زادنا الله وإياك فضيلة
وتقبل محبتي لهذه الرائعة
الربيع» بقلم تفالي عبدالحي » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» الغرق فى القرآن» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» غزةً رمز العزة» بقلم هائل سعيد الصرمي » آخر مشاركة: هائل سعيد الصرمي »»»»» نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نظرات في مقال أمطار غريبة» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» عميل» بقلم إبراهيم ياسين » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» إلى إبنتي.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» مسـار» بقلم الفرحان بوعزة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أمّاه» بقلم محمد الهضيب » آخر مشاركة: شاهر حيدر الحربي »»»»» عتاب عاشق» بقلم أحمد مصطفى الأطرش » آخر مشاركة: شاهر حيدر الحربي »»»»»
زادنا الله وإياك فضيلة
وتقبل محبتي لهذه الرائعة
بارك الله بك أيها النقي الكريم وجعل ما تقول من خير في ميزان حسناتك!
قصيدة جميلة أخرى تحمل النقاء والنبل والإيمان وتحث على الخير والفضل وتشرح بعض معاني الفضيلة فلا فض فوك!
لعلني فقط استوقفني توظيف بعض مفردات لم أجدها تتفق والسياق.
الجوى ... ما علاقته بهذا المعنى المتعلق بالفضيلة وإنما الجوى شدة العشق للمعشوق حد المرض؟
الهيام ... وكيف يكون الهيام في هذا المقام وحب الله يهدي للتي هي أقوم ويشرح الصدور ويصلح العقول؟
العصف ... العصف لا يكون أخي مع ذكر الله بل اطمئنان وخشوع وهدوء .. ولو لقت يرهف بدل يعصف مثلا لاستقام المعنى ووافق السياق.
تقديري
أشكرك أستاذنا الفاضل د. سمير العمري على تكرمك بالمرور على هذه القصيدة المتواضعة وإبداء رأيك فيها. وأما معاني الكلمات التي تساءلت عنها وعلاقتها بالموضوع فأبينه كما يلي:
معنى الجوى الذي ذكرتموه هو المعنى الأكثر استعمالاً عند الشعراء في مجال داء العشق حتى الحزن، لكنه ليس المعنى الوحيد بل معنى الكلمة على إطلاقه يفيد كل ما له علاقة بالجوف الباطن ويخصصها بعضهم بالصدر وقد يراد بالمصاب بالجوى المصدور المصاب بداء السل... وورد أن الجوى يدل على ما له علاقة بالجو بين السماء والأرض أو ما اتسع من الأودية.. والحقيقة أن المراد هنا باطن النفس الفسيح بكل ردهاتها وأوديتها وأدوائها المظلمة ، ودخول نور الهدى (الفضيلة الإلهية) فيها سيوقظها ويحييها.
لم ترد كلمة الهيام في القصيدة ، ولعل قصدك عبارة (هام بالعلام) ، فإذا كانت هي المقصودة فإن معناها في سائر المعاجم واضح ، هام بالشي أي شغف به حباً ولم يكترث بغيره، وأما هام على وجهه أي ضل وفقد هداه ، فاقتران هذا الفعل بحرف الجر يحدد معناه الصحيح ، ويكون معنى هام بالعلام أي شغف به وبعلمه حباً وضل عن غيره إليه وحده. وأعتقد أن المعنى واضح ومناسب للسياق.
وأما علاقة العصف بذكر الله تعالى فإنها تكون من خلال التعرض للنفحات الإلهية في مرحلة من مراحل الذكر ، فالذكر يورث الطمأنينة القلبية والهدوء إلى جنب الله عز وجل ولكن قد يفيض الله تعالى على هذا القلب المطمئن بنفحة أو نفحات إيمانية تهب به كالريح التي تحلق به في أرجاء الكون الفسيحة ليشهد طرفاً من عظمة الله تعالى (إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدا )، ولا يعرف معنى هذه النفحات إلا من تعرض لها.
