غدا عرس ابني عبد الجبار هائل سعيد
خيال شاعر
لعريسين في المهجر
بدا محياه طلقا كالندى الجاري
من روعة الحسن يبدو مثل أقمار
كأنه بلبل يشدو برابية
يفوح الأفق طيبا مثل أزهار
إذا تمطى ترى في خده خجلا
وإن تغنى تهادى بين أخيار
وإن رنا طرفه الساجي لضبيته
بنظرة يتلظى الشوق كالنار
من شدة الحب أضحى لا يفارقه
وجه البعيد بإقبال وإدبار
وإن شدا بحروف الصب قافية
رأيت عذب بيان سلسل جار
كأنه نهر حب دافق رضعت
أشواقه الطهر من أباء أطهار
أنفاسه بجلال الحق مترعة
وقلبه الغض مملوء بأنوار
تراه خيل قصيد مسرج بدأت
أشواقه تستقي ألحان أوتار
تزين الآفق مذ هبت مسرته
وأخصب الجدب مذ وافت بأمطار
ينثال بالحب مثل الغيث منهمرا
يسقي الربا والفيافي عبد جبار
ضياؤه من ذرى الآفاق منسكبا
على ضواحيك طيبة دون إخطار
قد كان يغشى بلا واد يهيم به
واليوم يحظى بأمنن بين أسوار
يصيب بعض الأمان من مشاربه
وينهل الشوق عذبا دون أكدار
فاهنأ بني بعرس وارتجي ولها
فالروض أعشب مخضرا بأشجار
كم نسمة من ضيا طه تحيط بكم
ونعمة تتهادى بعد إعسار
يا نغمة الأنس غني في مرافئهم
وأنشدي يامغاني الشوق أشعاري
إبني الحبيب الذي ربيته زمنا
له مواقف لا تنسى بأدهاري
له الى حرم المختار سنبلة
من السنابل تنمو بين أبرار
علمته أحسن الأخلاق وارتضعت
عروقه القيم المثلى بإصرار
واليوم تبتهج الدنيا بفرحته
ويشتري الصدق في إخوانه شاري
اليوم غنت جوار القبوتين له
كل البلابل أحيت عرسه الساري
إيمانه اليوم تشدو بين رفقتها
فينتشي بسرور مثل أطيار
مغردامثل ورقاء الربا جذلا
بخيمة العرس هطالا بأمطار
انظر اليه ترى حسنا ترى ألقا
ترى المسرة تسري مثل تيار
انظر اليه كغصن البان تحمله
بشاشة الروح لم يثقل بأوزار
طلق المحيا ندي القول مبتسما
كأنه الفجر موفور الضيا سار
نسائم الأنس تزهو بين أضلعه
كزهوة الغنوة الجذلى بقيثار
وقد توافدت الأطيار في جذل
تزف فرحته العظمى بإكبار
لسانه العذب يشدو بالهوى غردا
يقول أهلا بأترابي وزواري
حياكم الله يا أهلي ويا سندي
بكم سروري يغني قبل أوتاري
فيا إلهي توج خطوه بهدى
يفيض في الناس ودا مثل أنهار
وأنبتللهم من أنساله ولدا
يكون ذخرا بهذي الدار والدار
يفيض علما كماء المزن متصلا
بربه واثقا بالخالق الباري
لكي يعشا وإيمان سرورهما
على فراديس جنات وأنهار
فاسعد"بإيمان"وارشف من محاسنها
كؤس حب وقل خيرت فاختاري"
والد العريس والعروس
هائل سعيد مسعد
١٠..٢..٢٠١٦