رسائل على هامش مؤتمر مكتبة الإسكندرية

هذا هو المؤتمر الثانى على التوالى بمكتبة الإسكندرية بحضور رموز فكرية وعلمية وسياسية مهمة بشأن مواجهة ومكافحة ظاهرتى التطرف والإرهاب ، وجاء مؤتمر هذا العام 3- 5 يناير 2016م بعنوان لافت حظى ببعض الجدل والعصف الذهنى داخل المؤتمر بما إعتبرته من قبيل الترف الفكرى ، وهو " صناعة التطرف .. قراءة فى تدابير المواجهة الفكرية " .
لى ملاحظات أولية من خلال مشاركتى فى فعاليات هذا النشاط الفكرى والثقافى الهام الذى يدخل فى سياق إستراتيجية شاملة مدروسة لمواجهة أكثر تأثيراً لهذه الظاهرة .
الأولى : أننا لم نشرف بالإطلاع على نتائج ما تم إنجازه فى مؤتمر العام الماضى من توصيات أراها مهمة جداً ، ومعظمها يتعلق بالدولة ومؤسساتها وبالكيانات والهيئات المختلفة داخل المجتمع ، بما يقتضى إطلاع مؤتمر هذا العام على ما تم بشأن توصيات مؤتمر العام الماضى فى كافة المجالات على أرض الواقع ومن قبل الجهات والمؤسسات والكيانات المُخَاطبة بتلك التوصيات .
الثانية : هناك بالفعل تمثيل جيد للمفكرين والمتخصصين المستقلين أصحاب التجارب السابقة والممتدة فى حقل " الحركة الإسلامية " ممن لهم إسهامات مميزة حالية فى مواجهة الفكر المتطرف بمنهج يجمع بين الخبرة العملية ومعالجة الظاهرة بأسلوب إبداعى عميق وغير تقليدى ، وهؤلاء لم يكن لهم تمثيل على المنصة فى العامين لعرض تجاربهم ورؤاهم بشكل مستفيض ، بالرغم من أن أداءهم على الأرض سواء خارج مصر أو داخلها من خلال التفاعل العملى مع تلك الظاهرة وكل المستجدات والأحداث المتعلقة بها ، ومن خلال ما يقومون به من جهد فكرى وتنظيرى فى الصحف والإعلام وإصدار الكتب ، أعتبره لا يقل أهمية عن جهد وتأثير أية مؤسسة أخرى أو كيان آخر .. أو حتى شخصية ربما تحظى بهذا التمثيل وبتلك الفرصة بطرح تقليدى مكرر وبدون إنعكاس إيجابى على الأرض .
الثالثة : التنظيم مميز جداً ويليق بمكانة وعراقة مكتبة الإسكندرية وضخامة الحدث ، وأعجبنى أداء ممثلى " الرابطة المحمدية للعلماء " المغربية حيث تميز بالإتقان والمنهجية والتوثيق ، وأشيد بأداء الدكتور مصطفى الفقى والدكتور سامح فوزى والأستاذ يوسف وردانى الذين أداروا جلساتهم بإحترافية وتمكن .
من الشباب أعجبنى كثيراً طرح الدكتور غسان بو دياب " المنتدى العالمى للأديان والإنسانية " ، وهو من لبنان ، وقد حرصتُ على مقابلته خارج الجلسة لمناقشته فى بعض النقاط التى طرحها فإستبشرت خيراً بما سمعت من رؤى مميزة ومن تجاوب موضوعى مع جزئية خلافية وجهت نظره إليها ليخرج طرحه المميز متكاملاً .
وسعدتُ كثيراً هذا العام بحوارات وإقتراب أكثر من صديقنا وأستاذنا الكبير الدكتور كمال حبيب ولمست فيه جانباً إنسانياً راقياً ، وأيضاً سعدت كثيراً بالتعرف على الصديق المميز إبن البلد الجدع والصحفى النشيط عمرو عبد المنعم ، والذى أتمنى له مناقشة ماجستير موفقة بإذن الله ، وأيضاً الكاتب المميز الدكتور على بكر ، وسعدتُ بمعرفة أستاذنا الكبير الدكتور ناصر عارف بى ومتابعته لى عندما قدمنى الدكتور كمال حبيب له ، كما سعدتُ كثيراً بثناء أستاذنا الدكتور مصطفى الفقى على ما طرحته فى الجلسة النقاشية التى ترأسها حيث وصفه بالعميق والجديد والمهم .
كما فرحت كثيراً بحضور عم زوجتى وصديقى العزيز فضيلة الشيخ الدكتور أسامة هاشم الحديدى " إمام وخطيب مسجد الجامع الأزهر " حالياً وإمام مسجد الإمام الحسين سابقاً فعاليات المؤتمر ضمن وفد علماء الأزهر الشريف .