سرقوا ديننا..
لما كانت اللغة مطاطة لدرجة احتواء الطمع والجشع وحب الحياة دون ظهور، وجد فيها ضعاف النفوس متسعا للبقاء على قيد الاهتمام من قبل أصحاب القلوب البريئة، فتراكضت ركبان النفاق بلا حسيب ولا رقيب، حتى فهم الناس (الكذب ملح الرجال) بمعناها الخبيث لا المفيد، هل كان مطلقها حسن النية أصلا؟
الصدق صعب على النفوس العائمة على غير هدى، لذلك كان جزاؤه عاليا في الإسلام، وكان التوبيخ للمنافقين على أشده، حتى ظهر حكام يوزعون مال الشعب على المنافقين والطبالين، حتى صارت سنة لا نستطيع الخروج من مستنقعها، حتى ونحن نذبح ذبح النعاج أمام أعيننا...
غابت إنسانيتنا حتى صرنا نبرر القتل والظلم بصفاقة تعدت النفاق والكذب، بعنا ضمائرنا بلعاعة...
هذا التراب المسمى وطنا عربيا، هو وطن عربي للعرب قبل الإسلام وموطن الإسلام ومولده أيضا، ولكن المفارقة أن العرب الذين لم يقدروا أنفسهم وترابهم ودينهم بقوا في أماكنهم كالإبل السائمة، بينما هاجر الإسلام من ديارهم... ولم يعد