أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: شروط الخروج على الحاكم عند الشيخ ابن عثيمن

  1. #1
    الصورة الرمزية ياسرحباب قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2013
    الدولة : دمشق
    المشاركات : 578
    المواضيع : 90
    الردود : 578
    المعدل اليومي : 0.14

    Lightbulb شروط الخروج على الحاكم عند الشيخ ابن عثيمن

    عن جُنادة بن أبي أمية ، قال : دخلنا على عُبادة بن الصامت وهو مريض ، فقلنا : أصلحك الله ، حَدِّثْ بحديث ينفعك الله به سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : دعانا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبايَعَنا ، فكان فيما أَخَذَ علينا : " أن بَايَعنَا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأَثَرَةٍ علينا ، وأن لا ننازع الأمر أهله ، إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان » [متفق عليه : أخرجه البخاري في ( الفتن باب قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « سترون بعدي أمورا تنكرونها » : 7055 و7056 ) وبنحوه مسلم في ( الإمارة : 4771 ) ].
    وقوله: (أثرة علينا) هذا هو المهم، فأثرةٍ علينا، يعني: أن نسمع ونطيع مع الأثرة علينا، يعني: الاستئثار علينا، مثال ذلك: أننا أمرنا بشيء واستأثر علينا ولاة الأمر، بأن كانوا لا يفعلون ما يأمروننا به، ولا يتركون ما ينهونا عنه، أو استأثروا علينا بالأموال، وفعلوا فيها ما شاءوا، ولم نتمكن من أن نفعل مثل ما فعلوا، فهذا من الأثرة، وأشياء كثيرة من الأثرة والاستئثار غير ذلك، فنحن علينا أن نسمع ونطيع حتى في هذه الحال. وقوله: «وأن لا ننازع الأمر أهله» أي: لا نحاول أن نجعل لنا سلطة ننازعهم فيها، ونجعل لنا من سلطتهم نصيبًا؛ لأن السلطة لهم، فلا ننازعهم. وقوله: «إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان» ففي هذه الحال ننازعهم، لكن هذا يكون بشروط:
    الشرط الأول: في قوله: «أن تروا» أي: أنتم بأنفسكم، لا بمجرد السماع؛ لأننا ربما نسمع عن ولاة الأمور أشياء فإذا تحققنا لم نجدها صحيحة، فلابد أن نرى نحن بأنفسنا مباشرة، سواء كانت هذه الرؤية رؤية علم أو رؤية بصر، المهم: أن نعلم.
    الشرط الثاني: في قوله: «كفرًا» أي: لا فسوقًا فإننا لو رأينا فيهم أكبر الفسوق فليس لنا أن ننازعهم الأمر إلا أن نرى كفرًا.
    الشرط الثالث: في قوله: «بواحًا» أي: صريحًا ليس فيه تأويل، فإن كان فيه تأويل ونحن نراه كفرًا، ولكن هم لا يرونه كفرًا، سواء كانوا لا يرونه باجتهاد منهم أو بتقليد من يرونه مجتهدًا، فإنا لا ننازعهم ولو كان كفرًا، ولهذا كان الإمام أحمد يقول: إن من قال: القرآن مخلوق فهو كافر، والمأمون كان يقول: القرآن مخلوق، ويدعو الناس إليه ويحبس عليه، ومع ذلك كان يدعوه بأمير المؤمنين؛ لأنه يرى بأن القول بِخَلْقِ القرآن بالنسبة له ليس بواحًا، وليس صريحًا، فلابد أن يكون هذا الكفر صريحًا لا يحتمل التأويل، فإن كان يحتمل التأويل فإنه لا يحل لنا أن ننازع الأمر أهله.
    الشرط الرابع: في قوله: «عندنا فيه من الله برهانٌ» أي دليل قاطع، بأنه كُفْرٌ، لا مجرد أن نرى أنه كُفْرٌ، ولا مجرد أن يكون الدليل محتملاً لكونه كفرًا أو غير كُفْرٍ، بل لابد أن يكون الدليل صريحًا قاطعًا بأنه كُفْرٌ.
    فانظر إلى هذه الشروط الأربعة، فإذا تمت الشروط الأربعة فحينئذ ننازعه، لأنه ليس له عذر، ولكن هذه المنازعة لها شروط.
    الشرط الخامس: أن يكون لدينا قدرة وهذه مهمة جدا، يعني: لا أن ننازعه فنخرج إليه بالسكاكين ومحاجين الحمير، وهو عنده الدبابات، والقذائف، وما أشبه ذلك، فلو أننا فعلنا هذا لَكُنَّا سفهاء، وهذا حرام علينا، لأنه يَضُرُّ بنا، ويَضُرُّ بِغَيْرِنَا أيضا، ولأنه يؤدي في النهاية إلى محو ما نريد أن يكون السلطان عليه، لأن السلطان كما هو معلوم ذو سلطة يريد أن تكون كلمته هي العليا، فإذا رآنا ننازعه أَخَذَتْهُ العزة بالإثم، واستمر فيما هو عليه وزاد عليه، فيكون نزاعنا له زاد الطين بِلَّةً، فلا يجوز أن ننازعه إلا ومعنا قدرة وقوة على إزاحته وإلا فلا. وبناءً على ذلك نعرف خطأ من يتصرفون تصرفا لا تنطبق عليه هذه الشروط، لأننا نشاهد الواقع الآن، فهل الذين يقومون باسم الإسلام على دولة متمكنة عندها من القوات ما عندها، ولها من الأنصار، أنصار الباطل، كثيرون، ثم نقوم نحن وليس عندنا ولا ربع ما عندهم ما الذي يحصل من النتيجة؟
