كفاني
طَال لَيْلي وَ زَادَ حُزْني فَهَلْ............بَعْدَ المُعانَاة للفُؤَاد نَعيمُ
قدْ كَفاني منَ الحَياة جَفاءٌ..............إنَّني مِنْ جَفائِها مَكلومُ
فإذا المَرءُ خَانَه الحَظُّ لمْ يلْقَ..........هَناءً وَ مَال عنْهُ النَّديم
و إذا المَرْءُ لَمْ يَجدْ رَاحةً في.........عيْشِه حَالَفتْه فيه الكُلومُ
وإذا النَّفسُ سادَها الخَوْفُ عاشَتْ..في عَذاب الظنون وَهْوَ أليم
إنَّ مَنْ كانَ للِّئَام صَديقًا..............جَاءَهُ منْهمُ الكلامُ الذميمُ
خَابَ مَن ظَنَّ في اللئيم حَنانًا...........إنَّ قَلْبَ اللَّئيم لَيْلٌ قتيمُ
كُلُّ شَخْصٍ يَعودُ إلا الذي قدْ.......صار في باطن التُّراب يُقيمُ
كلُّ شَيْءٍ يَزُولُ بَعْد مُقامٍ...........غَيْر هَذا الزَّمَانِ فَهْوَ مُقيمُ
مَنْ أرَادَ الشَّبابَ بَعْدَ مَشيبِ....الرَّأْسِ رَامَ النُّجُومَ حَيْثُ تَحُومُ
شِمْتُ في عَصْرنا أنَاسًا لَديْهِمْ........أَدَبٌ أَحْمَقٌ وَ فكْرٌ سَقيمُ
هَذه الأرْضُ للْغَنِيِّ نَعيمٌ..............وَ لذاك الفَقير فَهْيَ جَحيمُ
لَمْ أَجدْ في الخُمُور فَائِدَةً وَ.......المَرْءُ في حُضْنِها تَرَاهُ يَهيمُ
إنَّ هذا الزَّمانَ صَار مُخيفًا......وَ خَطيرًا وَ غابَ عنه الحَكيمُ