أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: نداء شرارة .. مُحجبة تغنى !

  1. #1
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي نداء شرارة .. مُحجبة تغنى !

    كتبت مقالاً بعد التصويت على الإستفتاء تحت عنوان " محجبة ترقص " حيث رقصت إحدى المحجبات المصريات فى الشارع وحولها أخريات – منهن محجبات – يصفقن ويغنين ويشجعنها .

    والآن نحن بصدد محجبة أخرى تغنى وتفوز بالمركز الأول فى برنامج مسابقات غنائى شهير وهى الأردنية نداء شرارة .

    نحن بصدد حالة لا يمكن إجتزاءها من مشهد الأحداث ؛ فالمرأة إرتبطت بقوة بتفاصيل الصراع السياسى منذ 2011م إلى اليوم ، وإذا إختصرنا التفاصيل فى لقطات سريعة ؛ فسنرى حجاب أول مذيعة تظهرعلى التلفزيون بما عده الإسلاميون إنجازاً على خلفية منع نظام مبارك له وملاحقته فى وسائل الإعلام ، فى محاولة من النظام الأسبق لإحراز نصر وهمى للتيار العلمانى على الإسلاميين بإظهار أن السائد فى المجتمع هو " السفور " لتحجيم الخصم الإسلامى سياسياً .

    ثم زوجة الدكتور محمد مرسى المُحجبة ، وكانت رمزية دخولها القصر الجمهورى خلفاً لسوزان مبارك مؤثرة بسبب موقف الأخيرة المتشدد من الحجاب ، كأنه إنتقام " سياسى " من سنوات التهميش والإقصاء – وأحياناً الإزدراء - ، وعمد الإسلاميون لطرح القضية بهذا الشكل الثأرى .. وهو فى حقيقته توظيف سياسى مضاد لقضية الحجاب .

    ثم سلوك القيادات الإسلامية مع المذيعات غير المحجبات ورفض الظهور معهن فى الإستديو إلا من وراء حجاب ، وسلوكهم مع المرشحات على قوائمهم الإنتخابية ووضع " وردة " بديلاً عن صورة المرشحة ! مروراً بإستهداف النقاب والحجاب فى الشارع كرمز سياسى معبر عن تيار بعينه بعد حشد الإسلاميين للمرأة وتوظيفها بصورة لافتة فى الفعاليات ، ومروراً بهذه الرقصات من مُحجبات فى الشارع بعد التصويت على أنغام " تسلم الأيادى " ومروراً بتوظيف داعش والتنظيمات المسلحة للمرأة لجعل تنظيماتهم مثار جذب للأعضاء الجدد من مختلف بلاد العالم من راغبى النفوذ والتسلط الرجولى وحوزة القدر الأكبر من " السبايا " و " الجوارى " و " الإماء " .. وإنتهاءاً بمشهد نداء شرارة المحجبة التى تواجه جمهور العالم بحجابها وصوتها الذى ينشد القصائد والأغنيات الرومانسية القديمة !

    لمقاربة هذه الحالة المتداخلة المُدهشة نستطيع وضع مجموعة من الملاحظات التى تصلح منطلقاً لنقاش مستفيض .

    الصراع سياسى فى المقام الأول ؛ فهناك تياران يتنازعان تمثيل الدولة والتعبير عن هويتها والسيطرة على مقاليد سلطتها ، ولا شك أن المرأة كانت - وستظل - من أهم العناصر التى وظفها الجميع لإحراز التفوق ، ويبدو أن هناك مبالغات وتجاوزات خطيرة حدثت من الطرفين أضرت بالمرأة ذاتها وبصورتها ومكانتها فى المجتمع ، ونظرة الآخرين إليها فى الشارع وطريقة التعامل معها ، فى حين لا يعبر الزى والمظهر فى أغلب الأحوال عن الإنتماء السياسى ؛ فقد تكون امرأة محجبة وغير منتمية ولا متعاطفة مع التيار الإسلامى والعكس صحيح .. وقد تكون محجبة وقناعاتها الفكرية والسياسية مختلفة تماماً ومتقاطعة مع قناعات الفصائل الإسلامية المتنوعة .

