أحدث المشاركات

قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 15 من 15

الموضوع: الجنسُ والإعلام والمالُ الرِبا

  1. #11
    الصورة الرمزية محمد ذيب سليمان مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Feb 2010
    المشاركات : 19,255
    المواضيع : 522
    الردود : 19255
    المعدل اليومي : 3.72

    افتراضي

    من يتلظى بجحيم الظلم ليسكمن ينظر من بعيد وان ازداد قهره
    هذه قصيدة صادقة الحس عالية الكعب نسجا
    وتدوينا ومعان لم تترك الا ووقفت ازاءه نظرة موجوع
    يعيش المعاناه
    شكرا ايها الحبيب ان أشركتنا احاسيسك الصادقة
    مودتي

  2. #12
    ناقدة وشاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2013
    الدولة : في المغترب
    المشاركات : 1,257
    المواضيع : 62
    الردود : 1257
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالستارالنعيمي مشاهدة المشاركة
    [POEM]


    ودَّعْتُ صُبحَكَ يا عراقُ مُشرَّدا *** وذكرتُ ليلكَ فاصطليتُ تنهُّدا
    حجزَتْ جفوني دمعَها متسرِّبا *** والدمعُ واكِفهُ همَى؛ فتسرَّدا
    ما كنتُ أحسبُ - والزمانُ مقلَّبٌ ** العرضَ منهتكاً وخَصمِي منفِدا
    يا نفسُ ردِّي للحليمِ زِمامَهُ *** إذْ لستُ أولَ من بكى وتوجَّدا
    فتثبتي، إيِّاكِ أنْ تتقلبي *** إن السلامة في الثباتِ على الهُدى
    حُيِّيتَ يا زمن الصبابةِ.. شاعراً *** متغزلاً بجمالِ أزهارِ الندى
    ترعى ظِباءكَ في رياضِ قصائدٍ *** جَمُلتْ مفاتنُها لتعشق مِربَدا
    حتى تغيَّرَتِ الظروفُ كأنها ** قُلبتْ على رأسي حِداداً أسودا
    ويليْ مِن الأيامِ حين تَبَدُّلٍ *** هَدمتْ صروح العاشقين تَمرُّدا
    رَفعَتْ كلابِ السوقِ فوقَ عروشِها ** فاستَأسَدَ المخْصيُّ نِمراً أجْرَدا
    جاءتْ بأعداء السلامِ وقدمتْ *** إخوانَ شرٍّ تستحلُّ المَعبدا
    هدَموا الجوامعَ والصوامعَ واشترَوا ***بالزورِ والتزويرِ أعراش الجَدا
    صُفَّ العراقُ بصفِّ عُجمةِ جارهِ ** فانشقَّ عن عربِ الجزيرة مُعرِدا
    ذاكَ ابنُ قومي يستلذُّ بخَيرهِ *** وأخُو العروبة في العراق تشرَّدا
    قِسْ في عدالةِ حاكمٍ من شعبهِ ** إنْ كان يرفلُ بالنعيمِ ومُسعدا
    يا أمَّة المليارِ، هبِّي واشهَدي *** ما نحنُ أعداءُ العروبةِ مَولدا
    اللهُ يبعثُ في العروبةِ دينَهُ *** مهديَّةً رفَعتْ بأركان الهدى
    كانت طلائعُها الذين تصدَّروا * أحلاسَ سُوحِ الحربِ، عشاقَ الفِدا
    ما كان فيهم مَن يخافُ قياصراً *حتى استباحوا مُلكَ كِسرَ مطرَّدا
    صُقرٌ على ظهر الخيولِ أشاوسٌ **حلسٌ كُماةٌ لا يهابونَ الرَّدى
    يا خُسرَنا لم نلتحِق بجيوشهمْ ** فاليومَ قادتُنا تخافُ مِن الصَّدى!
    كشَطوا جلودَ جباههم ليقدَّسوا *** إن القداسةَ لا تحلُّ مفنَّدا
    ما كلُّ من لزم السجودَ بمؤمنٍ * كم باتَ أربابُ المفاسدِ سُجَّدا
    ينهونَ عن جرمٍ وهم يَرعونهُ ** بغياً وعدْواً يَقتلون الأَجوَدا
    إنْ غادرَ الحكماءُ قولَ حقيقةٍ * فهي الشهادةُ أنهمْ قُتلوا سُدى
    لكنَّ في الإعلامِ شرَّ بليَّةٍ ** باعتْ نزاهتها ومالتْ للعِدى
    يا ويلَ كلِّ منافقٍ متملقٍ ** يلقي بودٍّ كاذبٍ لمَنِ اعتدى
    الجنسُ والإعلام والمالُ الرِّبا ** ألقى بها الغازونَ شرًّا مفسدا
    قد صدَّقَ الشيطانُ فيهِمْ ظنَّهُ ** بات اللئيمُ مكشِّراً متوسِّدا
    [/POEM]
    السلام عليكم
    ما أن نبدأ بقراءة عنوان القصيدة ( الجنسُ والإعلام والمالُ الرِّبا)،حتى نبدأ بالبحث عن ذلك الشطر في متن القصيدة ، كي نجيب على سؤالٍ يراودنا (لمَ جعله عنوانا ؟).وفي الحقيقة ، فإن القصيدة كلها تقدِّم تحليلا دراماتيكياً لمسرح الواقع العربي منعكساً على أحداث حياة الشاعر ومواقفه مما يحدث في هذا الواقع . فيبدأ الشاعر استعراض الأحداث باضطراره للرحيل عن وطنه العراق رحيل المشرّدين
    ودَّعْتُ صُبحَكَ يا عراقُ مُشرَّدا *** وذكرتُ ليلكَ فاصطليتُ تنهُّدا
    حجزَتْ جفوني دمعَها متسرِّبا *** والدمعُ واكِفهُ همَى؛ فتسرَّدا