    الجواب: أنه تحصل نتيجة عكسية سيئة، ونحن لا ننكر أن يكون هذا نواة لمستقبل بعيد لكننا لا ندري، والإنسان ينظر إلى ما كان بين يديه. أما المستقبل فقد يقول قائل: أنا أخطط الآن لهذه الثورة وأَقْدُمُ عليها، فإن لم أنجح فيها تكونُ خطةً للمستقبل، لعل أحدًا من الناس يفعل. فنقول: إن هذا احتمال، ثم لو قُدِّرَ أنه فعل كما فعلتَ فالنتيجة واحدة، فإذن لابد أن نصبر حتى تكون لنا القدرة على المنازعة والإزاحة، والمسألة خطيرة جدا، والإنسان ليتخذ عبرة من الواقع السابق، والواقع الحاضر القريب ويتعظ، والأمثلة ربما تكون في نفوسكم الآن وإن لم نُمَثِّلْ بها، فهي واضحة.
    فلو مشينا على ما بايع به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن نرى كفرا بواحا عندنا فيه من الله برهان، ثم أضفنا إلى هذه الشروط الأربعة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، في هذا الحديث شرطا ذكره الله في القرآن، وذكره النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث أيضا وهو القدرة، فهذه لابد منها في كل واجب فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
    وبالإمكان أن الإنسان إذا رأى ما تم فيه الشروط في سلطانه أن يُنَازِعَ لكن لا مقابلة وجها لوجه، ولكن من طرق يسمونها الناس "دبلوماسية" يستطيع أن يصل إلى العمق في جهات ما، ويتوصل إلى غايته.
    أما المجابهة كما يفعله بعض الناس فهذه ليست من الدين في شيء أبدا، وإن كان الإنسان عنده حُسْنُ النية، وعنده عمل صالح وعبادة وعلم لكن ليس عنده حكمة، والحكمة قال الله فيها: {يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب} [البقرة:269].
    ثم هناك طريق آخر غير المنازعة لا ندري لعل الله يحدث به خيرا، وهي المناصحة، والمانصحة بالطرق الحكيمة القوية، بأن يجتمع –مثلا- من لهم كلمة عند السلطان وزلفى –أي قربة منه- يجتمعون ويَدْرُسُونَ الوضع دراسة متأنية راسخة عميقة، لأن الدراسة السريعة أو السطحية لا يحصل فيها شيء، فلابد من دراسة متأنية عميقة، والدراسة لا تكون دراسةَ معايبٍ فقط، لأن السلطان إذا ذُكِرَتْ معايبه ولم تُذْكَرْ محاسنه يقول: هذا كافر بالنعمة، ولكن اذكر المحاسنَ والمساوئ.
    وإذا ذكرتَ المساوئ لا يكفي أيضا أن تضعها بين يدي السلطان هكذا مفتوحة مغلقة، مفتوحة في الإطلاع عليها، مغلقة في الخروج منها، ولكن اذكُرها مفتوحة لِيَطَّلِعَ عليها، ثم اذكرها مفتوحة ليخرج منها، بأن تقول: هذا حرام وهذا لا يجوز شرعا، هذا إذا نُفِّذَ فإن الله سبحانه وتعالى يُفْسِدُ الأمْرَ به، ولكن عندك الطريقة الأخرى فافعل هكذا فهو خير، ثم تذكر منافع هذا الشيء.
    وهذه الطريقة علمنا الله إياها وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. ففي القرآن قال الله تعالى: { يأيها الذين ءامنوا لا تقولوا راعنا وقولوا أنظرنا } [البقرة:104]. فلما نهاهم عن المحذور، بَيَّنَ لهم المباح، فلا تقولوا:{ راعنا } لكن قولوا: {انظرنا}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي جاء له بتمر جيد فقال: إني آخذ الصاع من هذا بالصاعين، والصاعين بالثلاثة، قال له: "بع الردئ بالدراهم، واشتري بالدراهم جِيَدًا" [أخرجه البخاري (2201)، ومسلم (1593)] لم يقل : هذا ربا وسَكَتَ بل أَطْلَعَهُ على المعايب وبَيَّنَ له ما يَخْرُجُ به منها. فهذا قد يجعل الله فيه خيرا مع حسن النية والحكمة في إيصال النصيحة إلى ولي الأمر.
    لكن -ماشاء الله- بعض الشباب يُحِبُّوَن الشيءَ السريع فيخرج على السلطان، فيحصل عليه من الضرر ما تسمعون به في الإذاعات، وأسأل الله عز وجل لهم الهداية، والرسول صلى الله عليه وسلم رَسَمَ لنا خَطًّا مستقيما جَيِّدًا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
    انتهى كلام الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله تعالى في شرح صحيح البخاري.
    ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور

  2. #2
    الصورة الرمزية إيمان ربيعة قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2014
    المشاركات : 527
    المواضيع : 38
    الردود : 527
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    بوركت و جزيت خيرا على النقل..
    فقط أفتح قوسين( قلت في تعليقك عن فتوى لابن عثيمين في حكم ضرب النساء للدف في غير الأعراس من فتاوى المرأة المسلمة) :

    " السؤال الذي يطرح نفسه :
    كم نسبة المسلمين الذين يتقيدون بهذا الكلام ؟
    الجواب هي نسبة قليلة جدا جدا جدا،،
    السبب ان الناس اصبحت ترى هذه الفتاوى وكأنها من كوكب أخر لذا لاأحد يأخذ بها لا من قريب و لا من بعيد ،
    حتى اغلب الافراح في السعودية لا تقيم وزنا لهذه الفتاوى القادمة من المريخ !! "

    تُرى هل فتوى الشيخ العثيمين رحمه الله في "حكم ضرب الدف في غير الأعراس" جاءت من المرّيخ مثلما زعمت! في حين نقلت هذه الفتوى عن الشّيخ رحمه الله و أنت تقول بعدم أخذ الناس بفتوى العالم الربّاني أسكنه الله جنّته.
    ؟!
    أرى تناقضا في ردودك فأنت تبرز خلافا واضحا بحيث تأخذ بفتوى العالم في أمور و تتركها في أخرى..
    لا حول و لا قوة إلا بالله
    اللهم اشغل قلبي بحبّك..و لساني بذكرك
    و عقلي بالتفكر في خلقك..و بدني في طاعتك

  3. #3
    الصورة الرمزية ياسرحباب قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2013
    الدولة : دمشق
    المشاركات : 578
    المواضيع : 90
    الردود : 578
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان ربيعة مشاهدة المشاركة
    بوركت و جزيت خيرا على النقل..
    فقط أفتح قوسين( قلت في تعليقك عن فتوى لابن عثيمين في حكم ضرب النساء للدف في غير الأعراس من فتاوى المرأة المسلمة) :

    " السؤال الذي يطرح نفسه :
    كم نسبة المسلمين الذين يتقيدون بهذا الكلام ؟
    الجواب هي نسبة قليلة جدا جدا جدا،،
    السبب ان الناس اصبحت ترى هذه الفتاوى وكأنها من كوكب أخر لذا لاأحد يأخذ بها لا من قريب و لا من بعيد ،
    حتى اغلب الافراح في السعودية لا تقيم وزنا لهذه الفتاوى القادمة من المريخ !! "

    تُرى هل فتوى الشيخ العثيمين رحمه الله في "حكم ضرب الدف في غير الأعراس" جاءت من المرّيخ مثلما زعمت! في حين نقلت هذه الفتوى عن الشّيخ رحمه الله و أنت تقول بعدم أخذ الناس بفتوى العالم الربّاني أسكنه الله جنّته.
    ؟!
    أرى تناقضا في ردودك فأنت تبرز خلافا واضحا بحيث تأخذ بفتوى العالم في أمور و تتركها في أخرى..
    لا حول و لا قوة إلا بالله
    أختي الفاضلة
    اذا كان لعالم فتوى تختلفين معها لأن هناك علماء اخرون ايضا يختلفون معها ،
    فهذا لا يعني انك ترفضين كل مايقوله الرجل أو انك تقصدي الاساءة اليه ،
    ثانيا انا نقلت موضوع عن الخروج على الحاكم لا لأنها تعكس افكاري " وإن كان بها جزء كبير من الدقة بالتأكيد "
    بل لأن بعض الزملاء يقولون ان الخروج على الحاكم ليس مطروح بهذه الطريقة فنقلت الموضوع للتأكيد ،،
    بارك الله بكم الاخت الفاضلة

  4. #4

المواضيع المتشابهه

  1. هل يجوز الخروج على الحاكم ..
    بواسطة بهجت عبدالغني في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 40
    آخر مشاركة: 19-08-2013, 04:04 PM
  2. شرح ابن عقيل ألفية ابن مالك بتحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبد
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى النَّحوُ والصَّرْفُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-07-2011, 01:14 AM
  3. شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك كتاب الكتروني
    بواسطة آمال المصري في المنتدى المَكْتَبَةُ الأَدَبِيَّةُ واللغَوِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 13-11-2008, 05:06 PM
  4. طاعة الحاكم ، ام الخروج عنه؟
    بواسطة علي قسورة الإبراهيمي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 08-03-2005, 09:55 AM