غيث المحبة
13/02/2006
غَيْثُ السماءِ سقَى أرضًا و أشـــجارَا
وأغْدقَ الخـــــيرَ في الصحراءِمِكْثارَا
تَألَّقَ الحبُّ فَجْرًا و الصــــــــــلاةُ بـِه
شمسٌ تُعانِق أعــــــــنابـًا و أشْجـارَا
و الكَوْنُ لاَقَى تســـابيحَ الوَرَى شُهُبَا
تَبُـــــــــــــثُّ فيـه مـِنَ الأفْـواهِ أفْكـارا
تَــــــــــــباركَ اللهُ في مـا كـان أيْقَظَـهُ
فِيـــــنا، و فِي ما سَقَى خيْرا و إِكْبَارَا
عَبْدٌ تَفَــــــــوَّقَ في كلِّ الخِصَالِ علـى
كلِّ العِبادِ فَصَــــــــــــارَ الليـلُ أنْوارَا
و صارتِ الأحـــــرفُ الظَّمْأى مُعَانِقَةً
ما تشـــــــتَهِي شَرْبَهُ ذَوْبـًا و أزْهـارا
فالميـــــــــمُ موعظةٌ و الحـاءُ حكْمتُـه
و الدلُّ دلَّـــــتْ فَشَـــــلَّ المـوجُ كُفـَّارَا
مِن أمِّه و أبيــــــــــــه ضـاءَ مبْتسِمًـا
يَزُفُّ مِنْ أجْـــــــــــملِ الأنْبـَاءِ أخْبـارَا
و ودَّعـــــــــــــــاهُ صبيًّـا دون فَتْـوَتِـه
لِحِكْمَةٍ أشــــــــــرقَتْ مِن بَعـدُ أسْـرارا
و عَنْهُما بعيــــــــــونِ الحفْـظِ عَوَّضَـه
فمَا رأى فــــــــي طريق الورد أخطارا
مرحـــــــــــى له مِن نَبِيٍّ جـاء كوثَـرَهُ
و ما يــــــــــــــــزالُ يريـدُ البِـرَّ إيثـارا
فمــــــــــــــا أرادَ كأتْـرابِ الصِّبَـا لَعِبًـا
و ما أطــــــــاعَ كأهْل الشِّرْكِ أحْـجَـارا
فَضَاؤهُ مُســــــــــتبـاحُ الكَـوْنِ مُنْعَـزِلاً
يَهْوَى ا لحـــــقائقَ مثلَ الغـيْثِ مِدْرارا
الفَقْـرُ عَلَّــــــــــمَـهُ أنْ يشْـتَهـي عَمَـلاً
و الصــــــــــدقُ بـوَّأَهُ نَجْـمـا و أقْمـارا
قدِ اسْـــــــــــتَمـالَ بِـرُوحِ الكَــدِّ امْـرأةً
زَوْجًا دَعَــــتْهُ، فَلَبَّى الأمْرَ مُخْــــــتـارا
و كانــــــتِ العَوْنَ في ليلٍ و مَظْـــلَمَـةٍ
و كانتِ الحبَّ يُسْــــــقِي الناسَ أمطارا
و ما تزالُ ضُحًـــى في ذكرِ مُعْـــــترِفٍ
بفضلِها، و فَــــــــتًى ما خَانَ، أوْ جَـارَا
فَهْو الذي فــضَّـــــــل الإنسانَ مُنْبَجِسًـا
في نهْـــــــــــجه صادِقَ الأقوالِ صَبَّـارا
و مُتقِنَ العـــــــــملِ المحمـودِ مُحْتَسِبًـا
و مُرهِفَ النفْـــــــــسِ لا يطْغُو إذا ثـَارَا
كَلامُه مِـن جــــــمـــــــيـلِ القـوْلِ أوْرَدَهُ
فَصَاحةً ، فـاقَ أقْــــــــــــــوالاً وأشْعـارا
فقدْ غَدَا الحِــــــــــــكمـةَ العُلْيَـا تُوَجّهُنَـا
نحو الهُدَى فَنَجِــــــــــيءُ النَّهْرَ أطْيـارا
قالوا: لقَدْ غُفِرَ المَاضِــــــــي و فِعْلُ غَدٍ
