اشتقت
اشتَقتُ لِدجلةَ تَحنانا
لنَسيمِ الحبِّ أُصَيلانا
لهُدوءِ المركَبِ مُنحَدِراً
بالصيدِ الأَجودِ مَلآنا
مِن دجلةَ جلُّ مَراكِبنا
غَرفَتْ خيراً، رُفعتْ شَانا
البدرُ ينوِّرُ مَوجَتها
وعَلى إغفاءَتها رَانا
الجذعُ يميلُ بِساحِلها
والسَّعَفُ يقبِّلُ شُطآنا
لا حاجةَ لِيْ بالكُحلِ هُنا
فصَباها كحَّلَ أجفانا
النسمةُ إن هبَّتْ حَملتْ
أَنفاسَ الروضةِ رَيحانا
يا نَسمةَ شوقٍ مِن بَلدي
عطَّرتِ بضَوعِكِ بُلدانا
ما ألطفَ هبَّكِ من بللٍ
والزهرُ يعانقُ نَيسانا
ما أعذبَ ماءَك- دِجلتَنا
إذ روَّى الشاطئَ مُزدانا
ما أطربَ طيرك إن غنّى
أو صفَّقَ فوقك جَذلانا
اشرَبْ يا طيرُ سُلافَ هوًى
من دجلةَ كأسَكَ أَلوانا
وتغنَّى بالشَّهدِ الأروى
لا يَخبطُ شربَكَ مَن كانا
فدياركَ ما قُصفَتْ ليلاً
لم يُسرَقْ خبزكَ طُغيانا
وخَليلُكَ جنبكَ مُنجذلٌ
ما شُرِّدَ يَطوي وِديانا
يتسرّبُ بين دروب نوىً
أو يركب بحرا؛ غرقانا
يتقاذفهُ الموجُ الأعلى
لا يلقى منه اطمئنانا
من مركبه الإرهاقُ بدا
لَدِنٌ ها يغرقُ ملآنا
وستنشرهُ صحُفُ البلدا
نِ ؛تغرّمُه الدولةُ أكفانا
هل راية بلدتنا نُكستْ
إن مات شبابٌ قربانا
والغطريفُ التمثالُ بقى
في العرشِ مُصانا وسْنانا
"بلفورُ" يعودُ لديرتنا
ويشرّد أمة عربانا
يستغني الروسُ وأمريكا
والشعب سيحيا جوعانا
لا نهملُ مهما أؤذينا
شبرا من أرض بقايانا
------