وقع القلب
وَقعَ القلبُ في غرام غزال ...........لَمْ يُفارقْ يومًا رياضَ النسيم
قَدْ كساه الجمالُ أبْهى لباسٍ.................فغدا لامعًا كَمثْل النجوم
خدُّه دائمًا يشعَّ بهاءً..................و صفاءً مثل الصباح الوسيم
طرْفُه في فعاله قادرٌ أنْ.............يسْقطَ الطيرَ منْ أعالي الكروم
عيشه لا يحطُّ فيه عبوسٌ.................و تغنِّي فيه طيورُ النعيم
قلبه في الغرام قاسٍ و أمَّا.............صوْتُه في الحديث جدُّ رخيم
حبُّه فاتحٌ لكلِّ مُحبٍّ......................مُسْتهام بابَ الشَّقاء الأليم
منذ أنْ صَدَّ عنْ هوايَ صُدودًا...........وَهواه في خافقي مِنْ قديم
خاصمَ العينَ نوْمُها فاشْتكتْ لي......منْ خصام الرُّقاد كمْ منْ كلوم
طال ليلي و لم يكنْ هكذا بلْ.............كانَ حُلمًا عَذْبًا وجدَّ وسيم
لوْ وجدْتُ الحبيبَ صدْرًا حنُونًا ......ما عَرفْتُ الأحْزانَ مثلَ اليتيم
في الهوى لامني نديمي كأنِّي.............مُذْنبٌ أسْتحقُّ لوْمَ النديم
صرْت أشكو و لمْ أكنْ غيرَ طيْرٍ........يملأُ الكونَ بالغناء الرخيم
لم أجدْ في الغرام أيَّ سُكون.............فالهوى مُتْرعٌ بكلِّ الهموم
خابَ ظنِّي و لمْ يكنْ خائبًا حتى.............و جدتُ الفؤادَ جدَّ كليم
ليس منْ يسْكن السعادة دارًا..........مثلَ مَنْ يشتكي دوامَ الكلوم
إنَّ دنيا الإنسان عٍبْءٌ عليه........... إنْ تخَلَّتْ عنها ظلالُ النعيم
نلتُ ما كَدَّر الصفاءَ فأصبحْ..........تُ حليفَ الشَّكْوى كأيِّ سقيم
كلُّ شيْء يسيرُ ضِدِّي كأنِّي............جئْتُ منْ عالمٍ وراء النُّجوم
من قصائدي السابقة