لمَ الدَّوَامُ، و هذا الجُهْــــــــــدُ أسْحـارا؟
فقال: قدْ غُفِرَتْ أخطـــــــــــاؤُنـا سَـلَفـًا
و حَقَّ أنْ يَسْمُوَ الإنــــــــسـانُ شَــكَّـارَا
أثْنَى عليه إلَهُ الكـونِ مُمْــــــــــــــتَدِحًـ ا
و مِثْلَمَا شـــــاءَ لونَ المدْحِ قَدْ صَــــارا
له كتـابٌ بـهِ مليــــــــــــونُ مُعــــــجِـزَةٍ
للجنِّ و الإنْسِ تُبْقِي العقلَ مُحْــــــــتـارا
محمدُ لجمـــــيـعِ الخَـــــــــلْـقِ انْبَجَسَـتْ
أنوارُهُ بظــــــــــــــلامِ الأرضِ قـدْ طَـارَا
لكــــــــــــــــلِّ أرْضٍ أتى، فـي كـلِّ آوِنَةٍ
و الحَـــــــــــــقُّ زادَ ظَلامَ الكُفْـرِ إقْبـارا
فلاَسِوَى مُسْــــــــلِمٍ في المُسْتَضَاءِ غَدًا
و لا ســــــــــوى مؤمِنٍ قـدْ زادَ إقْـرارا
بنـا يُباهِـــــــــــــي رسـولُ اللهِ مُبْتَهِجًـا
و نحن كُنَّا له في السَّعْيِ أنْصــــــــــارا
العدْلُ و العلْــــمُ في قولٍ وفي عـــــمَـلٍ
و سُنَّةُالمصطفى في قـــــــلْبِ مَن سَارَا
فَكَيفَ تَخْبُــــتُ في الإســـــــلامِ عَاطِـفَةٌ
أوَ يَقْبَلُ المسْـــــــــــلمون اليومَ إنْكَارَا؟
قد جاءه الوحيُ عندَ الأربعــــــــين غَدًا
فَاخْضَرَّ قَفْرٌ، و ضَاءَ المُلـــــــتَقى غَارَا
اقرأْ كتابَـكَ فـي الدنيـا عَـــــــــــــلانِيـةً
و أعْلِنِ الحـــــقَّ في الآفاقِ إشْـــــهـارا
كلُّ الشرائع فـي طِيَّــــــــــــــاتِ واحـدةٍ
شُمُوسُها أيْقَظَـــــــتْ بالبِـــــــشْـرِ أيـَّارا
ربيعُنـا دائـمٌ لا ينتـــــــــــــــــــهـي أبَـدا
دنيا و جناتُ عَدْنٍ تَحْــــــــــــجُبُ النَّـارا
شفاعةٌ مـن حبيـــــــــــــــب الله تُمْطِرُنـا
عَفْوًا، و يُسْقِي ضيـــــــــــاءُ اللهِ أخْيـارا
سبيلُهُ غيـرُ مُعْـــــــــــــــوَجٍّ و مُنْحـرِفٍ
و نحن عِشْنا له في الســــــــــيْر أبْـرارا
و فخْرُنـا لا تُضَاهِـــــــــــــــــي ـه مُبـارزةٌ
و قدْ أتَيْنا شـــــــــــعوبَ الأرضِ أحْـرارا
لنا الســــعادةُ فـي الدنيـــــــــــا مُنافسَـةٌ
و يومَ نُبــــــــــــــــعَـثُ نأتـِي اللهَ أطْهـارا
لنا القـــــيادةُ فـي الدنيــــــــــا، شهادتُنـا
فَصْلٌ بمَحــــــــكمَـةٍ يَجْتَــــــــــثُّ أشْـرارا
و نحن من عرَبٍ كُنَّا ومِـــــــــــــن عَجَـمٍ
نريدُ إسلامَنا فـي العِـــــــــــــــــزِّ أسْتَـارا
لا غُلْوَ فيهِ و لا تَفْــــــــــــــــريـطَ يُبْعِدُنَـا
عَنْهُ فَنُلْحِقُ بِالمِـــــــــــــــــنْ هَـاجِ أضْـرَارَا