    ومابين وداع المشرَّد"صبح" العراق ، واصطلائه بنار ذكره ليله ،يكشف الطباق عن الفرق الزمني بين معاني الصبح ومعاني الليل.
    أما داعي البكاء فهو ما انفرجت عنه غياهب الزمان ، الذي وإن كان الشاعر يتوقع تقلّبَه ، فما خطر له أن يتوقع انهتاك العرض فيه يوماً مع استقواء العدو وتجبّره.

    ما كنتُ أحسبُ - والزمانُ مقلَّبٌ ** العرضَ منهتكاً وخَصمِي منفِدا
    ولهذا يبكي الشاعر ويفقد قدرته على التحكم بدموعه ، فما هو بالصابر ولا بالحليم ، ولا ضير في بكاء الرجل الحليم مع هكذا شدةٍ حقيقةٍ بأن تغضبَ الرجال فيجدوا ويبكوا.ولعل في تلك الموجِدة دليل على الثبات على الهدى .
    يا نفسُ ردِّي للحليمِ زِمامَهُ *** إذْ لستُ أولَ من بكى وتوجَّدا
    فتثبتي، إيِّاكِ أنْ تتقلبي *** إن السلامة في الثباتِ على الهُدى
    ويذكر الشاعر أياماً خواليَ قضاها في التغزّل بكل جميل من مفاتن الطبيعة ،منقِّلاً قلمه ما بين أزهار ندية ،وظباء حسانٍ ترعى في رياض قصائد تعهدها بتجميل مفاتنها، كيما تُعرَض في ملتقيات الشعراء ومحافلهم .
    حُيِّيتَ يا زمن الصبابةِ.. شاعراً *** متغزلاً بجمالِ أزهارِ الندى
    ترعى ظِباءكَ في رياضِ قصائدٍ *** جَمُلتْ مفاتنُها لتعشق مِربَدا
    حتى تغيَّرت الظروف وانقلب الفرح واللهو على الشاعر حزنا أسود ، فما عاد يأبه لما كان يخطّط ويشيّد من صروح العشق في حياته الشخصية ، إذ انهدم ذلك وزال مع الهمِّ الكبير الذي جاءت به الأيام المتبدّلة .
    حتى تغيَّرَتِ الظروفُ كأنها ** قُلبتْ على رأسي حِداداً أسودا
    ويليْ مِن الأيامِ حين تَبَدُّلٍ *** هَدمتْ صروح العاشقين تَمرُّدا
    جاءت أيام ٌ ارتفع فيها شأن كل وضيع ليعلو فوق العروش فيحكم الناس ويسودهم . واستأسد كل مدّعٍ للرجولة، وهي منه براء،ليظهر بمظهر "النمر "الشجاع المقدام
    رَفعَتْ كلابِ السوقِ فوقَ عروشِها ** فاستَأسَدَ المخْصيُّ نِمراً أجْرَدا
    جاءت بمن هم في حقيقتهم أعداء للسلام ، أولئك الذين اعتدوا على أمن المعابد والمساجد وزوّروا الانتخابات طمعاً بالمناصب .
    جاءتْ بأعداء السلامِ وقدمتْ *** إخوانَ شرٍّ تستحلُّ المَعبدا
    هدَموا الجوامعَ والصوامعَ واشترَوا ***بالزورِ والتزويرِ أعراش الجَدا
    وأصبح تعامل العراق مع جارته الدولةٍ الأعجمية يجعلهما في صفٍ واحد، لشدة تدخلها في شأنه، فكأنه انشقّ عن أشقائه العرب وتنصّل منهم ملتصقاً بها .
    صُفَّ العراقُ بصفِّ عُجمةِ جارهِ ** فانشقَّ عن عربِ الجزيرة مُعرِدا
    ذلك ما دفعه إليه حكامه الذين فتحوا المجال " للغريب" كي يستثمر خيراته ويستغلها ، فيما العراقي صاحب الأرض والوطن مشرَّد في وطنه نازحٌ عن بيته .ويمكنك أن تقيس عدالة الحاكم مع شعبه بمستوى النعيم الذي يحيط نفسه به على حساب هذا الشعب.
    ذاكَ ابنُ قومي يستلذُّ بخَيرهِ *** وأخُو العروبة في العراق تشرَّدا
    قِسْ في عدالةِ حاكمٍ من شعبهِ ** إنْ كان يرفلُ بالنعيمِ ومُسعدا
    ويلتفت الشاعر الآن لمخاطبة أمّة المليار التي يعادي فيها العرب أنفسهم
    يا أمَّة المليارِ، هبِّي واشهَدي *** ما نحنُ أعداءُ العروبةِ مَولدا
