قارئةُ الكفِّ

قارئةُ الكـفِّ

مَــددتُ لَـهـا كـَـفّــي , لِـتَـقــرأَ مـا فـيـهــا تـَحــلَّ رُمـــوزاً, خـَـطّــهــا اللّهُ بـاريــهـا وتَـنــظُــرَ أحـــلامــي, وآتٍ بـــهِ غَـــدي وتُـبـصِــرَ مـَجـهــولاً تـلــفُّ أمــانـيـهــا ومـا مــرَّ مـنْ أحـــزانِ قـلـبــيْ بـحـبِّــهـا ومـا ضـاعَ مـنْ عُـمـريْ , وقـلـبـيْ يـُجـافـيـهـا فـقــالـتْ: بـعـَيـنَـيـكَ الــهـَـوى كـلَّ مـا أرى وخـَـوفـاً مــنَ الأيّـــامِ, أو مــنْ لَـيـالـيـهــا فـقـلـتُ لـَهـا: مـا جـِئـتُ كـي تـَقـرئـي الـهـوى بـعــيـنــيَّ , لـكـنْ مـا بـكــفّــي و آتـيـهــا ســأذبـحُ كــفّــي لــو تـوازتْ خـطــوطُـهــا ولـو خــطِّ آتٍ كــان خــطّــاً بـمــاضـيــهـا فـراحـتْ تـهــزُّ الـكــفَّ غَـضْـبـى , كـأنّــهــا تـحـاولُ إظــهـارَ الــهــوى فـي مـعـانـيـهـا فـقـلـتُ لـهــا : مـهــلاً فـقـلـبـيْ مُـكــبَّــلٌ بـمــاضٍ مــنَ الأوهــامِ كـنـتُ أعــانـيــهـا ومـا للـهـوى عـنــديْ ســوى جــُرحِ خـافــقٍ ومـا للـهــوى ذنـبٌ, ولا مــنْ هــوى فــيــهـا ولـكــنْ بـقـلـبـي خــطَّ ربّــي مَـواجـِعــي وخُــطّــتْ مـن الأقـــدارِ كــلُّ مـآســيـهـا فـمـالـتْ عـلـى كــفّــي تـخـطُّ بـخـنـجــرٍ جِـراحــاً, وقـالـتْ هـلْ تـرى مــا أرى فـيـهـا فـقــلـتُ لــهـــا : واللهِ أحـبـبــتُ مــا أرى ومــا أنــتِ إلاّ مــن أحـــبُّ ألاقــيــهــا فـتـمــلأُ قـلـبــيْ بـالـهـوى مـنْ مـنــابـعٍ وتـمـســحُ مـن عـيـنـيَّ حــزنـاً أغـانـيـهـا هـي الـعـيـنُ لا تُـخـفــي هــواكِ بـشـوقـهـا كــأنَّ فــؤاديْ فــي هــواكِ يُـحــاكــيـهــا ومـا الـكــفُّ تـدري مـا بـقـلـبـي مـنَ الـهـوى فـلا تـقــرئـي كــفّــي , فـقـلـبـيْ يُـعـاديـهــا فـمــا للــهــوى خــطٌّ بـكــفّــي , وإنّــمــا هــواكِ بـروحــي , هــبَّ قـلـبـيْ يـبــاريـهــا وأُقـســـمُ بـالــربِّ الـّـذي خـلــقَ الــهــوى لأنـتَــزِعَــنَّ الـقـلـبَ لــو مـا يُـجــاريـهــا أُحــبُّــكِ يـا مــن تـقــرَئـيـن عـنِ الــهــوى بـكـفّــي خُـطــوطــاً , صـنّـعـتْـهـا أيـاديـهـا أحــبُّــكِ , لــولا أنَّ كَــفّــي و مــا بــهــا مـنَ الـخــوفِ والأحــزانِ , ربّـــي مُؤاتـيــهـا أخــافُ مــن الأقـــدارِ تُـلـقـيــكِ جــانـبــاً وتـلـعَــنُ يَـومـي كُـلــهُ فـي قَــوافـيــهــا أخــافُ مــن الأيّـــامِ تُـلــقــي بـحـمـلِـهـا عـلـى كَـتِـفـي يـومــاً فـتُـقـصـي بِـدانـيـهـا أخـــافُ مــن الأوهـــامِ تَـطــوي بـظــلّـهــا مَـخـاوفَ قـلـبـيْ , والـهَــوى مـن مَـبـاغـيـهــا ومـا الـخـوفُ مـن عَـيـنـيْ , ولـكـنْ سـهـامُـهـا بـلـوعَـةِ قـلـبـيْ قــد تـطـيــشُ مَـرامـيـهـا أنــا مــنْ بـأيّـــامــي يَــحـــارُ فـــؤادُه لــهُ أقــفَــرتْ فـي الأرضِ كــلُّ مَـراعـيـهــا فـقــالـتْ: حـبــيـبــي أنـتَ , واللهِ مــا دَنــا مـن الـنَّـفــسِ مـخـلــوقٌ ســواكَ يـُنـاديـهـا هـوَ الـحـبُّ مـكـتــوبٌ عـلـيـنـا , فـمـا لـنـا نـخــافُ مــن الأقـــدارِ لـدغَ أفــاعــيـهــا لـمَ الـخــوفُ ؟ والأيّـــامُ تـمـضـي قــوافِـــلاً ولا بـــدَّ يـومــاً أن تـكــونَ بِـحــاديــهــا لـمَ الـخـــوفُ ؟ والآمـــالُ تُـزهــرُ بـيـنـنــا لـمَ الـخــوفُ ؟ والأوهــامُ تـذوي ســـواقـيـهـا لـمَ الـخــوفُ مـن حــبّــي ؟ وأنـتَ بـجـانـبـي لـمَ الـخـوفُ مـن كــفٍّ ؟ وربُّــك حــامـيـهــا ومـا قـالَ ربّــي يـعـلـمُ الـغـيــبَ غـيـرُه و ما كــالَ فـي كــفٍّ , فــيـصــدقُ قــاريـهــا فـخـالـقُــهـا ربّــي لأمــرٍ بـيـومِــهــا لـخـيـرٍ بـهـا أو شــرِّهـا , فـهْـوَ فـانـيـهـا عـلـى كـَتِـفـي ألـقـتْ ضـفـائـرَ شــعـرِهـا ونـامـتْ عـلـى صَــدري دمـوعُ مــآقـيـهــا وراحـتْ بـكـفّـي كـفُّـهـا تـشـتـكـي الـجـوى مـنَ الـشّـوق حـَـرَّى فـالـفُـؤادُ يـُنـاجـيـهـا فــواللهِ مـا كـانـتْ أنــامـلُــهـا لــظـــىً ولـكــنْ ضـمــاداً لـلــجـِـراحِ تـداويـهــا فـسـبـحـانَ مـن صـاغَ الـجـمـالَ بـحُـسـنِـهـا وســبـحـانَ مـن صــاغَ الـعـيــونَ " لِـعـانـيـهـا " ســـتُـبـحـرُ فـي عَــيـنـيـكِ كــلُّ مـراكـبـي وتـبـحـثُ عـن مـرسَـى , فـتُـلـقـى مَـراسـيـهـا فـلا تُـغـمِـضــي عـيـنَـيـكِ إنّــي أراهُــمــا بـحــوراً مـن الأحــلامِ فـاضـتْ شَــواطـيـهــا وقـلـبــيْ غَــريـقٌ فـي بـحــورٍ مـن الـهـوى وقـلــبُــكِ رُبَّــان ســـيُـدركُ مـا فـيـهــا

