غواص هاوي
الطويل يجعلك تطيل ففعولن مفاعيل امرأة بيضاء جميلة ورغم عيشها سنينا طويلة إلا أنها كالدنيا رغم كبرها جميلة تطرب الكبار فيمجدونها وتطرب الصغار فيغنونها والكل لها مشتهي وعن غيرها ملتهي فتلكم فعولن مفاعيل وذلك شأن الطويل
بحر المديد فاكتموا الأنفاس أحبتي الغواصين لمداته وشداته ففاعله ابن فاعله وفاعلاته فاعلات ينهكن الغواصين بجمالهن فيغريه وصالهن ويتمادى ويغرق في قاع مديدٍ أزرق فلايدري أغرق في البحر أم في السماء فمديد الشعر أصل الصفاء
تراجعوا ولاتغركم بساطة اسم البسيط فكم أهلك اسمه من بحارة فمستفعله الأخطبوط كثير الأذرع والخيوط وبين فعلن وفاعلن سيحتم السقوط فدعوه لأهله ولولا أنكم معي وأخاف عليكم لكسّرت قاعه تكسيرا واستعذبت ماءه تكريرا فارجعونا عنه
أزيلوا الزعانف واسطوانات الغاز وتبادلوا النكات والألغاز وانتم تعبرون هذا النهر بين البحور وهذا البدر بين الشهور الوافر المنساب والوفير لافرق بين مفاعلته ومفاعيله فما أروع تساهيله وما أعذب أناشيده وترتيله فتمتعوا به وفيه ماشئتم
إلبسوا كل شيئ بل وسرحوا شعوركم وتجملوا فهنا الزبدة لا الزبَد وهنا الجمال ولا غيره أحد الكامل من كل معنى والكائد من كل مغنى ليس الشعر إلا هو لاهو ماء نهر فيشرب ولا ماء بحرٍ فيسلب بل هو كماء الذهب أينما ذهب نذهب فتفاعلوا ما استطعتم
الهزج قناة مابها دلج ولا لجج سهلة المفاصل لمن أراد أن يواصل هي للرقص والإحتفال كم نوموا الأطفال فيها كواعب الحجال للهو والدلال ترانيمٌ ترانيم فتعجب الحريم ولن يحفل بها كريم لكنها تعجبني فلها وقتها ولها مريديها نسليهم بها فتسلوا بها
الرجز للشعير أقرب منه للشعر وللبرك أقرب منه للبحر لا تسبح فيه وإنما تقفز قفزة الأرانب البرية ولو خلطت مستفعلن بما يجملها لقبلناها ولكن أتت وحدها فأنفناها وأقصيناها وهي لسرد المتون ولهو البنون فابتعدوا عنها تعففا كما تعفف أهل المحيط
تخففوا من الملابس والمقابس وصلنا لرمل الشاطئ الناعم ناظرين البحر شوقا من هنا لن ترى الأبحار إلا من هنا ففاعلاته بالضبط كالموجات فقف على الرمل وتخيل الموجة تقذف بك للموجة وكأنك من حضن زوجة لحضن زوجة فهناك الطرب النفسي فانطربوا
أسرعوا باللبس وهيا للسريع واستفعلوا بقفزتين ثم غوصوا لفاعلن بسرعة فصديقنا غاضب على الدوم يريد أن نطوي القاع طيا فوثقوا الزعانف وزيدوا السرعة قليلا واتخذوني فيه دليلا فقد حفظت شعابه واجتزت صعابه وروضت ركابه وسبقته سرعة
وصلنا لقاع البحور فاشعلوا المقابس فلا نور فالنور مندثرٌ فيه نفقد الأمل ويزيد الفزع والوجل فلايأمن خائضه من قروش النقد والحل والعقد فمهما تأدب فيه سيجدون سببا للبطش به ليحيطوه بالغموض ولكني اعتدت ترويض الوحوش ولي هنا صولات وجولات
الخفيف البحر النظيف ليس آمن ولا مخيف بديع وإن كان عنيف تهبط بفاعلات ثم تستقر بمستفعلن ثم ترفعك فاعلاتن بعد أن أهبطتك وأحبطتك فتظل بين دنو وعلو ولا يهمك في البحر نو ولا سوء جو فقط أحط بمفاصله ودع الباقي له فكم أنقذ مرتاديه بخفة عنفه
المضارع أباطيل الغائصين والغائصات فهو بحر المصارع يستعرض في قبحه عضلاته وكأنه يقول قتلت الوحش فنجيب بل قتلتنا بالوحش فاصمت والغي تلك الأباطيل فقد أقحمها الخليل من دون طربٍ عند العرب ولا ندري ما السبب وعلى هذا البحر الف علامةٍ للعجب
إلتزم بما طلبوا منك هنا فأنت في المقتضب وله قوانين ليست لغيره بحر بإشارات مرورية لو تجاوزتها مخطئا قد يدق عنقك إن أردتم ولوجه فليكن معكم قديم وأرى أن تنتظروني هنا فلي مع عمدتهم شأن في ضوابطه الجائرة وموسيقته الحائرة سآتي سريعا
حديقة البحور وموطن الحور هيا اسبحوا أصدقائي ولا تروموا بقائي لن تستطيعوا لقائي إذا اجتثثت البحورِ وسأجتثها مرغما فهو يعني لي الكثير بموجه المثير ولحنه الأثير ولكن انتشروا وانتشوا وانتعشوا فلولم يكن غيره وما كان إلا هو لأغنى البحارة
اقتربوا من السطح فبحر المتقارب جميل القوارب تراها مع الفجر والظهر والعصروالقرص غارب مليئة باللئالئ بغير عمق ولا حمق هي كثمار الجنة دانية القطف تأتي بلطف فتطرب الشاعر والمغني والسامع بجوهرها الفعولي الصاخب اللامع فاجمعوا ماشئتم
أتمنى في بحر المحدث أن نتحدث بإيجاز فنقراته موجزة وسمكاته صغيرة لزجة تنساب من بين يديك كالزئبق فتتنمق في كتل صغيرة عذبة الغناء سهلة البناء بنيانها أجزاء إن أجدتها أجادتك وإن نمقتها رفعت رأسك ببهائها فتقول انظروا لما صنعت يداي
لقد كانت رحلة سعيدة بالنسبة لي ولكن غواصيي الصغار لاتخبروا أحدا من الكبار بسرنا فعادتهم إحاطة البحار بأساطير القراصنة والحيتان الشرسة العملاقة حتى تظل البحور لهم وحدهم ليس حسدا لنا ولكنهم يجلونها عنا بينما تتمنانا هي فحافظوا على السر لأخذكم في الرحلة القادمة لصحراء أغراض الشعر وواحاتها القديمة والجديدة
كن سعيدا قارئي
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غاندي يوسف سعد
