سَنَةٌ جَدِيِدَةْ / غيداء الأيوبي

سَنَةٌ جَدِيِدَةْ

سَنَةٌ جَدِيِدَةْ
وَالْيَوْمَ يَلْبَسُ حُلَّةَ الْعِيِدِ السَّعِيدَةْ
وَأَنَا أَعُدُّ سِنِيِنَ عُمْرِي الرَّاحِلَاتِ وَمَا تَبَقَّى عَلَّنِي أَحْيَا مَدِيِدَهْ
:
سَنَةٌ جَدِيِدَةْ
وَالْعِيدُ يَلْتَحِفُ الزَّمَانَ وَلاَ يُدَثِّرُ رِحْلَةَ الرُّوحِ الْعَنِيِدَةْ
وَأَنَا بِذِي الدُّنْيَا أُسَافِرُ وَالْحَقَائِبُ تَشْتَكِي
وَكَأَنَّنِي حَمَّلْتُ فِيِهَا كُلَّ أَوْقَاتِي الْبَلِيدَةْ
لَمَّا تَعِيِشُ بِغُرْبَةِ الأَيَّامِ أَعْوَاماً شَدِيدَةْ
الدَّمْعُ وَالآهَاتُ وَالأَنَّاتُ وَالْقِصَصُ الْفَرِيِدَةْ
وَالْحُزْنُ وَالْخَيْبَاتُ وَالْوَيْلَاتُ فِي أَقْسَى مَكِيِدَةْ
:
وَأَنَا هُنَا
لَا زِلْتُ أَحْيَا فِي الْحَيَاةِ مُكَفَّنَا
أَرْجُو مِنَ الآمَالِ لُطْفاً مُعْلَنَا
وَأَرُومُ مِن شَغَفِ الدُّنَى
شَيْئاً يُشَوِّقُنِي فَأَمْضِي مُسْتَفِيِدَةْ
:
وَالشَّيْءُ فِي الأَشْيَاءِ مَجْهُولُ العَقِيِدَةْ
كَالْمَاءِ فِي الآبَار فِي الأَنْهَارِ فِي الأَمْطَارِ فِي الأزْهَارِ
فِي النَّفْسِ الْوَلِيِدةْ
:
تَمْضِي بِنَا مِثْلَ الأَمَلْ
وَتَجُرُّنَا رُغْمَ الْخَلَلْ
وَتَعُضُّنَا حَتَّى الأَجَلْ
لَكِنَّنَا
رُغْمَ انْهِزَامِ جُلُودِنَا
نَحْيَا بِهَا
نَشْقَى بِهَا
نَهْوَى بِهَا
وَنَعِيِشُهَا حَتَّى نَمُوتْ
فَمَسَائِلُ الْوِجْدَانِ مُعْضِلَةٌ شَدِيِدَةْ
:
دُنْيَا الْبَشَرْ
هَلْ مِنْ مَفَرْ ؟
وَسُؤَالُنَا الْمُحْتَارُ كَانَ وَلَا يَزَالُ بِذَا الدَّهَرْ
وَالصَّبْرُ يَنْتَظِرُ الْقَدَرْ
حَتَّى يُعَلِّلُ غَائِباً فِينَا اسْتَتَرْ
بِمَلَامِحٍ دُونَ الْمَلاَمِحِ فِي الرُّوحِ الْحَمِيِدَةْ
:
لَوْ تَبْحَثُ الأَرْوَاحُ فِي أَجْسَادِهَا
وَتَحُسُّ بِالنَّبْضَاتِ فِي أَوْلَادِهَا
وَتُعَانِقُ الرَّيْحَانَ مِلْءَ وِسَادِهَا
وَ تُزَيِّنُ الأَخْلَاقَ فِي أَحْفَادِهَا
وَتُصَافِحُ الْمَجْهُولَ بِاسْتِعْدَادِهَا
لَبَكَتْ عَلَى زَمَنٍ تَعَذَّرَ وَانْقَضَى لَنْ تَسْتَعِيِدَهْ
لَمَّا تَدُولُ بِذِي الدُّنَى
سَنَةٌ جَدِيِدَةْ
:
لَيْسَ الْمُهِمَّ بَأَنْ نَعِيِشَ الْعُمْرَ عُمْراً ثُمَّ عُمْرَا
أَوْ نَسْتَمِرَ بِرِحْلَةِ الأَجْسَادِ دَهْراً ثُمَّ دَهْرَا
بَلْ كَيْفَ نَحْيَا الْعُمْرَ فِي الدُّنْيَا الْعَتِيدَةْ
لِنُعِيِدَهَا سَنَةً مَجِيِدَةْ
:
:

غيداء الأيوبي

الأخت الفاضلة غيداء الأيوبي الموقرة
الفكر والشعر عنوان القصيدة
حاملا بنبضه معنى الحياة
بوركت أختاه وبورك اليراع

سنةٌ جديدةْ..
تحتَسي خمْرَ الكلامِ
معَ اختمار الحرفِ في دُنِّ القصيدَةْ
العمرُ فيها بصْمَةٌ
تُمْحى وبصْماتٌ عنيدَةْ..
في الحَرْفِ أمْنِيَةٌ وأفكارٌ فَريدَةْ
تمتطي الأيامَ في ريش الحمائمِ والهَديلُ
على الغصونِ يغازلُ السنَةَ الجديدةْ

ما تحمله الحروف اكبر من كلام تم صفه
ولكن له معنى جميلا وفكرا متسعا
فشكرا لك ايها الكريمة على متا حملت حروفك من ادوات الشعر الجميل
معنى ونسجا وجمالا وكان لتغير القافية بين فقرة اخرى جمالا اضافيا
شكرا لك

سَنَةٌ جَدِيِدَةْ
وَالْعِيدُ يَلْتَحِفُ الزَّمَانَ وَلاَ يُدَثِّرُ رِحْلَةَ الرُّوحِ الْعَنِيِدَةْ
وَأَنَا بِذِي الدُّنْيَا أُسَافِرُ وَالْحَقَائِبُ تَشْتَكِي
وَكَأَنَّنِي حَمَّلْتُ فِيِهَا كُلَّ أَوْقَاتِي الْبَلِيدَةْ
لَمَّا تَعِيِشُ بِغُرْبَةِ الأَيَّامِ أَعْوَاماً شَدِيدَةْ
الدَّمْعُ وَالآهَاتُ وَالأَنَّاتُ وَالْقِصَصُ الْفَرِيِدَةْ
وَالْحُزْنُ وَالْخَيْبَاتُ وَالْوَيْلَاتُ فِي أَقْسَى مَكِيِدَةْ

عشت مع سطورك البديعات سويعة أقرأها وأستعيد، مسلوبة لعميق الحس وجميل الحرف وأنيق التعبير
فلله أنت شاعرة ما أروعك!

لَمَّا تَعِيِشُ بِغُرْبَةِ الأَيَّامِ أَعْوَاماً شَدِيدَةْ
لَمَّا تَدُولُ بِذِي الدُّنَى
أظن حق الفعل بعد لمّا الجزم باعتبارها حرف نفي وجزم وقلب

دمت بروعتك وأنق حضورك أيتها الرائعة
تحيتي وإكباري

قصيدة جميلة أبحرت فينا في معاني العمر والحياة ..

نعم .. كلنا نعيش لكن قليلة هي الأوقات التي ندرك أن العمر نفيس لو عشناه بما يستحق منا..

دمتم شاعرتنا ..

تحياتي ..

قصيدة أبدعتها معنى ومبنى
مفراداتها كثيرة ، تعابيرها ممهورة بقوة، مسبوكة بعناية ومهارة
ما شاء الله .. تغرفين من عيون الجمال
وتصنعين السحر الحلال
جعلها الله سنة جديدة سعيدة عليك
ودام إبداعك الجميل.

الله
الله
الله
لمن هذا العقد الفريد ؟ !!
ولمن عساه أن يكون إن لم يكن لشاعرتنا الكبيرة ــ غيداء .

جعل الله كل عمرك عيد ، وألبسك الجديد ، وألجم أعداءك بالحديد ،
فلا تبخلي علينا المزيد .
تقديري

لَيْسَ الْمُهِمَّ بَأَنْ نَعِيِشَ الْعُمْرَ عُمْراً ثُمَّ عُمْرَا
أَوْ نَسْتَمِرَ بِرِحْلَةِ الأَجْسَادِ دَهْراً ثُمَّ دَهْرَا
بَلْ كَيْفَ نَحْيَا الْعُمْرَ فِي الدُّنْيَا الْعَتِيدَةْ
لِنُعِيِدَهَا سَنَةً مَجِيِدَةْ

صدقت ايتها الشاعرة الرائعة
العمر لا يقاس بالزمن وانما بمقدار ما نملأ هذا الزمن بالسعادة والفرح والحب والتقدم نحو الامام
هنا انفاس شعرية تتوهج بالقدرة الشعرية التي تتحف القارئ بالجمال الفني
سيدتي الشاعرة المبدعة الاستاذة غيداء
هنيئا لك هذا الالهام الشعري
خالص احترامي وعبق مودتي