يا ملتقى التنويرِ و التدويرِ
يا مُلتقى التَّنويرِ وَالتَّدويرِ *** نارَتْ بُدورُكِ في دروبِ العِيرِ
ثوبُ النقاءِ بعارضَيكِ أعلَّني *** ما كلُّ ثــوبٍ يُرتدى كحريرِ
فيكِ الملاحةُ أقسمتْ ألاَّ تُرى *** إلا بوجهكِ يا قريــنَ النورِ
حمَلتْ تُمادي كلَّ صبٍّ لاهثٍ *وعروشُها حُفظتْ على التغييرِ
عاشت بعمرِ الوردِ رغمَ سنينها *كالشمسِ ما شاخت مِن التنويرِ
إنَّ الملاحةَ لا تشيخُ بنجمةٍ **كشفتْ منائرُها دُنى الديجورِ
يا كلَّ حبي سالفاً ومقدَّماً *** ردِّي لقلبي بَردَهُ بسَعيري
علَّ الشباب يعودُ فيهِ بنفحةِ ال **إنعاشِ تحت منافحِ التعطيرِ
أعِري لهُ جُنحَي ملائكةِ الهوى **ليطيرَ فوق الريحِ مثلَ مُعيري
يا مكةَ الغرَّاءَ، قلبي مُغرمٌ ***ويدايَ قد قصُرتْ عنِ التدبيرِ
هلاَّ تُغيثي شَيبتي وتكهُّلي؟ ***فلقد أضاعَ الحزنُ وجهَ مَسيري
• • •
يا نفسُ عودي للبداوةِ والرُّبى*وعلى ذَلولِ الأرض ليلاً سيري
للَّيلِ والصحراءِ للبدر الموشَّ **ـى فرشُهُ بالنجمِ والتزهيرِ
تقْفُو على أَثري القوافي رَيَّةً *** بيراعِ شِعرٍ نابضٍ نِحريرِ
حتى إذا سمعَ السحابُ تَزمزُمي **زُمَّ الفؤادُ لبيشةٍ وعَسيرِ
رُحماك لا نهلٌ ولا عللٌ بلا ***رشْفِ المناهلِ من عيون ثَبيرِ
وعلى مشارف مكَّةَ القلبُ ارتوى*من ماءِ زمزمَ شربةَ التيسيرِ
لا نهلَ بعد زلالهِ حتى وإن *** من فضَّةٍ كانت ضفافُ غديرِ
ومتى أطوفُ بكعبتي وعلَيهما ***سربالُ طهْرٍ؛ رايةُ التبشيرِ
وهناك ألقى في الأصولِ عروبتي *ويصيبُ ناقتها غرامُ بعيري.