دَعِيْها عُيونيْ لنْ تكونَ بغارِبِ
ف"تونسُ" في قَلْبيْ شُموسُ المغارِبِ
ألا قدْ بَكَى قَلْبي مغيبَ حَبيبهِ
فإنْ شارقٌ غَيْراً تَنوحُ ترائِبي
ألا يا سَما زيْتوْنِها موْعِدُ اللِقا
بأرْضٍ بفِيها أوْ بعيدِ الكواكبِ ؟!
هَمَمْتُ بهَجْرِ النَّفْسِ شوْقاً لأرْضِها
و لكنْ تَضِيقُ الذكرياتُ حَقائبي
و ما كُلُّ داني الدارِ فيها بحَاضِرٍ
و ما كُلُّ نائي الدارِ عنْها بغائبِ
و تُجْدي لكَ الأيّامُ شَهْدَ صَنِيعِها
و تَحْجبُ شَمْساً عنْكَ يومَ مُغالِبِ
نَشيدٌ نَشودٌ بالذي قاسَمَ الأبيْ
رسولَ بلاغٍ لوْ مَضَى في سَحائِبِ
نَدَىً مِنْ تُرابِ الأرْضِ "تونسُ" أهْلُها
هِلالُ سَماءِ الحُرِّ فِطْرُ مُراقِبِ
سَقَى في زُروعٍ مَكْرُماتٍ جُدودهُمْ
فأوْلادهمْ طابوا كريمَ الأطايبِ
تَضيعُ القَوافي أنْتَ إنْ شئْتَ حَصْرَها
بتوْقيتِ ثانٍ في مَديدِ المناقِبِ