    ويذكّر الأمة بالدين الذي بُعِث فيها لتكون مهديّة مؤسسة أركانها على الرشاد والهدى
    اللهُ يبعثُ في العروبةِ دينَهُ *** مهديَّةً رفَعتْ بأركان الهدى
    كانت نشأة أمّة الإسلام وقوتها بفرسانها، الذين عشقوا فداءها، فلزموا ساحات المعارك مدافعين وفاتحين ،حتى دانت لهم الملوك والدول .
    كانت طلائعُها الذين تصدَّروا * أحلاسَ سُوحِ الحربِ، عشاقَ الفِدا
    ما كان فيهم مَن يخافُ قياصراً *حتى استباحوا مُلكَ كِسرَ مطرَّدا
    صُقرٌ على ظهر الخيولِ أشاوسٌ **حلسٌ كُماةٌ لا يهابونَ الرَّدى
    فيا للأسف أننا لم نعش في زمانهم ونلتحق بجيوشهم (يقول الشاعر) : فها نحن اليوم نتَّبع قادةً جبناء، يخافون من صدى الصوت أن يعود عليهم بالتهديد أو الوعيد من أعدائهم.
    يا خُسرَنا لم نلتحِق بجيوشهمْ ** فاليومَ قادتُنا تخافُ مِن الصَّدى!
    الذين ادّعَوا أنهم مصلّون، بطبع آثار السجود على جباههم ،حتى كأن جلود جباههم كُشِطت لشدةِ ادعائهم الدّين ، كي يطاعَ أمرُهم ويقدّسَ سرُّهم ، وما كان لادعائهم أن ينطلي على الناس، ليقتنعوا بنهجهم في استحلال المحرّم والمكروه .إن ادعاء السجود لا يقدّم برهانا على حقيقة الإيمان ..
    كشَطوا جلودَ جباههم ليقدَّسوا *** إن القداسةَ لا تحلُّ مفنَّدا
    ما كلُّ من لزم السجودَ بمؤمنٍ * كم باتَ أربابُ المفاسدِ سُجَّدا
    ينهونَ عن جرمٍ وهم يَرعونهُ ** بغياً وعدْواً يَقتلون الأَجوَدا
    بل أصبحوا يتسترون بالدين ليقتلوا ويبطشوا ويظلموا .وتكفيهم أكاذيبهم وافتراءاتهم دليلاً على أنهم إنما يموتون سدى -إن ماتوا- فهم قتلى لا شهداء
    إنْ غادرَ الحكماءُ قولَ حقيقةٍ * فهي الشهادةُ أنهمْ قُتلوا سُدى
    ويقدّم الشاعر أخيراً لمقولته التي هي خلاصة تحليله لأسرار التخبط والفشل والانتكاس في واقع الأمة .
    لكنَّ في الإعلامِ شرَّ بليَّةٍ ** باعتْ نزاهتها ومالتْ للعِدى
    إنه الإعلام الذي غسل أدمغة العرب المسلمين ورّوج لفكر وثقافة ومنهج أعداء الأمة .
    يا ويلَ كلِّ منافقٍ متملقٍ ** يلقي بودٍّ كاذبٍ لمَنِ اعتدى
    ويل للمنافقين المتملقين العملاء الذين يروّجون لنشر فكر الأعداء ،الأعداء الذين يكذبون بإظهار الودّ والتعاطف معنا، وما هم في حقيقتهم إلا غزاة لنا.استخدموا في غزوهم لنا ثلاثة أسلحة فتاكة فاعلة : الجنس الذي يؤدي للانحلال الأخلاقي عند الشباب المعقود على أخلاقهم مصيرنا .والإعلام الذي يشوّه عقائدنا ويهدمها ويستبدلها بأفكارهم التي تزيدنا إعجابا بهم، فنستمرئ غزوهم لنا . والمال الربا الذي يفسد اقتصادنا باعتماده على المال الحرام لا على استثمار ثرواتنا .ذلك ما جعل الشيطان " اللئيم "يطمئن لمخططاتهم فينا، فيجلس متوسّدا مترقباً لنتائج تلك المخططات.
    الجنسُ والإعلام والمالُ الرِّبا ** ألقى بها الغازونَ شرًّا مفسدا
    قد صدَّقَ الشيطانُ فيهِمْ ظنَّهُ ** بات اللئيمُ مكشِّراً متوسِّدا
    وهكذا يثبت الشاعر في بيتيه الأخيرين مدى ارتباط هذه المقولة بحقيقة كل ما يمكن أن تصل إليه بعد أحوالنا المزرية .
    تحيتي والتقدير لما زدتنا من ألمٍ شاعرَنا المبدع

