بسم الله الرحمن الرحيم
فتغنَّ بالقرآن
د. ضياء الدين الجماس
وتَرُ المعازفِ نغْمَةٌ بأغانِ= هامتْ بها الآذانُ في الوديانِ
مِثْلَ الخمورِ بنشوةٍ تغزو الجوى = وتداعبُ الأحلامَ في الوجدانِ
فيغيب عقلٌ في غياهبِ سَكْرة = ينسى الوجودَ وغايةَ الإنسانِ
ألـِمِثْل هذا قد بعثتَ إلى الدُّنا ؟ = وأْدُ العقولِ غَنيمةُ الشيطان
فالعقلُ عينٌ في القلوب ترى بها= والعينُ جوهرةٌ منَ المرجانِ
يحميكَ من زلل الخطايا نورُها = وترى الجمالَ بمننهى الإحسانِ
وترى الوجودَ كصفحةٍ مكتوبةٍ = وحروفها مزدانةُ الألوانِ
فاقرأ كتابتَها لتعلمَ سرَّها = آياتُـها نورٌ من القرآنِ
فإذا تلوتَ سُطورَها متأملاً = ستطوفُ في فلَكٍ مِنَ الأكوان
وتطوفُ بالتاريخِ في قَصَصِ الهدى = ماذا جرى في سالفِ الأزمان
فيها المواعظ للبصائرِ حكمةٌ = نورٌ على نورٍ بكل زمان
فترى الطريق بضوئها متألقاً = يزدانُ أنواراً منَ الإيمانِ
ستطيرُ في أفق الفضاء مُحَلِّقاً = بجناحِهِا وبرحمةِ الرَّحمنِ
بسعادةٍ ترقى تدندن لحنها = تنجو بها من كُربَةِ الأحزان
فتغنَّ بالقرآنِ تلقَ حروفَهُ = مرصوفةً في غايةِ الإتقانِ
وتأمل الآيات وابصر نورها = بالعقلِ ذي الأبصار والميزان
جناتُ عَدْنٍ في ربى صفَحاتها = مفتوحة الأبوابِ للحَنَّان
فإذا دخلتَ جنانها سَتَرى المنى= فيها الجمالُ برفْقَةِ العدنانِ