أرجو أن تكون المعاني المقصودة قد اتضحت، ولكم جزيل الشكر لإثارة الموضوع وبيان ما يمكن أن يتساءل عنه القارئ، وهذا ما جال بخاطري أثناء هطول القصيدة ، وكان سببها أن أحد الفضلاء قال أن الفضيلة حد فاصل بين رذيلتين، وهو فكر فلسفي ورد في بعض الكتب . فأحببت أن أبين معنى الفضيلة الحقيقي شعراً، وأرجو أن أكون قد وفقت إلى ذلك.
بارك الله بكم وجزاكم خيراً
للفائدة اللغوية حول احتمالات معاني الجوى وعلاقته بالباطن فإذا ذكر الجوى قد يراد به كناية الباطن المعتل.
في الحديث الشريف ( لكل شيء جواني وبراني فمن أصلح جوانيه أصلح الله برانيه، ومن يفسد جوانيه يفسد الله برانيه)
وفي معجم العين للفراهيدي (الجوى)مقصور : كل داء يأخذ في الباطن.
وفي لسان العرب : في حديث عبد الرحمن بن القاسم : كان القاسم لا يدخل منزله إلا تأوه ، قلت : يا أبت ، ما أخرج هذا منك إلا جوى ، يريد إلا داء الجوف . والجوى - مقصور - : كل داء يأخذ في الباطن لا يستمرأ معه الطعام ، وقيل : هو داء يأخذ في الصدر
بارك الله بك أخي الحبيب والدكتور الأريب زما عرفناك إلا ذا همة عالية ونفس سامية وحرص على الحق والخير والجمال. ومثلك ليس بحاجة لأخي لشرح سبب وحيثية كتابة القصيدة ولا المعنى المراد من تلك الألفاظ فما عرفناك إلا نبع خير وصدق ونقاء ، والمعنى المقصود واضح للجل ، وما كان تعليقي إلا متعلقا بفقه اللغة كما أكرره دوما وأضرب المثل عادة بأن المرء لا يصح أن يقول نهد أمي بل ثدي أمي رغم أنهما لفظتان لمعنى واحد ولكن في فقه اللعة فتلك توحي إيحاء جنسيا وتلك توحي إيحاء متعلقا بالأمومة والحنان وبالإطعام. وأيضا يقال مثلا تكالب الناس على البائع وتهافت الناس على البائع وتزاحم الناس على البائع وكلها تعني التدافع والأقبال بشكل جماعي كبير ولكن في كل منها وفق اللغة معنى مختلفا فالأولى مثلا تحمل أيضا معنى الخسة والنذالة ، وفي الثانية تحمل معنى الضعة والسفاسف والسفه وفي الثالثة تحمل معنى الرغبة والتنافس والطلب.
وأعود لما أشرت له فأقول بأن معاني الجوى كثيرة ولم تغب عني ولكن كلها متعلق لمرض وداء الجوف وحتى معنى شدة الوجد متعلق أيضا بحالة الشعور بالمرض في الجوف بما يمنع معه الاستفادة من طعام أو شراب ومثله السل وغيره ... وهو بهذا أمر متعلق بمعنى السقم والمرض وليس متعلقا بما هو جواني وبراني ، ولذا لم أجد صوابا استعمال هذا المعنى في هذا المقام والبديل الصحيح والأصوب بدون إشكال ولا حاجة فيه لتأويل بعيد أو تبرير شديد هو "الحشا" فهو يصلح للوزن ويحمل معنى باطن النفس وداخل الجسد.
وأما الهيام فهو مصدر هام أكان هام بالشيء أو هام على الشيء أو هام في الشيء. والهيام بالشيء هو الشغف والتعلق به حد الجنون ، والهيام هو داء يصيب الإبل فتهيم على وجهها لا ترعى ، والهيام بالشيء أو الشغف حد الجنون هو من مثل هذا من هيام على الوجه نتيجة العشق لا يأكل ولا يشرب ولا يتصرف كما يجب ، وكل ما ورد في المعاجم متعلق بهذا ، وعليه فإن الهيام والغرام والعشق لا يصح ولا تناسب مقام المحبة لله تعالى ولا لرسوله ولا للأحباب من أهل وأصحاب وهو مقتصر على حب الذكر للأنثى وشدة التعلق والعشق.