  3. #13
    الصورة الرمزية عبدالستارالنعيمي شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2015
    الدولة : بلد الرشيد
    المشاركات : 2,833
    المواضيع : 151
    الردود : 2833
    المعدل اليومي : 0.90

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أشرف حشيش مشاهدة المشاركة
    حاشا لرأسك أن يُذل بفكرةٍ = قد أشعلتْ نار الفدا فتوقّدا

    ستعود بغداد الرشيد بكرخها ورصافتها منارة آمنة لأحرارها العاشقين

    بوركت أستاذنا الفاضل


    الأستاذ أشرف حشيش


    مرحبا بك أخي الحبيب وتقبل أرق تحاياي
    مع الود والتقدير

  4. #14
    الصورة الرمزية عبدالستارالنعيمي شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2015
    الدولة : بلد الرشيد
    المشاركات : 2,833
    المواضيع : 151
    الردود : 2833
    المعدل اليومي : 0.90

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ذيب سليمان مشاهدة المشاركة
    من يتلظى بجحيم الظلم ليسكمن ينظر من بعيد وان ازداد قهره
    هذه قصيدة صادقة الحس عالية الكعب نسجا
    وتدوينا ومعان لم تترك الا ووقفت ازاءه نظرة موجوع
    يعيش المعاناه
    شكرا ايها الحبيب ان أشركتنا احاسيسك الصادقة
    مودتي


