عاصفة
تشتدُّ عاصفةُ السماء بريحِها
قلبي جريحُ مليحها وقبيحِها
بين القلاع تقلّعتْ أشجارُها
بشواظ صعق أو فيوض سيوحِها
وكأنّ يومَ الحشر فيها قائم
من هول عاصفة وشدّة صيحِها
بمعسعسٍ غلقَ السماء سوادُه
غطّى نجوم الظهر رغم فسيحها
لّكأنّ عاصفة السماء تنينَها
قذف الشواظ صواعقا بسفوحها
يا عصفها عصفتْ وليس بعاقل
تدميرُها بمدى توغّل سوحها
هُدمتْ صوامعُها تشققَ سورُها
أمدينة ً كبرى صغيرة جرحها
كانت نفوسُ القومِ عند جَريضها
مِن قصْف صاعقةٍ ودمْدمِ ريحِها
شُوّقتُ شوقَ حمائم وبلابل
لمّا تبللَ ريشُها في دوحها
تبكي نوازحَ بيضها بهديلها
والريحُ عاكفة على تنويحها
الوردُ يسبح في إفاضة نهرهِ
والطير أيقظها ارتجاجُ ضريحها
وكأنّ يومَ العصفِ يومُ كريهة
أو محنة العربانِ بين نزوحِها