شجرة البرتقال
شجرَةُ البرتقال التي توجد في حديقة بيتنا ، لَمْ تعدْ تنتج البرتقالَ مثلما كانتْ ، ربَّما أصبحتْ حزينةً على الأرواح التي زهقتْ في تلك الحروب ظلما و عدوانًا.أنا متأكدٌ أنها تعرف كلَّ شيء لأنها دائما واقفة في مكانها و عيناها تنظران في جميع الاتجاهات .كلما اقتربتُ منها أَحسسْتُ بقلبها ليس على ما يرام .لقد أصبحتُ خائفا عليها من الفناء ، عندما كنتُ صغيرا كنتُ أتسلق أغصانها و ألعب بجانبها و أجلس في ظلها الوافر و أحكي لها الحكايات الجميلة و أحدثها عما يجول بخاطري ، و عندما كان النَّسيمُ يداعبها و يغازلها كانتْ تزداد جمالاً و رقةً .
أحْتَرمها كثيرا لصبرها و شموخها و عظمتها و قوتها ،لم يسبقْ لي يوما أن رأيتها انحنتْ أو غادرتْ مكانها ، جذورُها في باطن الأرض و رأسها في باطن العلياء .يَوميًا تستقبلُ ضيوفَها من طيور و فراشات ...فحضنها دائما مفتوح للاستقبال و الترحيب .
سبقتني إلى هذا الوجود و أكره أن ترحلَ و تتركني، فالأشياء العظيمة إذا رحلتْ تتركُ في القلوب التي تُحبُّها حزنًا شديدًا.