    الأستاذ محمد ذيب سليمان

    شكرا لك أيها الحبيب الأريب ولك مني صادق الود
    مع التقدير

  5. #15
    الصورة الرمزية عبدالستارالنعيمي شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2015
    الدولة : بلد الرشيد
    المشاركات : 2,833
    المواضيع : 151
    الردود : 2833
    المعدل اليومي : 0.90

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثناء صالح مشاهدة المشاركة

    السلام عليكم
    ما أن نبدأ بقراءة عنوان القصيدة ( الجنسُ والإعلام والمالُ الرِّبا)،حتى نبدأ بالبحث عن ذلك الشطر في متن القصيدة ، كي نجيب على سؤالٍ يراودنا (لمَ جعله عنوانا ؟).وفي الحقيقة ، فإن القصيدة كلها تقدِّم تحليلا دراماتيكياً لمسرح الواقع العربي منعكساً على أحداث حياة الشاعر ومواقفه مما يحدث في هذا الواقع . فيبدأ الشاعر استعراض الأحداث باضطراره للرحيل عن وطنه العراق رحيل المشرّدين
    ودَّعْتُ صُبحَكَ يا عراقُ مُشرَّدا *** وذكرتُ ليلكَ فاصطليتُ تنهُّدا
    حجزَتْ جفوني دمعَها متسرِّبا *** والدمعُ واكِفهُ همَى؛ فتسرَّدا

    ومابين وداع المشرَّد"صبح" العراق ، واصطلائه بنار ذكره ليله ،يكشف الطباق عن الفرق الزمني بين معاني الصبح ومعاني الليل.
    أما داعي البكاء فهو ما انفرجت عنه غياهب الزمان ، الذي وإن كان الشاعر يتوقع تقلّبَه ، فما خطر له أن يتوقع انهتاك العرض فيه يوماً مع استقواء العدو وتجبّره.

