِراقيّونَ شعبٌ إلى نصرٍ وفتحٍ سائِرونا أيا مقدامُ لا تبخلْ عَلينا بعونٍ لو سَمعتَ الصّائِحينا فعجِّلْ بالقُدومِ بجيشِ عَونٍ ولا تخشَ اللّئامَ ولا الخَؤونا ألا تَدري بأنَّ الموتَ حقٌّ وإنّا لا نَخافُ القاتِلينا ولا تحزنْ عَلينا يومَ عُسرٍ فلا عُسرٌ بلا يُسرٍ يَجينا وكمْ كفٍّ بَسطنا في نَقاءٍ تلوِّثها أكفُّ البائِسينا وكمْ دمعٍ تموَّجَ فوقَ صَدري دموعٍ منْ عيونِ العاشِقينا وكمْ رمحٍ تكسَّرَ خلفَ ظَهري رماحِ الحقدِ ,غدرِ الغادِرينا فلا تحزنْ إذا المعروفَ تُعطي فتَلقى الردَّ شرَّ النّاكِرينا وإنْ تزرعْ زهوراً في دروبٍ فتحصدْ شوكَ منْ حَنثَ اليَمينا فلا تذرفْ دُموعاً فوقَ صَدري فقدْ غَرقَتْ صدورُ المتعَبينا أتَنظرُ في معلَّقةٍ لعَمرٍو وإنّا قدْ سَبقنا السّابِقينا ومنْ عَمرِو بنِ كُلثومٍ سُقينا بكأسٍ منْ " دمشقَ وقاصِرينا" فما عادَ الزَّمانُ بعصرِ ماضٍ ولا عادتْ قَوافي الغابِرينا ومنْ نهرِ الفُراتِ قدْ ارتَوينا بماءٍ كالفُراتِ هَواهُ فينا غداً تَأتي وتَعرفُ ما عَنينا فنصرُ اللهِ قدْ أضحى يَقينا سَنحرقُ أرضَنا تحتَ الأعادي ونُسكنُهم حِجاراتٍ وطينا " وإنْ بلغَ الفطامَ لنا صبيٌّ تَخرُّ لهُ الصَّهاينُ ساجِدينا "

وأقسمُ أنَّ شعري سوفَ يبقـى
سلاحاً ضـدَّ كـلِّ الطّامِعينـا

لقد صدقت شاعرنا القدير و خير دليل على كلامك هذه القصيدة الجميلة و الرائعة .
يا لك من شاعر مبدع و كبير.
تحياتي لك و دام لك الشعر و الابداع.

تعظيم سلام لمقام حرفك
زادك الله بسطة في كلّ أمرك

حفظكم الله وحفظ الأهل والأوطان

قصيدة جميلة كان الثلث الأخير منها أجملها
قصيدة فيها السهولة التي تحث القارئ على متابعة القصيدة وفيها النغم الجميل العذب ، وفيها الفكر والرسالة التي. تفتّح العقول .

شعرت أني بحاجة لقراءة أشعار الزير سالم بعد هذا النص ( وهو خال عمرو بن كلثوم على ما أعتقد )



دمتم بخير

ومـــنْ نـهــرِ الــفُــراتِ قــــدْ ارتَـويـنــا ... بــــمــــاءٍ كــالـــفُـــراتِ هَــــــــواهُ فـــيـــنـــا غـــداً تَــأتــي وتَــعــرفُ مــــا عَـنـيـنـا ... فـنـصــرُ اللهِ قــــدْ أضــحـــى يَـقـيـنــا سَنحـرقُ أرضَنـا تـحـتَ الأعــادي ... ونُـســكــنُــهــم حِــــجـــــاراتٍ وطـــيـــنـــا / .............. أجَلْ شاعرَنا الجَميل ، وكأنَّنا نراها رأيَ العَيْنِ ، وافريَّة بأداءٍ رائعٍ وأسلوب المتمكِّن الذي يعي ويعني ما يقول ، وكأنّي أرى " النون " مسرورًا ومسرورة قافيته بهذا الشاعريَّة وقد تكسَّرت الرماح خلفها وأغرقت دموعها صدور القارئينا ، لا فضَّ فوك ، ودمت بألق الإبداع شاعرًا تصفَّق له الأخيلة إعجابا ، تحاياي .

