بسم الله الرحمن الرحيم
أمثالٌ وحِكَمٌ
د. ضياء الدين الجماس
كالنَّحلِ قُمْ بعَزيـمةٍ متواصلَةْ = عَمَلاً دؤوباً دونَ أيَّةِ فاصلَةْ
يجني الرحيقَ من الزهور بطيبها = ونتاجُهُ عَسَلٌ ليشفيَ آكلَهْ
وبهمَّةٍ يسعى بدون هوادةٍ= والكلُّ يعملُ كي يزيدَ معاسلَهْ
والمؤمنون كنخلةٍ بعطائها= كالكفِّ تعطي دون بُـخلٍ غافلَةْ
في كلِّها خيرٌ وتلك مَزِيَّةٌ = ذكَرَ الرسولُ مثالَها ومُـماثلَهْ
وكنَمْلةٍ لا يأسَ يطرقُ بابها = تجني الغذاءَ ولو بأرضٍ قاحلَةْ
لما رأتْ جُنْداً تدوسُ طريقها = قالت نصيحتها وكانتْ عاقلَةْ
"بحصونكم هيا الزموا وتستروا= كي تسلموا من سحق رجْلٍ جائلَةْ"
نحْلٌ ونمْلٌ والنخيلُ مثيلُها = ضُرِبَتْ لنا مثلاً نُصدِّقُ قائلَهْ
ضربَ الإلهُ مثالَه ببعوضَةٍ = يبدي لنا إعجازَهُ وشمائلَهْ
أبصرْ بعقلٍ نافذٍ وبصيرةٍ = وبنورها سترى الحقائقَ كاملَةْ
وعليكَ أنْ تدعو دعاءً خالصاً = فيجبْكَ ربٌّ لا يخيِّبُ سائلَهْ
واعملْ بنورِ اللهِ تلقَ رشادَه = مُتَجَنِّباً سُبُلَ الهلاكِ القاتلَةْ
إياكَ منْ وَهَنٍ يصيبُكَ بالونى = تكن النتيجةُ في الحصيلَةِ فاشلَةْ
وإذا عزمتَ مُهاجراً لله أو = لرسوله تجدِ الحوائزَ هاطلَةْ
صاحبْ رجالَ الصِّدْق في سُبُلِ الهدى = ولْتجعل الإخلاصَ زادَ الراحلَةْ
واركبْ معَ السلَفِ القويم برحْلِهم = طابَ الرحيلُ وطابَ صَحْبُ القافلَةْ
مُتَجَنِّبين لظى الهوى بظلامِهِ = متواصلين بمَنْ يزكِّي واصلَهْ
فَرَضَ "العليمُ" فروضَهُ فاصعدْ بها = ومعَ الفروضِ أضفْ مزيدَ النافلَةْ
كيْما يحبّكَ في الكمالِ مقرِّباً= فإذا أحبَّكَ كانَ قَدْ أدناك لَهْ
فترى وتصغي ما يحبُّ ويرتضي = وتضيءُ في حُلَكِ الظلامِ مشاعلَهْ
سابق إلى خَيْراته تنلِ المنى = فهوى الـمُسابقِ يستثيرُ مفاصلَهْ
وبقوَّة الإمدادِ سارع نحوه = ووقودُكَ التقوى بنفسٍ عاملَةْ
متسلحاً بعُلوِّ همّةِ مؤمنٍ = يسقيكَ من عَسَلٍ أطابَ مناهلَهْ
خيرُ الصلاةِ على الحبيبِ المصطفى = ليذودَ عنَّا نارَ شَرٍّ غائلَةْ