سَكَتَتْ وعَيْنَاها تُصَارِحُ
عَيْنَ قَلْبِي بالْغَرَامْ
قالتْ ولَمْ تَنْطِـقْ بِشَـئٍ
كُلَّ ألْفَاظِ الهيامْ
وتَأَمَّرَتْ لُغَةُ الْعُيـونِ
فَعَطَّلَتْ لُغَةَ الْكلامْ
وعَلَى مَشَارِفِ ثَغْرِهَا
سِيِقَ الدَّلالُ معَ ابْتِسامْ
وتَهَيَّأَتْ فاسْتَحْضَرَتْ
فى وَجْهِهَا بَدْرَ التَّمَامْ
فاسْتَعْذَبَتْ رُوحِي جَمَالاً
دُونَهُ عِشْقِي حَرَامْ
وتَسَابَقَتْ كُلُّ الْجَوَارِحِ
عِنْدَهَا تُنْهِي الصِّيَامْ
وعَلَى مَوَائِدِ ثَغْرِهَا
شَهْدُ الرِّضَابِ هُوَ الْمُدَامْ
شَرِبَ الْفُؤادُ فَمَا ارْتَوَى
حَتَّى تَأَذَّنَ بالْقِيَامْ
والرُّوحُ تَشْكُو شَوْقَهَا
والْقلبُ صَبٌّ مُسْتَهَامْ
وحبيبَتِي تُدْنِي كُؤوسَ
الْوَجْنَتَيْنِ إلَى الأَمَامْ
حَمْراءُ قانِيَةٌ يَفُـوحُ
الدِّفء مِنْها بانْتِظامْ
وتقولُ هَاكَ اشْرَبْ حبيبي
مِلْءَ مَا يَكْفِي الْفِطَامْ
لَكِنَّهُ لِـلْآنَ فَأْذَنْ ،
رَقَّ جِلْبَـابُ الظَّلامْ
وإلَيْكَ أَسْتَبْـقِي حبيبي
كُلّ أنْهـارِ الغَرامْ
فَلَئِنْ رجَعْتَ فَإنَّ عِنْدِي
ما يَزِيدُ لِأَلْفِ عَامْ
وَلَكَمْ أُمَنِّي النَّفْسَ ألاَّ
يَنْزِعَ الْفَجْرُ الصِّمَامْ
لِتَكُونَ أَنْتَ وَأَنْتَ رُوحِي
فَارِسِي وَلَكَ الزِّمَامْ
ومَتَى تَشاءُ فإنَّ أرْضِي
والسَّمَاء لَكَ الْمُقَامْ
وإلَيْكَ مِنِّي إنْ تشأْ
رُوحِي وقَلْبِي والسَّلامْ