أُنْثَى فِي مِحْبَرَة / غيداء الأيوبي

أُنْثَى فِي مِحْبَرَة

نَزَّ فِيَّ الشُّعُورُ حِسّاً وَسِحْرَا وَأَرَانِي أَسِيِحُ شِعْراً فَشِعْرَا قَلَمِي وَالأَوْرَاقُ وَالنَّبْضُ يَجْرِي مِلْءَ كَفٍّ تُذِيِبُ بِالْحَرْفِ عِطْرَا وَسُطُورٌ مِنَ الرَّحِيِقِ تُنَدِّي كُلَّمَا أَزْهَرَتْ غُصُونِيَ فِكْراَ فَأَنَا الأُنْثَى وَالْحُرُوفُ رِجَالٌ بِحَرِيِرٍ أَشُدُّ فِي القَوْلِ أَزْرَا مُهْرَةً أَجْرِي فِي الصَّحَارَى لِأُهْدِي رَوْنَقاً لِلتُّرَاثِ يَحْمِلُ تِبْرَا لَوْ تَوَارَتْ بِأَيِّ لَيْلٍ نُجُومٌ فَسَمَائِي تُبَثْبِثُ النُّورَ بَدْرَا لَسْتُ أَخْشَى رُكُوبَ خَيْلِ الْبَوَادِي فَأَنَا الْفَارِسُ الَّذِي جَالَ وَعْرَا حِيِنَ أَرْوِي مَطِيَّتِي مِنْ عُرُوقِي بِانْتِعَاشٍ تَخْتَالُ لِلْعُرْبِ فَخْرَا وَخِيَامِي أَوْتَادُهَا كَجُذُورٍ بِاعْتِزَازٍ تَشْتَدُّ فِي الأَرْضِ تَتْرَى أَتَنَاءَى وَلا أَهَابُ فَضَاءً لَيْسَ يَخْشَى مَنْ طَارَ فِي الْجَوِّ نِسْرَا لِيَ هَذَا الْكَوْنُ الَّذِي فِي خَيَالِي يَنْبُشُ الرُّوحَ حِيِنَ أَصْطَافُ سَكْرَى أَقْرَعُ الْكَأْسَ كُلَّمَا فَاضَ خَمْرِي لَسْتُ أَصْحُو حَتَّى أُسَلْطِنُ جَهْراَ فَأَنَا أَسْكُبُ الْخُمُورَ حَلاَلاً فَأُدَاوِي بِذِي الْمَشَاعِرِ قَفْرَا تَتَلَوَّى قَصِيِدَتِي طَيَّ عَقْلِي تِلْكَ رُوحِي تَلْتَفُّ بِالْفِكْرِ حَيْرَى هِيَ كُلِّي وَبَعْضُ مِنِّي لأَنِّي أَشْعُرُ الضِّدَّيْنِ انْجِرافاً وَجَزْراَ وَلأَنِّي أَخُوضُ كُلَّ الْمَعَانِي فَأَرَانِي أَغُوصُ فِي الْحِبْرِ سَبْراَ عِنْدَمَا يَضْمَحِلُّ فِي الْبِئْرِ مَاءٌ فَفُيُوضِي تَصُبُّ فِي الأَرْضِ نَهْرَا وَأَنَا الْغَرْقَى فِي بُحُورِ شُعُورِي أَرْتَجِي مِنْ مَرَاكِبِ الشِّعْرِ جِسْرَا كُلَّ يَوْمٍ أَلْتَجُّ فِي الْمَوْجِ فُلْكاً رَغْمَ إِنِّي أَعُومُ فِي الْبَحْرِ دَهْرَا دَفَّةُ الرُّبَّانِ الَّتِي فِي سَفِيِنِي بَيْنَ كَفَّيَّ تَمْخُرُ النَّبْضَ مَخْراَ أَتَحَدَّى بِذِي الأَعَاصِيِر رِيِحاً فَشِرَاعِي يَمْتَدُّ فِي الْخِبِّ خِدْرَا تَسْتَحِقُّ الْكُنُوزُ فِي الْقَاعِ جُهْدِي كَيْ أَرُصَّ الْجُمَانَ فِي الصَّدْرِ ذُخْرَا فَدَعُونِي أُقَلِّبُ الْبَحْرَ غَوْصاً قَدْ أُلَاقِي جَوَاهِرَ الشِّعْرِ حَوْرَا

غيداء الأيوبي

الله .. الله .. الله

رائعة بكل شيء , بشعرها , ببلاغتها ,

بصورها الشاعرية ,

وتستحق هذه القصيدة التوقف عندها مرارا ومرارا ..

