إنكار الجميل وعلاجه
د. ضياء الدين الجماس
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني رأيت الجنة فتناولت عنقوداً لو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، ورأيت النار فلم أر منظراً كاليوم قط أفظع، ورأيت أكثر أهلها النساء، قالوا: بم يا رسول الله، قال: بكفرهن، قيل يكفرن بالله، قال: يكفرن العشير ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئاً قالت ما رأيت منك خيراً قط. (البخاري ومسلم)
يذكر كثير من الناس هذا الحديث كشاهد على صفة نكران الجميل وكأنها خاصة بالنساء فقط ، ولكنها في الحقيقة علة يمكن أن تصيب كل إنسان لأحد سببين : إما رداءة معدنه أو افتقاره للإيمان. فالناس معادن كمعادن الذهب والفضة كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام فمن الناس من كان بمعدن جيد في الجاهلية ثم جاءه الإسلام فصقله وجلاه فتلآلآ نوراً .
ومن الناس من يشفيه الإيمان بالله ورسوله فيصلح معدنه وأخلاقه .
ولذلك فإن هذه العلة يمكن أن تصيب كل البشر نساء ورجالاً ولكن يبدو أن استعداد النساء للإصابة بهذا الداء أكثر من الرجال لطبيعتهن العاطفية ، مثله مثل بعض الأمراض (كسرطانات الثدي) التي تصيب النساء أكثر من الرجال وهناك أمراض تصيب الرجال أكثر من النساء كأمراض الشرايين التصلبية ..
وعلاج نكران الجميل في الرجال والنساء هو الإيمان والتقوى ومحبة الله ورسوله والتخلق بأخلاقهما,فالإيمان يبث الحياة في النفس ويوقظ فيها المشاعر الحساسة ويفتح بصيرتها ولذلك تشعر بفضل الله عليها وتراه ببصيرتها فلا تنساه وترد الإحسان بالإحسان.
من الأحاديث المؤيدة قوله عليه الصلاة والسلام فيما ورد: " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"
هذه البعثة الأخلاقية للبشر جميعاً ، فالأخلاق مرتبطة بالإيمان، وإنَّ فسادها دليل على فقد الإيمان، كما في تصريح الحديث الشريف : " والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل من يا رسول الله ؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه.
كما ورد قوله عليه الصلاة والسلام من حديث عائشة رضي الله عنها : (إن حسن العهد من الإيمان).
والله تعالى قد خاطب المؤمنين والمؤمنات سوياً في كتابه الكريم " :
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ 71التوبة
وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 72 التوبة
وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا 112طه
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا 35الأحزاب
يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 12 الحديد
الخلاصة :.
أحكام الآيات والأحاديث تشمل الجنسين من الرجال والنساء فعليكم أخوتنا نساء ورجالا الاستزادة من الإيمان والذكر وعمل الخيرات