|
نَزَّ فِيَّ الشُّعُورُ حِسّاً وَسِحْرَا |
وَأَرَانِي أَسِيِحُ شِعْراً فَشِعْرَا |
قَلَمِي وَالأَوْرَاقُ وَالنَّبْضُ يَجْرِي |
مِلْءَ كَفٍّ تُذِيِبُ بِالْحَرْفِ عِطْرَا |
وَسُطُورٌ مِنَ الرَّحِيِقِ تُنَدِّي |
كُلَّمَا أَزْهَرَتْ غُصُونِيَ فِكْراَ |
فَأَنَا الأُنْثَى وَالْحُرُوفُ رِجَالٌ |
بِحَرِيِرٍ أَشُدُّ فِي القَوْلِ أَزْرَا |
مُهْرَةً أَجْرِي فِي الصَّحَارَى لِأُهْدِي |
رَوْنَقاً لِلتُّرَاثِ يَحْمِلُ تِبْرَا |
لَوْ تَوَارَتْ بِأَيِّ لَيْلٍ نُجُومٌ |
فَسَمَائِي تُبَثْبِثُ النُّورَ بَدْرَا |
لَسْتُ أَخْشَى رُكُوبَ خَيْلِ الْبَوَادِي |
فَأَنَا الْفَارِسُ الَّذِي جَالَ وَعْرَا |
حِيِنَ أَرْوِي مَطِيَّتِي مِنْ عُرُوقِي |
بِانْتِعَاشٍ تَخْتَالُ لِلْعُرْبِ فَخْرَا |
وَخِيَامِي أَوْتَادُهَا كَجُذُورٍ |
بِاعْتِزَازٍ تَشْتَدُّ فِي الأَرْضِ تَتْرَى |
أَتَنَاءَى وَلا أَهَابُ فَضَاءً |
لَيْسَ يَخْشَى مَنْ طَارَ فِي الْجَوِّ نِسْرَا |
لِيَ هَذَا الْكَوْنُ الَّذِي فِي خَيَالِي |
يَنْبُشُ الرُّوحَ حِيِنَ أَصْطَافُ سَكْرَى |
أَقْرَعُ الْكَأْسَ كُلَّمَا فَاضَ خَمْرِي |
لَسْتُ أَصْحُو حَتَّى أُسَلْطِنُ جَهْراَ |
فَأَنَا أَسْكُبُ الْخُمُورَ حَلاَلاً |
فَأُدَاوِي بِذِي الْمَشَاعِرِ قَفْرَا |
تَتَلَوَّى قَصِيِدَتِي طَيَّ عَقْلِي |
تِلْكَ رُوحِي تَلْتَفُّ بِالْفِكْرِ حَيْرَى |
هِيَ كُلِّي وَبَعْضُ مِنِّي لأَنِّي |
أَشْعُرُ الضِّدَّيْنِ انْجِرافاً وَجَزْراَ |
وَلأَنِّي أَخُوضُ كُلَّ الْمَعَانِي |
فَأَرَانِي أَغُوصُ فِي الْحِبْرِ سَبْراَ |
عِنْدَمَا يَضْمَحِلُّ فِي الْبِئْرِ مَاءٌ |
فَفُيُوضِي تَصُبُّ فِي الأَرْضِ نَهْرَا |
وَأَنَا الْغَرْقَى فِي بُحُورِ شُعُورِي |
أَرْتَجِي مِنْ مَرَاكِبِ الشِّعْرِ جِسْرَا |
كُلَّ يَوْمٍ أَلْتَجُّ فِي الْمَوْجِ فُلْكاً |
رَغْمَ إِنِّي أَعُومُ فِي الْبَحْرِ دَهْرَا |
دَفَّةُ الرُّبَّانِ الَّتِي فِي سَفِيِنِي |
بَيْنَ كَفَّيَّ تَمْخُرُ النَّبْضَ مَخْراَ |
أَتَحَدَّى بِذِي الأَعَاصِيِر رِيِحاً |
فَشِرَاعِي يَمْتَدُّ فِي الْخِبِّ خِدْرَا |
تَسْتَحِقُّ الْكُنُوزُ فِي الْقَاعِ جُهْدِي |
كَيْ أَرُصَّ الْجُمَانَ فِي الصَّدْرِ ذُخْرَا |
فَدَعُونِي أُقَلِّبُ الْبَحْرَ غَوْصاً |
قَدْ أُلَاقِي جَوَاهِرَ الشِّعْرِ حَوْرَا |