أما الآن فأنا فقط سأطرح فقط موضوعين فيها :

الأول هذا البيت :

فَأَنَا الأُنْثَـى وَالْحُـرُوفُ رِجَـالٌ
بِحَرِيِـرٍ أَشُـدُّ فِـي القَـوْلِ أَزْرَا

أنا قد لا أتفق معك في هذا ... فهنا الرجال حولتهم إلى حروف , والمعنى أكبر من ذلك إذ يعني أن قلمك هو الذي يتلاعب بهم ويرسمهم كيفما يشاء.


أما الثاني :

فَدَعُونِي أُقَلِّـبُ الْبَحْـرَ غَوْصـاً
قَدْ أُلَاقِي جَوَاهِرَ الشِّعْـرِ حَـوْرَا

وأيضا لا أتفق معك ... لأنك إن كنت مازلت تلايدين الغوص في أعماق البحر لتبحثي عن لالئ وجواهر الشعر ...!!!
فماذا نسمي هذه الرائعة ؟
هي ياسيّدتي من لآلئ وجواهر الشعر والقوافي .. وهي لديك ومعك ,

وفي محبرتك وقلمك

بارك الله فيك وتقبلي تحياتي وتقديري

وستكون لي عودة أخرى إن شاء الله وإن سمح الوقت

حق لمن يمتلك هذا الحرف أن يفتخر هذا الفخر.

قصيدة رائعة حسا وجرسا وفيها سبك جميل وأسلوب مميز متين فلا فض فوك! هي قصيدة تستحق الحفاوة وتستحق صاحبتها التقدير.

للتثبيت

ودام ألقك الزاهر!

تقديري

قصيدة عصماء تحمل الكثير الكثير من الصور البديعة التي تستحق الإعجاب
قد ازدانت مفضلتي بهذه القصيدة التي أخذت مكانها هناك
أختي العزيزة الشاعرة الكريمة غيداء الأيوبي
دمتِ محلقة في فضاء الألق
قوفل ودّ

أيُّ إبداعٍ ينسجُ النُّورَ فخرا وائتلاقٍ يهدْهدُ البَوْحَ تِبرا وفضاءٍ من المعاني تزاهى أدهش الروحَ ، فالمبانيَ سكرى فتلاقى معَ الفؤادِ بهاءٌ من عيونِ البديع تشتاقُ بدرا أنطقتْ بالقريحةِ الحسنَ وصفًا فهي غيداءُ تبعثُ الشعر فكرا صورًا واصطفاءَ كلِّ جميلٍ وظلالاً من الجزالة تترى