    ما كنتُ أحسبُ - والزمانُ مقلَّبٌ ** العرضَ منهتكاً وخَصمِي منفِدا
    ولهذا يبكي الشاعر ويفقد قدرته على التحكم بدموعه ، فما هو بالصابر ولا بالحليم ، ولا ضير في بكاء الرجل الحليم مع هكذا شدةٍ حقيقةٍ بأن تغضبَ الرجال فيجدوا ويبكوا.ولعل في تلك الموجِدة دليل على الثبات على الهدى .
    يا نفسُ ردِّي للحليمِ زِمامَهُ *** إذْ لستُ أولَ من بكى وتوجَّدا
    فتثبتي، إيِّاكِ أنْ تتقلبي *** إن السلامة في الثباتِ على الهُدى
    ويذكر الشاعر أياماً خواليَ قضاها في التغزّل بكل جميل من مفاتن الطبيعة ،منقِّلاً قلمه ما بين أزهار ندية ،وظباء حسانٍ ترعى في رياض قصائد تعهدها بتجميل مفاتنها، كيما تُعرَض في ملتقيات الشعراء ومحافلهم .
    حُيِّيتَ يا زمن الصبابةِ.. شاعراً *** متغزلاً بجمالِ أزهارِ الندى
    ترعى ظِباءكَ في رياضِ قصائدٍ *** جَمُلتْ مفاتنُها لتعشق مِربَدا
    حتى تغيَّرت الظروف وانقلب الفرح واللهو على الشاعر حزنا أسود ، فما عاد يأبه لما كان يخطّط ويشيّد من صروح العشق في حياته الشخصية ، إذ انهدم ذلك وزال مع الهمِّ الكبير الذي جاءت به الأيام المتبدّلة .
    حتى تغيَّرَتِ الظروفُ كأنها ** قُلبتْ على رأسي حِداداً أسودا
    ويليْ مِن الأيامِ حين تَبَدُّلٍ *** هَدمتْ صروح العاشقين تَمرُّدا
    جاءت أيام ٌ ارتفع فيها شأن كل وضيع ليعلو فوق العروش فيحكم الناس ويسودهم . واستأسد كل مدّعٍ للرجولة، وهي منه براء،ليظهر بمظهر "النمر "الشجاع المقدام
    رَفعَتْ كلابِ السوقِ فوقَ عروشِها ** فاستَأسَدَ المخْصيُّ نِمراً أجْرَدا
    جاءت بمن هم في حقيقتهم أعداء للسلام ، أولئك الذين اعتدوا على أمن المعابد والمساجد وزوّروا الانتخابات طمعاً بالمناصب .
    جاءتْ بأعداء السلامِ وقدمتْ *** إخوانَ شرٍّ تستحلُّ المَعبدا
    هدَموا الجوامعَ والصوامعَ واشترَوا ***بالزورِ والتزويرِ أعراش الجَدا
    وأصبح تعامل العراق مع جارته الدولةٍ الأعجمية يجعلهما في صفٍ واحد، لشدة تدخلها في شأنه، فكأنه انشقّ عن أشقائه العرب وتنصّل منهم ملتصقاً بها .
    صُفَّ العراقُ بصفِّ عُجمةِ جارهِ ** فانشقَّ عن عربِ الجزيرة مُعرِدا
    ذلك ما دفعه إليه حكامه الذين فتحوا المجال " للغريب" كي يستثمر خيراته ويستغلها ، فيما العراقي صاحب الأرض والوطن مشرَّد في وطنه نازحٌ عن بيته .ويمكنك أن تقيس عدالة الحاكم مع شعبه بمستوى النعيم الذي يحيط نفسه به على حساب هذا الشعب.
    ذاكَ ابنُ قومي يستلذُّ بخَيرهِ *** وأخُو العروبة في العراق تشرَّدا
    قِسْ في عدالةِ حاكمٍ من شعبهِ ** إنْ كان يرفلُ بالنعيمِ ومُسعدا
    ويلتفت الشاعر الآن لمخاطبة أمّة المليار التي يعادي فيها العرب أنفسهم
    يا أمَّة المليارِ، هبِّي واشهَدي *** ما نحنُ أعداءُ العروبةِ مَولدا
    ويذكّر الأمة بالدين الذي بُعِث فيها لتكون مهديّة مؤسسة أركانها على الرشاد والهدى
    اللهُ يبعثُ في العروبةِ دينَهُ *** مهديَّةً رفَعتْ بأركان الهدى
    كانت نشأة أمّة الإسلام وقوتها بفرسانها، الذين عشقوا فداءها، فلزموا ساحات المعارك مدافعين وفاتحين ،حتى دانت لهم الملوك والدول .
    كانت طلائعُها الذين تصدَّروا * أحلاسَ سُوحِ الحربِ، عشاقَ الفِدا
    ما كان فيهم مَن يخافُ قياصراً *حتى استباحوا مُلكَ كِسرَ مطرَّدا
    صُقرٌ على ظهر الخيولِ أشاوسٌ **حلسٌ كُماةٌ لا يهابونَ الرَّدى
    فيا للأسف أننا لم نعش في زمانهم ونلتحق بجيوشهم (يقول الشاعر) : فها نحن اليوم نتَّبع قادةً جبناء، يخافون من صدى الصوت أن يعود عليهم بالتهديد أو الوعيد من أعدائهم.
    يا خُسرَنا لم نلتحِق بجيوشهمْ ** فاليومَ قادتُنا تخافُ مِن الصَّدى!
    الذين ادّعَوا أنهم مصلّون، بطبع آثار السجود على جباههم ،حتى كأن جلود جباههم كُشِطت لشدةِ ادعائهم الدّين ، كي يطاعَ أمرُهم ويقدّسَ سرُّهم ، وما كان لادعائهم أن ينطلي على الناس، ليقتنعوا بنهجهم في استحلال المحرّم والمكروه .إن ادعاء السجود لا يقدّم برهانا على حقيقة الإيمان ..
    كشَطوا جلودَ جباههم ليقدَّسوا *** إن القداسةَ لا تحلُّ مفنَّدا
    ما كلُّ من لزم السجودَ بمؤمنٍ * كم باتَ أربابُ المفاسدِ سُجَّدا
    ينهونَ عن جرمٍ وهم يَرعونهُ ** بغياً وعدْواً يَقتلون الأَجوَدا
    بل أصبحوا يتسترون بالدين ليقتلوا ويبطشوا ويظلموا .وتكفيهم أكاذيبهم وافتراءاتهم دليلاً على أنهم إنما يموتون سدى -إن ماتوا- فهم قتلى لا شهداء
    إنْ غادرَ الحكماءُ قولَ حقيقةٍ * فهي الشهادةُ أنهمْ قُتلوا سُدى
    ويقدّم الشاعر أخيراً لمقولته التي هي خلاصة تحليله لأسرار التخبط والفشل والانتكاس في واقع الأمة .
    لكنَّ في الإعلامِ شرَّ بليَّةٍ ** باعتْ نزاهتها ومالتْ للعِدى
    إنه الإعلام الذي غسل أدمغة العرب المسلمين ورّوج لفكر وثقافة ومنهج أعداء الأمة .
    يا ويلَ كلِّ منافقٍ متملقٍ ** يلقي بودٍّ كاذبٍ لمَنِ اعتدى
    ويل للمنافقين المتملقين العملاء الذين يروّجون لنشر فكر الأعداء ،الأعداء الذين يكذبون بإظهار الودّ والتعاطف معنا، وما هم في حقيقتهم إلا غزاة لنا.استخدموا في غزوهم لنا ثلاثة أسلحة فتاكة فاعلة : الجنس الذي يؤدي للانحلال الأخلاقي عند الشباب المعقود على أخلاقهم مصيرنا .والإعلام الذي يشوّه عقائدنا ويهدمها ويستبدلها بأفكارهم التي تزيدنا إعجابا بهم، فنستمرئ غزوهم لنا . والمال الربا الذي يفسد اقتصادنا باعتماده على المال الحرام لا على استثمار ثرواتنا .ذلك ما جعل الشيطان " اللئيم "يطمئن لمخططاتهم فينا، فيجلس متوسّدا مترقباً لنتائج تلك المخططات.
    الجنسُ والإعلام والمالُ الرِّبا ** ألقى بها الغازونَ شرًّا مفسدا
    قد صدَّقَ الشيطانُ فيهِمْ ظنَّهُ ** بات اللئيمُ مكشِّراً متوسِّدا
    وهكذا يثبت الشاعر في بيتيه الأخيرين مدى ارتباط هذه المقولة بحقيقة كل ما يمكن أن تصل إليه بعد أحوالنا المزرية .
    تحيتي والتقدير لما زدتنا من ألمٍ شاعرَنا المبدع