    التوظيف السياسى أضر بالمرأة العربية على وجه العموم ؛ فغالبية نساء العرب غير الملتزمات بالحجاب الذى يدعو إليه الإسلاميون لم يستحققن هذه النظرة المتدنية كأن كل غير محجبة فهى غير شريفة – كما يتوهم كثيرون من الإسلاميين - أو سيئة السلوك ومعاملتها بندية كخصمة وعدوة وإستهدافها بالوعظ والإستعلاء والنظرة الفوقية وربما الإساءة .

    فى المقابل النظر إلى المحجبة على أنها عضوة فى تنظيم أو جماعة أو أنها متشددة الفكر من قبل التيارات الأخرى ، وكل ذلك أتى على خلفية تحويل القضية إلى صراع سياسى ؛ حيث صارَ تكثير غير المحجبات فى الإعلام ومنع المحجبات إنتصاراً لتيار بعينه ، وصارَ حشد المحجبات فى أية فعالية إثباتاً لقوة التيار الإسلامى ، دون الإهتمام بجوهر القضايا وخلفياتها ؛ فكثير من غير المحجبات لسن على دراية كاملة بتجاذبات المشهد وصراع الفكر والأيديولوجيا ويرتدين ما يرتدينه كتقليد أو فعل السائد فى محيطهن ، وكثير منهن يؤدين فروض الإسلام ويلتزمن بمبادئه وفق قناعات خاصة ليست بالضرورة توافق قناعات بعض المتشددين ، فضلاً عن أن بعض المحجبات يفتقدن للتربية الإسلامية المتكاملة وقد يصدر عنهن تصرفات تناقض مظهرهن .

    هناك خلط معيب للصق الحجاب بالتخلف تأثراً بتجربة الغرب فى العصور الوسطى عندما أدى فرض نمط معين من السلوك والمظهر بالإجبار إلى التخلف ، بينما إرتبطت هذه الحالة لدى المسلمين والعرب فى العصر الوسيط بالتقدم والإزدهار .. فلا إرتباط اذاً بين التدين ومظاهره والتخلف والرجعية .

    على الجانب الآخر هناك فهم خاطئ لدى السواد الأعظم فى الحركة الإسلامية لإشكالية الشريعة والحرية ؛ فالحجاب كجزئية ليس قانوناً يستطيع الحاكم أو جهة ما فرضه على الشعب - لأن المجتمع لا مُكرِه له – لكنه وغيره نظام تختاره الأمة وتطبقه وتكسبه الشرعية ، وليس من الشريعة فى شئ أن تتدخل حكومات فى خصوصيات الناس بإسم الدين فى أمور تركها الإسلام لضمير الفرد مثل العقائد والعبادات والسلوكيات التى لا تضر بالآخرين ، وهذا ما يجعل الشريعة الإسلامية مختلفة عن الكهنوت الغربى الذى كان حِكراً على فئة تكتسب منه حقاً إلهياً للحكم على الآخرين .

    نحن بصدد تفسير المشهد ومحاولة تقصى خلفياته لا تبريره ، وقد وظفه إعلاميون للمكايدة السياسية أيضاً بإعتبارها فرحة لا شعورية كفرحة المرأة المحجبة يوم زفاف إبنتها ، لكننى أراها ردة فعل طبيعية من المرأة العربية عموماً ، ترفض بها هذا التوظيف السياسى وتعترض على المتاجرة بها وبحجابها أو مظهرها فى سوق الصراعات السياسية .