فــأمَّــتُـــنـــا أضـاعــــــتْ دربَ عـــــــزٍّ
بصـمــــتٍ كــانَ صـمــتَ الخائِفـيـنــــــا
وعـــاثَ الطّـامِـعـونَ بــــأرضِ مــجــدٍ
وأوطــــــانٍ وعُـــربٍ غــافِـــلـــيـــنـــا
فــلا الــتّـــاريـــخُ يَـرحــمُ خـائـنــيــنــاً
ولا الـــرَّحـمـــنُ يَــرحــمُ كـافِــريـنـــا


صدقت ايها الشاعر الجميل
مطولة حملت بين حروفها اوجاع امة وما انحدرت اليه
بعد ان كانت على القمة بسبب ما ذكرت ايها الكريم
وانكم بتواضعك الكبير اشرت اكثر من مرة انك لست بشاعر
وكل حرف يقول بانك انت صاحب حرف ورسالة
وهذا لا يكون الا لشاعر
بوركت

ا
أتَنظـرُ فــي معلَّـقـةٍ لعَـمـرٍو
وإنّــا قــدْ سَبقـنـا السّابِقيـنـا
ومنْ عَمـرِو بـنِ كُلثـومٍ سُقينـا
بكأسٍ منْ " دمشقَ وقاصِرينـا"
فما عـادَ الزَّمـانُ بعصـرِ مـاضٍ
ولا عــادتْ قَـوافـي الغابِريـنـا
ومنْ نهـرِ الفُـراتِ قـدْ ارتَوينـا
بـمـاءٍ كالـفُـراتِ هَــواهُ فيـنـا
غـداً تَأتـي وتَعـرفُ مـا عَنيـنـا
فنصـرُ اللهِ قـدْ أضـحـى يَقيـنـا
سَنحرقُ أرضَنـا تحـتَ الأعـادي
ونُسكنُـهـم حِـجـاراتٍ وطـيـنـا
" وإنْ بلـغَ الفطـامَ لنـا صـبـيٌّ
تَخـرُّ لـهُ الصَّهايـنُ ساجِديـنـا "

جميلة الفكرة سهلة الأسلوب كما إنسابت موسيقاها بسلاسة
وأنا أرى إنها تكافئ معلقة عمرو
تحيتي وتقديري

تُـلـوِّحُ بالـسِّـيـوفِ, وأنـــتَ أدرَى
بـأنَّ الحَـرفَ أمضـى الذّابِحيـنـا



ما زلت مع هذه الجميلة أدقق في ملامحها وتفاصيلها وحرفها الذّباح

الله .. الله
ما أجملك شاعرنا البديع وما أبهاك قصيدة من أجمل ما يكون نسجا وبلاغة وبراعة تصوير ، إضافة إلى سهولتها ووضوحها فهي لا تحتاج إلى تعمق وتفسير لمدلولاتها وهذا النوع من الشعر المنساب محبب لدي وأعشقه جدا

رغم الوجع الذي بثثته في سطورك إلا أني وجدتني أنتشي طربا لهذا العزف الفريد ، نسأل الله أن يصلح حال الأمة ويعيد لها صلاحها ورشدها

القصيدة بالمجمل مدهشة وفي أبياتها الأخيرة يتلخص كل الجمال .
لست أقول إلا أنك شاعر جدير بالاحترام وتستحق الحفاوة والتقدير

دمت مبدعا أبدا شاعرنا الكبير

محبتي وفائق المودة والاحترام .

أيا مقدامُ لا تبخلْ عَلينا و خدِّرنا بشعرِ المُبدِعينا ولا تحزنْ عَلينا يومَ عُسرٍ فلا عُسرٌ بلا يُسرٍ يَجينا ومنْ نهرِ الفُراتِ قدْ ارتَوينا بماءٍ كالفُراتِ هَواهُ فينا " وإنْ بلغَ الفطامَ لنا صبيٌّ تَخرُّ لهُ الصَّهاينُ ساجِدينا "

نعم القصبد الوطني الصادق الثائر
بورك القلم والمداد



الشكل العلوي تمثيل عروضي للبيت

أيا مقدامُ لا تبخلْ عَلينا = و خدِّرنا بشعرِ المُبدِعينا

والشكل السفلي التمثيل العروضي لوزن الوافر مفاعلَتن مفاعلَتن فعولن ( للمقارنة)

في البيت: ولا تحزنْ عَلينا يومَ عُسرٍ = فلا عُسرٌ بلا يُسرٍ يَجينا

جميل فيه صبر على العسر ، فبارك الله بك .
وأنا أحب في مثل هذا الوصف أن أتمثل الحديث ( فإن عسراً لا يغلب يسرين)
ولذلك قرأت هذا البيت الجميل كما يلي:
ولا تحزنْ علينا يومَ عُسرٍ = فذو اليسرين يتبغه يقينا

رفعك الله عزة وحماك ورعاك.