    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    مرحبا بك أختي الفاضلة ثناء وبكل حرف ذهبي جاد به يراعك الفذ وبصيرتك المتوقدة ؛ولطالما بحثتُ في جل القصائد في هذه البوابة المعطاء فلم أجد (مع وافر الإحترام للجميع)مَن يكتب عن القصائد وينقدها ويحللها بنفَسِكِ الطويل وبالذهن المتروي النابغ ؛فالحق ليس مديحي هذا من باب (احملن وأحملك)أو من باب الإجابات التقليدية لأنني (كشاعر)لمست في بعض قصائد الأساتيذ الأفاضل بعض الغموض الرمزية فمررت بها مر الكرام؛ولكن لما أزلت عنها ذلك الغموض بدقة ملاحظتك وسرعة بديهيتك وقفت أمام قامة أدبك الرفيع معجبا وعلى باقي إخوتي معتبا
    وتقبلي كثير شكري واحترامي لنبل خلقك السامي ولا تنسي أخوك في الله بالدعاء له

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

المواضيع المتشابهه

  1. الفقر والمال
    بواسطة احمد خلف في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 01-09-2012, 12:43 PM
  2. الجمعية المالية ومتى يدخلها الربا
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 30-07-2012, 11:49 AM
  3. الثقافة والإعلام وجهان!!
    بواسطة محمود سلامة الهايشة في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-03-2010, 03:39 PM
  4. الإرهاب والمقاومة والإعلام
    بواسطة مسعد حجازى في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 29-12-2004, 07:03 PM