    إندهش الكثيرون عند رؤيتهم لإمرأة محجبة خمسينية ترقص ولمشهد نداء شرارة المحجبة وهى تغنى ، لكن من العجيب إنعدام الدهشة من واقع ومواقف تيارات " راقصت " المرأة وعرضتها – على إختلاف الأنماط – وتغنت بها فى ساحة التوظيف السياسى تحقيقاً لمآرب ومصالح حزبية .

    بصرف النظر عن مشروعية ذلك من عدمه – أو عن موقفنا منه - ، لكن تحليل هذا المشهد ؛ هو أن المرأة العربية ضاقت ذرعاً بهذا التوظيف المتبادل الذى لا يعبر فى معظم الأحوال عنها وعن قناعاتها ، وهى تعبر عن ذلك بحالة مُدهشة بالفعل وتبدو متناقضة ؛ فهى ترقص وتغنى وهى محجبة .

    هذا تعبير عن ثورة وعن تمرد ، رسالته الرئيسية عنوانها " كفوا عنا وعن المتاجرة بنا ، فأنتم لا تعبرون عنا " .. فضلاً عن الرغبة العارمة فى نفى مشهد السبايا والجوارى فى العراق وسوريا والتحرر حضارياً منه بمشهد مختلف تماماً ويجسد الحالة المناهضة على الجهة المقابلة ؛ بصورة إمرأة محجبة تصعد على المسرح وتقف أمام الكاميرات وتواجه العالم بالغناء .. كأنها تقول " الإسلام ليس جوارى وسبايا ، والمرأة فى الإسلام ليست للبيع والتأجير "

  2. #2
    الصورة الرمزية علاء سعد حسن أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 468
    المواضيع : 50
    الردود : 468
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    صديقي الاستاذ هشام

    بعد التحية العطرة والثناء الجميل على اسلوبكم المتميز

    احب ان اوضح ان كثير مما ورد في التحليل اتفق معك فيه خاصة قضية التوظيف السياسي والايدولوجي للمراة .. او ادلجة المراة ومظهرها الخارجي في لعبة الصراعات السياسية

    لكن هناك اشكالية ما في طرح قضية نداء شرارة باعتبارها تعيد تقديم نفسها كامراة عربية مسلمة للعالم عبر وسائل العلام صارخة بان دعونا نقدم انفسنا عن طريق الغناء

    لا لنني اتبنى رأيا فقهيا خاصا بغناء المراة جوازا او منعا.. فلست من اهل الاختصاص فيالامر

    ولكن من حيث ان المراة المحجبة لم تقدم للعالم رسالة على المستوى العلمي او الاقتصادي او السياسي او حتى الابداعي في غير شكله الفني الضيق

    الغناء في حد ذاته - وان كنت شخصيا من المعترفين بدوره فحسنه حسنا وسيئه وسيء- غير انه احد الامور الملازمة ايضا للجواري والسبايا ولذا إن كان ما ارادت ان تقوله نداء للعالم من خلال الغناء فإنها تكون قد اخطات الرسالة والعنوان معا..

    دمت متألقا صديقي
    اخوك
    علاء
    هل تكفيني كلمة أحبك وأنا أقتات على حبك!روحي تحيا بحبك،قلبي يدق به، حياتي لحبك

المواضيع المتشابهه

  1. شرارة - ق ق ج - نزار ب. الزين
    بواسطة نزار ب. الزين في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 06-06-2013, 07:53 PM
  2. مسابقة رمضانية : كيف نجعل تصاميمنا تتكلم وكيف نبعث فيها شرارة الحياة
    بواسطة جهاد إبراهيم درويش في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 01-09-2010, 11:05 AM
  3. هل تصلح شخصية محجبة
    بواسطة عبير النحاس في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 43
    آخر مشاركة: 10-04-2006, 09:08 PM
  4. جلاء تغنى اغنيات المطر للقاصة المصرية/جلاء الطيرى
    بواسطة عزت الطيرى في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 14-06-2005, 06:35 AM
  5. انشودة .. لا تُغنى !
    بواسطة الأندلسي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 04-06-2003, 12:32 AM