وَمضاتُ الشعراء

قلت للشاعر عبد الستار النعيمي

نُعيميٌّ لهُ في الصِّدقِ آياتٌ مِلاحُ وذوقٌ رائعٌ الإفضال يغبطه الفلاحُ فشكرًا أيها العالي مقامًا ألمعيًّا مع التقدير يحملهُ إلى البابِ الصَّباحُ وحسبك زاهر الأدبِ البديع مع المعاني وحسُّك باذخ النُّعمى تعانقهُ الرِّياحُ

فأجابني بالقول :

ريــاضُ الشِّـعـر مـمـدوحٌ تـبـحَّـرَ فـيــه مـــدّاحُ رأى أعـمـاقَــهُ ذهــبًــا وشــعــرا حــرفُــهُ الـــــراحُ نُهيرا كنتُ أغترفُ النميرَ على ضفاف هوى كشـلاّلٍ مـن السلسـالِ عـذب الحـرف أمـتـاحُ رأيــت الشـعـر مرتـويـا مــن الـشـلالِ مغتـبـقـا على الإبداع مستويـا ونـور الحـرف إفصـاحُ

أفقرتَ قلبك حتى ضاع في الحجبِ فما تفرّق بين الكرْم والعنبِ ! ورحت تعبث في الدنيا وزينتها فازداد رَيْــنــًا ولم تفلحْ بمكتسبِ وما علمت بأنّ الحيَّ مطلعٌ على فؤادك إذ تلهو بلا أدبِ أفقرت قلبك حتى كاد من سغبٍ يفرّ عنك إلى الأفلاك للشهبِ أفقرت قلبك إذ أغنيت مفتخرًا أعدى عــدوٍّ كثير الغلّ والريب

إذ يأسَن الماءُ لا غُسلٌ ولا شرْبُ
.......................ولا نقاءَ ليحمي جذرَه العشبُ
في آسن الماء يبني الاثمُ طحلبه
..................ويبتني قصْرَه في الكوْكب الذنْبُ
ما زال يستعمر الارواحَ عوْسَجُه
................على الضفافِ ويخفي غدرَه الذئبُ
ولم تزلْ في شغاف القلبِ أمنية
.....................فراتها يصطفيه السائغ العذْبُ
تجري بأوْديةِ في المُزْنِ دمعتها
..................لا ريبَ فيها وفيها ينبضُ القلبُ
لتغسل العشبَ فالأعشابً قانطةٌ
.............جذورُها في أصيص ٍ دَكَّه الكرْبُ
وشانهُ صدأٌ يلهو به عبثٌ
.............فالعشبُ من ضنكٍ يزْري به الثوبُ
الساقُ مائلةٌ واللونٌ ممتقعٌ
....................قد ذلَّ أخْضَرُه أو نالَهُ الغُلبُ
ما انفكَ في ربْقة الأسْمالِ مُنكفياً
..............يحتلُّه الصبْرُ أو يودي به الغبُّ

على ألق البداهةِ والمعالي تناهى الإرتجال من الرِّجالِ شبابٍ صَيّروا الملكاتِ شِعرًا فطابَ الحرفُ واحلولى وصالي لأنثرَ في محبِّتهم عبيرًا أصيلاً وافرًا بين الغوالي هنا هممٌ تسابق بالمعاني تؤرّخ للمدى أسسَ النَّوالِ عطاءً منه تنبجس الأقاحي يُناجي رَوْحُها وطنَ الجمالِ أخا الشعر الطريف فداك فكري فقم وانشدْ وأيقظ كل سالِ

أعـدْ إليّ سروري واهجر العتبا فما ســواك حبيبي يبعث الطـربا إنّي نشدتك بالرحمن مـتـثـقــًا أن تحمل الهـمّ عنّي ترفـع الكـربا مضت لنا آيــة في الودّ صادقة ألفيت بعد انقضاها الصبر محتجبا فاشرح ليَ الصدر تمكــينــًا يثبّتني عساي أصحو أجبّ الوجـد والتعبا وابسط ذراعيك عانق بالمباهج من أحبّ من حبك الإحسان والأدبــــا أخشى على الفكر أن تغفو مداركـــه أو يختفي في معاني السلب مضطربا

حدائقُ الروح غنّاءٌ بها الأدبُ شوقًا وحبًا سقى أفنانها الطربُ وليس يفقه مغنى الوصلِ ملتفتٌ وكيف ينظم مبنى الشرقِ مغتربُ ؟ طوباك يا شاعرًا يحدو القريض له فتزدهي الروح ، والآمال تصطخبُ

ماذا أقول لمن طابت به القيمُ فجاء يشدو بقلبٍ ملؤهُ الحِكمُ ؟ ماذا أقول لمن أشواقه سطعت إذا القصيد جمالٌ ، والمدى نغمُ ؟ طوباك يا شاعرًا باحت سرائرُهُ فجاد بالصدقِ حتى رقّت الكلمُ لك المحبّة والعِرفانُ أبعثها هم الكرام بكلّ الذوقِ قد قدموا

لا خيرَ في الدنيا وفي أصحابِها

إنْ ماتَ ينبوعُ المحبّةِ واندثَرْ

وأرادَ كلٌّ أنْ يُحقِّقَ ذاتـهُ

مِنْ خلْفِ طوفانِ الوفاءِ المنصهِر

وحتمًا :

دمتَ للرُّقيّ بعنوان أيها الفاضل الكريم رياض شلال المحمدي ..

لا خيرَ في الدنيا وفي أصحابِها

إنْ ماتَ ينبوعُ المحبّةِ واندثَرْ

وأرادَ كلٌّ أنْ يُحقِّقَ ذاتـهُ

مِنْ خلْفِ طوفانِ الوفاءِ المنصهِر

وحتمًا :

دمتَ للرُّقيّ بعنوان أيها الفاضل الكريم رياض شلال المحمدي ..

أهلا وسهلاً أديبتنا وشاعرتنا الجميل بيانها ، زيارة ميمونة ، وومضة طيبة ، فمرحبًا بك .

راقَ اللقاء ، وغرَّدَ الوجدانُ واصّاعدت نحو السما الألحانُ من كل ما حاكى اللطيفةَ نورُهُ وبحسْنه تسَّابقُ الألوانُ أحيا المشاعر فاستهلَّ جمالها حيّاه لطفًا فاستقرَّ زمانُ بياهُ ذا نعِمٍ ، كساه أطايبًا فجِنانهُ يفنى بها الجَنَّانُ فإذا المكانُ متيَّمٌ بسنائه وإذا يباهي بالوصال جَنانُ