وأما بخصوص النفحات فنسأل الله أن نكون ممن تعرض ويتعرض لها ، وبوصفك أنت أخي من أنها ريح تهب والهبوب يحمل معنى النسيم وهذا قد يوافق المعنى وإن كان المعنى المراد هنا هو "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ". أما أن يكون عصف الريح من الذكر فهذا عير مناسب مطلقا بما يحمل العصف من معنى التدمير والترهيب والإقلاق وهذا ما لا يتناسب مع مقام الذكر الذي به تطمئن القلوب. وانظر كيف جاء معنى الريح في القرآن الكريم:
مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ
مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ
أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ
فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا
إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ
وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ
بكلمات مختصرات فالأمر ليس متعلقا بمعنى المفردة ولكن في سياق توظيفها وفي فقه اللغة المتعلق بها ، ولك أخي الحبيب أن تأخذ أو تدع فمثلك أهل لكل مكرمة وصاحب رأي ناصح راجح.
تقديري
أشكرك أستاذنا الفاضل د. سمير العمري على عنائك بالمتابعة ، ولن يضيع جهدك دون فائدة ، بل مع التعديلات البسيطة نحو الأمثل كان لها أثر بإضافة بيت جديد للقصيدة المتواضعة.
حفظك الله ورعاك معلماً ومنارة لأبناء هذا الصرح الجميل .
وجزاك الله خيراً
إليك النسخة الثانية من القصيدة ، راجياً أن تنال رضاك ورضاء الأخوة في المنتدى
بسم الله الرحمن الرحيم
ألَقُ الفضيلة
د. ضياء الدين الجماس
ألَقُ الفَضيلَةِ شُعْلَةٌ بظلامِ = فَتَحَتْ بَصائِرَ مؤمنينَ كِرَامِ
وأنارتِ الظلُماتِ في لبِّ الحشا = كالبَرْقِ توقدُ جَذْوَةَ الإلهامِ
بمشاعر الأشواق أحيت قلبَهُ = والحبُّ يغمُره مِنَ العَلّام
فَضْلٌ من الله الكريم سما به = قلبٌ سعيدٌ عزَّ بالإسلام
يؤتيهِ حكمتَهُ تنير بصائراً = ليسيرَ في دربِ الهدى بسَلامِ
أخْلاقُه خُلُقُ الكتابِ مُطَهَّرٌ = فتراهُ نبراسَ الهدى لأنامِ
لا غلَّ لا أحقادَ تنهشُ جَوْفَهُ= والقلبُ خالٍ منْ لظى الأسقامِ
جودٌ بلا سَرَفٍ ولا قَتَرٍ به = وطعامُهُ حلٌّ بدونِ حَرامِ
يا طيبَ مَعْشَرِه إذا عاشرته=بلسانه تجري عُطورُ الشامِ
نفَحَاتُ ذكرِ اللهِ تُنْعشُ قلبَه = فَيَطيرُ في فرحٍ كسِرْبِ حَـمَام
يدنو من الله العظيمِ بعرشِهِ = فالعلمُ يعلو رتبةً بكرام
إنَّ الوسيلةَ والفضيلةَ مِنْحَةٌ = لمحمدٍ تؤتى كخيرِ مقامِ
مَعَهَا الشّفاعة للورى فيمن عصى = هو سيّد الكونين والأعلامِ
الفضيلة نور الله في قلب عبده المؤمن يوقد فيه العلم والحكمة فيفضل غيره من الناس غير المؤمنين
بهذا النور يرى الحقائق فيسير على الصراط المستقيم متقرباً إلى ربه مستزيداً من نوره فهو في فضل وزيادة مستمرة علماً وحكمة وأخلاقاً.
في القرآن الكريم : ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ 268 يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ البقرة 269 ).