أجدادهم طمسوا تأريخنا فيها وهم فتحوا دفاتر الماضي وعبثوا بتأريخ الجميع.
تبقى دفتر واحد الآن كأنه رجل أشعث أغبر قد حلق شعره وقلم أظافره واغتسل ومن فرط تقليمه للأشياء كان قد نسي بأنه قلم ذاكرته أيضا!!
وكأن هذه الحرب أصابتنا بالنسيان معا نسيان حرب أجدادنا التي أسقطت الإمامة ونسيان أحفاد الإمامة أنها قد سقطت قبل أكثر من خمسين عام فعادوا بها من جديد لنبدأ معهم حربا أخرى لإسقاطها مجددا وإسقاط جنينها المشوه من أول صفحة بيضاء في دفتر ماض فقد ذاكرته.
مر عام وأيامه الماضية قلمت أظافره ونسيت أن تحلق شعره وأصبح أشعث وملامحه تعود كذاكرة مفقودة كأنه أنجب طفلا من إمرأة عابرة ربما كان أجدادنا يعتقدون بأنها عاقر ولن تنجب هذه المأساة التي تصارعها أجيالهم الآن!!
ولو علمت قبورهم ما يحدث لتنهدت من الأسى وبح في أفئدة المقابر أمل جديد سيأتي منتصرا بهذه الحرب للأبد!!
لأننا تعلمنا من كل الدفاتر الماضية بأن التأريخ إذا ترك وحيدا تستعمره الأيادي العابثة التي تحتكر أمجاده وتوزع كوارثه على الجهلاء وتفتح سجن ماضيه للمأساة لكي تهرب منه إلى الحاضر.
ولا بد لنا الآن أن نصبح أكثر وعيا وأن نغلق كل الأبواب خلفنا عندما تنتهي الحرب ومن باب واحد فقط بإمكانها أن تصل إلى الأجيال القادمة سنتركه مفتوحا..
.. إنه الباب الذي منه سنرافق التأريخ إلى مناهج التعليم ومراجع التأريخ ولن نتركه وحيدا هذه المرة كأجدادنا !!.