أُنْثَى فِي مِحْبَرَة

نَزَّ فِيَّ الشُّعُورُ حِسّاً وَسِحْرَا وَأَرَانِي أَسِيِحُ شِعْراً فَشِعْرَا قَلَمِي وَالأَوْرَاقُ وَالنَّبْضُ يَجْرِي مِلْءَ كَفٍّ تُذِيِبُ بِالْحَرْفِ عِطْرَا وَسُطُورٌ مِنَ الرَّحِيِقِ تُنَدِّي كُلَّمَا أَزْهَرَتْ غُصُونِيَ فِكْراَ فَأَنَا الأُنْثَى وَالْحُرُوفُ رِجَالٌ بِحَرِيِرٍ أَشُدُّ فِي القَوْلِ أَزْرَا مُهْرَةً أَجْرِي فِي الصَّحَارَى لِأُهْدِي رَوْنَقاً لِلتُّرَاثِ يَحْمِلُ تِبْرَا لَوْ تَوَارَتْ بِأَيِّ لَيْلٍ نُجُومٌ فَسَمَائِي تُبَثْبِثُ النُّورَ بَدْرَا لَسْتُ أَخْشَى رُكُوبَ خَيْلِ الْبَوَادِي فَأَنَا الْفَارِسُ الَّذِي جَالَ وَعْرَا حِيِنَ أَرْوِي مَطِيَّتِي مِنْ عُرُوقِي بِانْتِعَاشٍ تَخْتَالُ لِلْعُرْبِ فَخْرَا وَخِيَامِي أَوْتَادُهَا كَجُذُورٍ بِاعْتِزَازٍ تَشْتَدُّ فِي الأَرْضِ تَتْرَى أَتَنَاءَى وَلا أَهَابُ فَضَاءً لَيْسَ يَخْشَى مَنْ طَارَ فِي الْجَوِّ نِسْرَا لِيَ هَذَا الْكَوْنُ الَّذِي فِي خَيَالِي يَنْبُشُ الرُّوحَ حِيِنَ أَصْطَافُ سَكْرَى أَقْرَعُ الْكَأْسَ كُلَّمَا فَاضَ خَمْرِي لَسْتُ أَصْحُو حَتَّى أُسَلْطِنُ جَهْراَ فَأَنَا أَسْكُبُ الْخُمُورَ حَلاَلاً فَأُدَاوِي بِذِي الْمَشَاعِرِ قَفْرَا تَتَلَوَّى قَصِيِدَتِي طَيَّ عَقْلِي تِلْكَ رُوحِي تَلْتَفُّ بِالْفِكْرِ حَيْرَى هِيَ كُلِّي وَبَعْضُ مِنِّي لأَنِّي أَشْعُرُ الضِّدَّيْنِ انْجِرافاً وَجَزْراَ وَلأَنِّي أَخُوضُ كُلَّ الْمَعَانِي فَأَرَانِي أَغُوصُ فِي الْحِبْرِ سَبْراَ عِنْدَمَا يَضْمَحِلُّ فِي الْبِئْرِ مَاءٌ فَفُيُوضِي تَصُبُّ فِي الأَرْضِ نَهْرَا وَأَنَا الْغَرْقَى فِي بُحُورِ شُعُورِي أَرْتَجِي مِنْ مَرَاكِبِ الشِّعْرِ جِسْرَا كُلَّ يَوْمٍ أَلْتَجُّ فِي الْمَوْجِ فُلْكاً رَغْمَ إِنِّي أَعُومُ فِي الْبَحْرِ دَهْرَا دَفَّةُ الرُّبَّانِ الَّتِي فِي سَفِيِنِي بَيْنَ كَفَّيَّ تَمْخُرُ النَّبْضَ مَخْراَ أَتَحَدَّى بِذِي الأَعَاصِيِر رِيِحاً فَشِرَاعِي يَمْتَدُّ فِي الْخِبِّ خِدْرَا تَسْتَحِقُّ الْكُنُوزُ فِي الْقَاعِ جُهْدِي كَيْ أَرُصَّ الْجُمَانَ فِي الصَّدْرِ ذُخْرَا فَدَعُونِي أُقَلِّبُ الْبَحْرَ غَوْصاً قَدْ أُلَاقِي جَوَاهِرَ الشِّعْرِ حَوْرَا

غيداء الأيوبي

والله لن اقتبس
بل سأترك هذه الفاتنة تختال بفستانها وهي تجرّ اذياله على مرمر الأرواح العطشى للكلمة الحسناء والفن الساحر وللبوح الفاتن
لن اقتبس
هنا هي أمامي باقة ورد وأكبر الكبائر ان نقطع أوصال الورود
وهي زمر فراشات ملوّنة وحرام أنْ نطارد هذه الزمر فنعتدي على أجنحتها
سيدتي الشاعرة الباهرة الاستاذة غيداء
بوركتْ قريحتك الشعرية التي تنشر على فضائنا نسائم العبير
طابت أوقاتك فرحا وإبداعا وجمالا
مع عميق الإحترام والإعجاب وعبق الود

سلام الله عليك أديبتنا القديرة الكبيرة


هذا النص المحلق لا يجيء به إلا شاعر مقتدر وأنت والله قد تجاوزت الإبداع إلى منزلة عالية قلّما يبلغها الشعراء

شاعرة أنت من السقف الأعلى وأديبة يشار إليها بالبنان

أطربني هذا النص جدا ومن سواك فشكرا جما على هذا البذخ الأدبي

لا يسعني والله إلا أن أقف وأصفق تقديرا لك ولنصك المحلق

محبة ملؤها كبير الإعجاب .

لست ادري والله ما اقول وقد سبقني الاحبة بما تستحقين أيتها الكريمة
نص به كل ما يمتلك الكبار من شعر وادوات تبلغ بالشاعر منزلة علية
رائق النسج والباء والتصوير وفي المعاني ما يليق بك سيدتي
اطربني ذلك التدفق الوجداني الذى جعل من الخفيف ثقيلا بمحمولة الشعري
شكرا لك والود

ليس في قاموسي ما يكفي للتعبير عن شديد إعجابي بهذه الخريدة ..
الشكر والتقدير لا يكفيان مقابل ما وجدت هنا من المتعة الفنية اللامحدودة .
تقبلي محبتي وتقديري لقلمك السيال أ. غيداء الأيوبي ،
واسمحي لي بإضافة نصك الجميل إلى مكتبتي .

سْتَـحِـقُّ الْـكُـنُـوزُ فِـــي الْـقَــاعِ جُـهْــدِي
كَيْ أَرُصَّ الْجُمَانَ فِـي الصَّـدْرِ ذُخْـرَا


بيت بأبيات

ما أجمل الشعر و أرقى الشعور


دمت