من بين أوراق ذاكرتي ... يوم أحببت قارئة الكف

ويسرني نشرها هنا الآن

شكرا لكفك وقلبك وهذاالشعر
الذي حكي قصة جميلة باسلوب شعري
وعلى بحر كبير
لا تقل لي قديم او جديد فالشعر بما يحمل
وقد
جاءت جميلة مستوفية
شكرا لك

شكرا لكفك وقلبك وهذاالشعر
الذي حكي قصة جميلة باسلوب شعري
وعلى بحر كبير
لا تقل لي قديم او جديد فالشعر بما يحمل
وقد
جاءت جميلة مستوفية
شكرا لك

أخي الأديب والشاعر الكبير محمد

الكف تيقى كما هي بخطوطها وما تعنيه , وهذه جسدت حقيقة ما في خطوطها.

بارك الله فيك على حضورك الكبير وتعقيبك الرائع

تحياتي وتقديري

الأستاذ الشاعر عادل العاني

" وسبحان من صاغ الجمال بحسنها .. وسبحان من صاغ العيون " لعانيها "
وسبحان من صاغ الشعر و طوعه للعاني .
قصيدة جميلة أعجبني فيها تسلسل الأفكار وكأن القارئ أمام الحدث والحوار اولا بأول ..

" وما الخوف من عيني ولكن سهامها .. بلوعة قلبي قد تطيش مراميها " جميل هذا البيت .
وليسمح لي شاعرنا بسؤال للتبيان ليس إلا :
" فقلت لها ما جئت كي تقرئي الهوى .. بعينيّ .. لكن ما بكفّي و آتيها " لم يستبنْ لإدراكي كلمة " وآتيها" على ماذا تعود ؟

وفي البيت :
" وما قال ربي يعلم القول غيره .. " وددت لو كانت إشارة التنصيص ( :) وما قال ربي : يعلم القول غيره " فالمقصود كما فهمت ان ما قال الله تعالى وكتبه من الغيبيات لا يعلمه غيره .

قصيدة جميلة حملتنا إلى دروب البلاغة والشاعرية .
تحياتي .

هذا شعر من ذهب،
سلمت أستاذ عادل.
و يبقى البيت :
ومـــــا قـــــالَ ربّـــــي يـعــلــمُ الــغــيــبَ غـــيـــرُه
و ما كالَ فـي كـفٍّ , فيصـدقُ قاريهـا
ماذا تريد به حفظك الله؟

فسبـحـانَ مــن صــاغَ الجـمـالَ بحُسـنِـهـا
وسبحـانَ مـن صـاغَ العـيـونَ " لِعانيـهـا "
بسم الله وماشاء , جمال وإبداع , حبذا لو حددت من هو العاني هنا , فهم بحمد الله كثر (أكثر من الراويين هههههه)
بوركت وبورك الحرف.

أخي عادل العاني سدد الله خطاك وأعاذك من العرافين والعرافات... وبالطبع فأنت ممن يخشى الله عز وجل ولا تصدق قول عرافة
فما غرض هذه القصيدة ؟
شكراً جزيلاً سلفاً

جمال على جمال وروعة تجلب روعة وبلاغة وحسن بيان هكذا كنت شاعرنا القدير في قصيدتك المذهبة

أمتعتني وأطربتني وجعلتني أعيش النص بكل ما فيه من جمال ودلال

أحسنت وأبدعت


تحاياي

فسبحانَ مـن صـاغَ الجمـالَ بحُسنِهـا
وسبحانَ من صاغَ العيونَ " لِعانيهـا "
رائع هذا أستاذنا العاني


بديعة بليغة جميلة بمعانيها أخذتنا معها إلى قارئة الكف لنعيش جو العرافة
تحيتي وتقديري

الأستاذ الشاعر عادل العاني

" وسبحان من صاغ الجمال بحسنها .. وسبحان من صاغ العيون " لعانيها "
وسبحان من صاغ الشعر و طوعه للعاني .
قصيدة جميلة أعجبني فيها تسلسل الأفكار وكأن القارئ أمام الحدث والحوار اولا بأول ..

" وما الخوف من عيني ولكن سهامها .. بلوعة قلبي قد تطيش مراميها " جميل هذا البيت .
وليسمح لي شاعرنا بسؤال للتبيان ليس إلا :
" فقلت لها ما جئت كي تقرئي الهوى .. بعينيّ .. لكن ما بكفّي و آتيها " لم يستبنْ لإدراكي كلمة " وآتيها" على ماذا تعود ؟

وفي البيت :
" وما قال ربي يعلم القول غيره .. " وددت لو كانت إشارة التنصيص ( :) وما قال ربي : يعلم القول غيره " فالمقصود كما فهمت ان ما قال الله تعالى وكتبه من الغيبيات لا يعلمه غيره .

قصيدة جميلة حملتنا إلى دروب البلاغة والشاعرية .
تحياتي .

الأخ العزيز الأديب والشاعر الكبير عبدالسلام

أشكرك أخي على مرورك الكريم واستحسانك للقصيدة واقتباس ما راق لكم.

أما ما تفضلت به من استفسارات :

" فقلت لها ما جئت كي تقرئي الهوى .. بعينيّ .. لكن ما بكفّي و آتيها "

آتيها : آتي هي اسم الفاعل من يأتي , والضمير المتصل ( ها ) يعود على الكف , والمقصود به ما سيأتي به القدر.

أما البيت الثاني :

" وما قال ربي يعلم الغيب غيره .. " ورأيكم في التنصيص ( قال : ) , وجهة نظري أن التنصيص بعد القول ( : ) يجب أن يتضمن نصا مقولا وليس استناجا ,

وأنا لم أجد قولا إلهيا بهذا النص بل بالمعنى فقط , ولهذا جاء في بداية القول ( وما قال ) نافية للقول , فالله لم يقل أن هناك من يعلم الغيب غيره,

كما أني لست بموقع يسمح لي أن أفترض كيف سيكون قول الله تعالى, وهي وجهة نظر ليس إلا ... ويبقى رأيكم على ( الرأس والعين )


بارك الله فيك أخي

تحياتي وتقديري